السوداني: العراق يشارك في إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط

08-05-2025
الكلمات الدالة محمد شياع السوداني قمة بغداد الشرق الأوسط
A+ A-
رووداو ديجيتال 

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن بغداد تستعد لاستضافة القمة العربية في "لحظة استثنائية" تمر بها المنطقة، وسط تحولات كبرى وصراعات مفتوحة وتحديات إقليمية معقدة، مشيراً إلى أن العراق "يشارك في إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط عبر سياسة خارجية متوازنة". 
 
وقال السوداني في بيان صدر اليوم الخميس (8 أيار 2028)، قبيل زيارته إلى أنقرة: "تحتضن بغداد القمة العربية في لحظة استثنائية تمرّ بها منطقتنا، لحظة تحوّلات كبرى وصراعات مفتوحة وتحديات إقليمية مركبة".
 
وأضاف أن حكومته "أدارت مرحلة معقدة اتسمت بالتحديات الإقليمية الكبيرة وما فرضته حرب غزة من ضغط متعدد الأبعاد على الدول العربية".
 
وأوضح السوداني أن القمة العربية في بغداد "تأتي في سياق تحولي، إنها لحظة تلتقي فيها الإرادة الوطنية العراقية مع الأمل العربي العام في تجاوز الخلافات والانطلاق نحو بناء منظومة تعاون عربي فعّالة وشاملة".
 
وشدد على أن المنطقة "بحاجة اليوم إلى خطاب عربي مسؤول يستند إلى الواقعية السياسية ويؤمن بأن التضامن لا يعني التطابق، بل احترام الخصوصيات ضمن وحدة الهدف والمصير".
 
وفيما يتعلق بالرؤية العراقية للعمل العربي المشترك، قال السوداني: "يرى العراق أن تعزيز العمل العربي يبدأ من تقوية العلاقات بين العواصم العربية من الخليج إلى المحيط على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
 
وحذر رئيس الوزراء من أن "التحديات التي نواجهها –من العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة والضفة ولبنان وسوريا إلى الانقسامات الداخلية في بعض الدول العربية، إلى التدخلات الإقليمية والدولية– تهدد ليس فقط أمن هذه الشعوب بل إرادتنا الجماعية كأمة".
 
ودعا السوداني إلى "إطلاق مبادرة عربية موحدة تتجاوز البعد الإنساني لتدعم بناء الدولة الوطنية القائمة على الدستور والكرامة والتنوع"، مضيفاً أنه "في لحظةٍ يغيب فيها الانخراط الدولي الفاعل لصالح شعوب المنطقة، تزداد أهمية امتلاكنا استراتيجية تنموية عربية شاملة".
 
وفي الجانب الاقتصادي، أكد أن "العراق يدعو إلى اعتماد نهج اقتصادي تكاملي يعالج التفاوت التنموي ويعزز القدرة الجماعية على مواجهة أزمات الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد".
 
وأشار السوداني إلى أن مشروع "طريق التنمية" الذي أوشك على الاكتمال "هو نموذج عملي لهذا التوجه، ويمكن أن يكون ركيزة لشراكات عربية حقيقية".
 
وشدد على أن "الأمن القومي العربي كلٌّ لا يتجزأ، ولا يمكن أن يتحقق من دون تعاون فعلي، وسياسات متوازنة، ومؤسسات قوية تحمي المصالح العليا للأمة".
 
واختتم السوداني بيانه قائلاً: "نحن اليوم لا نعيد بناء العراق فحسب، بل نشارك في إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط عبر سياسة خارجية متوازنة، وقيادة واعية، ومبادرات تنموية، وشراكات استراتيجية"، موجهاً "نداءً لكل العواصم العربية: آن الأوان لأن نبدأ من جديد، على أرضية جديدة، ومنهجية جديدة، وإرادة جديدة".
 
وأضاف أن "بغداد عاصمة الفكر العربي والتاريخ المشترك تفتح ذراعيها لقمة العرب، وهي على ثقة بأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأن أمامنا فرصة ثمينة لصياغة مستقبل أكثر تماسكاً وكرامةً لشعوبنا".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب