أ ف ب
بين الأضرحة ذات القباب الذهبية والحشود المتشحة بالسواد، رُفعت صور كبيرة للجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وكذلك لـ"شهداء ثورة تشرين"، خلال زيارة الأربعين في كربلاء هذا العام.
وشارك 14,5 مليون شخص من العراق فضلاً عن ثمانية بلدان أخرى من بينها إيران ولبنان ودول خليجية. وتحدثت المراجع الشيعية عن عشرة آلاف "موكب".
وتعد ذكرى مرور أربعين يوماً على تاريخ مقتل الامام الحسين بن علي حفيد النبي محمد التي يحييها الشيعة، أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم.
وكانت واشنطن اغتالت في الأيام الأولى من العام 2020 مهندسي الإستراتيجية الإيرانية في العراق "الحاج قاسم" و"أبو مهدي" كما يسميهما الزوار.
- لم تعد الأمور بخير -
وقالت حوراء الميالي المسؤولة عن موكب للنساء يقدم المأوى والطعام بشكل مجاني للزوار إن "الأربعين هذا العام له معنى آخر. ... يوجد تأثير روحي لهذه الزيارة الأربعينية وهي أول زيارة افتقدنا فيها رحيلهما... بعد أن رحلا لم تعد الامور بخير".
وأضافت هذه الشابة المنقبة أنه بعد هذه "الخسارة الفادحة" للمعسكر الإيراني في العراق استمر التوتر بين طهران وواشنطن اللتين تتنافسان على النفوذ في العراق الذي تحول الى ساحة صراع.
وفي إطار المواجهة المفتوحة، هددت واشنطن في أيلول باغلاق سفارتها إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ على المصالح الأميركية والذي يُنسب لفصائل عراقية الموالية لإيران.
وشهدت زيارة الأربعين هذا العام حادثة أخرى، وهي مواجهة بين قوات الأمن وموكب متظاهري "ثورة تشرين" الذين نددوا بالنفوذ الإيراني وتسلط الاحزاب على السلطة منذ العام 2003.
إذ منعت السلطات دخول هذا الموكب الى منطقة ما بين الحرمين لأنه لم يُسجل كأحد "المواكب" التي يسمح لها بالدخول، لكنهم دخلوا عنوة ما دفع القوات المسؤولة عن حماية الزيارة إلى استخدام القوة لتفريقهم وإخراجهم من منطقة الحرمين.
وأكدت سلطات العتبتين العباسية والحسينية أن الموكب الآتي من محافظة ذي قار لم يكن مسجلاً لديها.
وقالت سلطة العتبات المسؤولة عن تنظيم الزيارة إن "ما حصل لموكب بعض الإخوة من محافظة ذي قار الذين أرادوا الدخول هو إصرارهم على دخول منطقة العزاء دون الاستحصال على أي موافقات أصولية".
وكان المشاركون في هذه المسيرة يرفعون صور "شهداء" التظاهرات الذين سقط منهم ما يقرب عن 600 متظاهر قبل سنة خلال القمع الدموي للحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في البلاد.
وفيما وقعت مواجهة الأربعاء بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين كانوا يطلقون هتافات مناهضة لإيران، رفعت مواكب أخرى صورا كبيرة لأبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني في منطقة بين الحرمين.
- نصر وافتخار -
وتقاطر الزوار على الرغم من دعوة السلطات إلى تجنب التجمعات خوفاً من زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 والتي تجاوزت 400 ألفاً فيما توفي عشرة آلاف بسبب فيروس كورونا المستجد في العراق.
وقال فقار محمد الذي يأتي للزيارة كل عام "نحن نعتز ونفتخر بالشهداء القادة، قادة الانتصار قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، ففي هذه الزيارة افتقدناهم ورفعنا صورهم في مواكبنا وفي كل مكان".
ويعتبر كثيرون في كربلاء أبو مهدي المهندس صانع الانتصار على تنظيم داعش تحت قيادة الجنرال سليماني. وكان المهندس الزعيم الفعلي للحشد الشعبي، وهي القوات التي ضمت فصائل مسلحة شُكلت لقتال التنظيم المتطرف قبل أن تصبح قوة عسكرية خاضعة للدولة وفقا للقانون الجديد.
ويتغنى الوافدون بمآثر الحشد الشعبي في كربلاء، قلب الجنوب الشيعي النابض، حيث خلفت هجمات التنظيم آلاف القتلى خلال التجمعات الشيعية.
وقال ماجد الكعبي أحد رجال الدين الشيعة لوكالة فرانس برس "تمر هذه الذكرى علينا وتخلو الشوارع من القادة الشهداء وبعض المجاهدين ولكن المحبين أحيوا ذكراهم بنشر صورهم ورفع شعاراتهم ومنهجهم".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً