زيارة شمخاني للعراق.. حبلى بملفات حاسمة و"رفض قاطع" يتحدى سيناريوهات "التدخل"

08-03-2020
الكلمات الدالة شمخاني العراق وايران تشكيل الحكومة العراقية
A+ A-
رووداو - أربيل

جاءت زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى بغداد، وهي الأولى لمسؤول ايراني بارز، عقب مقتل القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، قرب مطار بغداد الدولي، لتثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً في خضم ما يمر به العراق وايران من عدة أزمات.
 
ولقي سليماني، ومعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، حتفهما، في الثالث من كانون الثاني 2020، بضربة جوية لطائرة أميركية بدون طيار، استهدفت موكبه قرب مطار بغداد، الذي وصله قادماً من سوريا.
 
المعنيون بالملف السياسي في العراق، يرون أن هذه الزيارة تحمل في طياتها العديد من الملفات، وليس فقط الامور الشكلية البروتوكولية، التي يتم سردها في وسائل الاعلام الحكومية في البلدين، بل ربما هنالك أكثر من سيناريو تحمله زيارة شمخاني الى العراق.
 
النائب عن تحالف القوى عبد الله الخربيط يقول في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية إن "زيارات المسؤولين بين الدول أمر طبيعي"، مبيناً "لدينا الكثير من المتعلقات مع ايران، اضافة الى الدور الذي من الممكن أن يلعبه العراق كوسيط بين ايران من جهة، والغرب والدول العربية من جهة أخرى".
 
وتابع "لا نعرف ماهية زيارة شمخاني، فلو كانت في هذا الاطار فهو أمر طبيعي ومرحب به، وكلما زاد التنسيق بين البلدين هو أمر ايجابي".
 
واستدرك الخربيط أنه "لو كانت الزيارة تدخل في اطار التدخل بالشأن السياسي في العراق، أو محاولة فرض حلول لمرشح رئاسة الحكومة، أو حتى لمجرد التلميح بذلك، فهو أمر مرفوض، سواء من ايران، أو من أي دولة من دول الجوار، أصدقاء كانوا أم أعداء".
 
وكان محمد توفيق علاوي، قد أعلن في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، تنحيه عن مهمة تشكيل الحكومة بسبب ما قال إنها "عراقيل" وضعتها قوى سياسية أمام تمرير حكومته خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، بعد إخفاق البرلمان في عقد جلسة استثنائية للتصويت على منح الثقة لحكومته.
 
بدوره، يرى المحلل السياسي احسان الشمري في تغريدة بموقع تويتر أن "زيارة شمخاني للعراق، تمثل ذلك القلق العميق من ارتباك حلفائها ومحاولة لاعادة ترتيب التأثير في المشهد السياسي، ورسالة من طهران لواشنطن بسرعة الأمساك وملء فراغ سليماني".
 
وكان مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، أكد خلال اللقاء مع شمخاني، على أهمية التعاون المشترك بين العراق وإيران في مواجهة خطر مرض كورونا، كما تعاونا سابقاً في مواجهة داعش.
 
في حين يقول المحلل السياسي هشام الهاشمي في تغريدة له، أن "شمخاني جاء لسد الثغرات في الملف السياسي التي أحدثها غياب سليماني، وعجز بديله قآني عن إنجاز المهمة".
 
وسرد الهاشمي عدة أهداف تتعلق بزيارة شمخاني، منها أنها جاءت لـ"التأكيد على إنجاز مهمة اخراج القوات الأميركية والتحالف الدولي من العراق، واختيار رئيس وزراء جديد ومساعدة البيت السياسي الشيعي في ذلك"، فضلا عن "تفعيل التفاهمات الاقتصادية العراقية – الصينية".
 
وكان شمخاني، أكد عقب وصوله الى العراق، على أهمية تعزيز التعاون لاسيما في المجالات الصحية والعلاجية لمواجهة مخاطر كورونا، مضيفاً أن الشعب العراقي "يستحق الاستقرار وأن العراق يجب أن يستعيد دوره الإقليمي والدولي".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب