ناشط من بابل يروي تفاصيل عمليات اغتيال يقف وراءها مسؤولون: نعيش رعباً يومياً

08-02-2022
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة الاغتيالات في العراق التظاهرات بابل
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

كشف الناشط المدني قاسم حسين عبيد الحمادي عن تعرضه الى عدة محاولات اغتيال من قبل مجاميع مسلحة ومدربة على اغتيال الناشطين، عبر توجيه من قبل "مسؤولين" في محافظة بابل.
 
الحمادي قال لشبكة رووداو الاعلامية انه أحد الناشطئين في تظاهرات مدينة الحلة في محافظة بابل، وسبق أن تعرض الى تهديدات من جهات مسلحة معروفة ومن أحزاب" ايضاً، وتم اتهامه بأنه "جوكري"، مشيرا الى ان "هذه الجهات المسلحة تنتمي الى عصائب أهل الحق والحكمة، ولا اسثني أحداً من الاحزاب المهيمنة في بابل، وإن كان بشكل خفي".
 
العراق، شهد احتجاجات شعبية منذ تشرين الأول 2019، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، واستمرار الفساد المالي والسياسي، فيما تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بمحاربة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
 
وأوضح الحمادي انه تعرض لعدى شكاوى وقضايا "كيدية" من قبل مسؤولين في المحافظة، منهم تابعون الى "فصائل مسلحة" لديها فرق اغتيالات، منوها الى ان هذه الفرق قامت بتصفية العديد من الناشطين وفقاً لقوائم تم تزويدهم بها.
 
وفقاً لأرقام الحكومة العراقية التي أعلنتها عام 2020، فإن 565 شخصاً من المتظاهرين وأفراد الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات، بينهم عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين.
 
"قتلوا أخي باسم وعمي حسن يوم 29 تشرين الأول 2021، وأصابوا باطلاقات نارية ابن اخي زيد بالكتف، وأخي حيدر بالعنق، وقبل ليلة من الحادث هجموا علينا واصابوا اخي سيف باطلاقة نارية أيضاً"، وفقاً للحمادي الذي نوه الى صدور أوامر قبض بحق الجناة في وقت سابق، "لكن الحكومة لا تستطيع القبض عليهم".
 
ونوه الى تعرض أخيه أحمد الى هجوم من قبل "فرق الموت" هذه، ما اضطره الى اللجوء الى احدى البيوت، غير ان المسلحين بقوا يطلقون النار على تلك الدار، ورغم صدور أوامر قبض بحقهم الا ان "القيادات الامنية تابعة للاحزاب المتنفذة، وهي من القيادات الدمج، ولا تطبق الاوامر القضائية".
 
ابتداء من أوائل تشرين الأول 2019، عندما شهد العراق موجة من الاحتجاجات الكبيرة في العاصمة بغداد، إلى جانب مدن أخرى في الجنوب، جرى قمع المتظاهرين بعنف ضمن حملة قمع ضدّ المتظاهرين كانت الأشدّ منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

 

 
الناشط المدني قاسم حسين عبيد الحمادي، أوضح أنه تقدم بشكاوى الى وزارة الداخلية على خلفية "تقصير" القيادات الامنية في بابل، "وقد ثبت تقصيرهم"، منوها الى ان "القيادات الامنية في بابل توصل معلومات الى القتلة بصدور أوامر قبض بحقهم، كي يهربوا قبل القاء القبض عليهم".
 
"عندما نسأل الاجهزة الامنية عن سبب عدم القاء القبض على عناصر فرق الموت، يقولون انهم تابعون الى احزاب متنفذة وينتمون الى تشكيلات الحشد الشعبي، ويتواجدون مع ابو فدك في المنطقة الخضراء"، حسب قول الحامدي، الذي تابع ان "هذه الفرق لديها أوامر بضرب دورنا بالقذائف أيضاً".
 
 
الحمادي، اشار الى ان "عددا من ذوي هؤلاء المسلحين أدلوا بتصريحات أكدوا خلالها ان المسلحين قاموا بتصفية العديد من الناشطين من خلال فرق الموت المخصصة لهذا الغرض، منهم الناشطة ريهام يعقوب التي تمت تصفيتها، كما ان ذوي هؤلاء المسلحين أكدوا تلقيهم تدريبات في ايران على الاغتيالات، ولديهم قائمة باسماء الناشطين الذين يتوجب اغتيالهم".
 
وحذر من ان "تعداد عائلتي يبلغ 35 شخصاً، ونعيش يومياً حالة رعب، ولا نعرف متى يتم قتلنا وفي أي لحظة، رغم أن منازلنا مطوقة بالقوات الامنية"، مؤكدا: "لا نملك غير القانون للجوء اليه من هذه العصابات".
 
ولفت الحمادي الى انه طلب اللجوء الى خارج العراق او الانتقال الى اقليم كوردستان، وناشد عدد من المنظمات بهذا الخصوص، "فنحن لا نعرف متى نلقى حتفنا، وأتمنى ان نسجن بدلاً من حياة الرعب اليومية التي نعيشها"، مؤكدا: "لدي تسجيل خطير من احد الاشخاص حذرني من ان جميع الاحزاب لديهم عصابات مسلحة مدربة على الاغتيالات، ولو تم نشر هذا التسجيل سيتم قتلي".
 
وأثارت عميلتا اغتيال وقعتا مؤخراً في مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان جنوبي العراق، غضب واستنكار الأوساط الشعبية في ميسان وبقية المحافظات، حيث وجّه رئيس الوزراء العراقي بإرسال وزير الداخلية عثمان الغانمي وتشكيل لجنة للتحقيق في الحوادث، فيما حمّل القضاء العراقي القيادات الأمنية المسؤولية. 
 
وطالت إحدى العمليتين ضابطا برتبة رائد في وزارة الداخلية، واستهدفت الثانية قاضيا مختصاً بقضايا المخدرات.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب