معد فياض
يهمل أغلب من كتب ويكتب عن تاسيس الجيش العراقي اليوم، سواء عن تعمد او عدم معرفة، الدور الاساس والابرز للضباط الكورد بتأسيس الجيش العراقي الذي يحتفل بميلاده الـ 102 اليوم.
مصادر موثوقة عديدة تؤكد دور الضباط الكورد ببناء الجيش العراقي منذ فكرة تأسيسه وبنائه وتسليحه، من قبل اول وزير للدفاع في الحكومات العراقية، في العهد الملكي، وهو الجنرال جعفر العسكري، المنحدر من مدينة كركوك ومن اصول كوردية، وهو يلقب بـ "ابو الجيش العراقي"، وكان ايضا رئيسا للوزراء.
تقول المصادر التاريخية انه "عندما شكلت الحكومة المؤقتة، تولى جعفر العسكري وزارة الدفاع العراقية، وقد أظهر منذ البداية رغبة شديدة في ألتحاق رفاقه من الضباط العراقيين للعمل معه وقد عبر عن رغبته هذا للمندوب البريطاني بيرسي كوكس الذي بدوره أبرق إلى الحكومة البريطانية طالباً إليها تسهيل عودة هؤلاء الضباط، وبعد تشكيل الحكومة المؤقتة طرح المندوب السامي فكرة تشكيل لجنة تُناط بها مهمة دراسة الوضع العسكري في العراق، وكان من أهم أسبابها، ترتيب القوانين والنظم العسكرية، إحضار الخطط اللازمة ولوائح توضح الحالة العسكرية في العراق، معرفة ما يحتاجه العراق من العَدد والعُدَد العَسكرية."
غير أن التفكير الأول في تأسيس جيش عراقي "بدأ في مؤتمر الشرق الأوسط سنة 1921 الذي حضره المندوب السامي ووزير الدفاع العراقي جعفر العسكري. ومن ضمن الأسباب التي جعلت بريطانيا تفكر في تشكيل جيش عراقي."
وحسب الموسوعة البريطانية فان "مرحلة الملك فيصل الأول شهدت تشكيل نواة الجيش العراقي في (6 كانون الثاني 1921) من عشرة ضباط عراقيين ممن كانوا في جيش الحجاز العربي، وقاتلوا ضد الدولة العثمانية بعد أعلان الثورة العربية عام 1916 تحت قيادة الأمير فيصل بن الحسين، وقد أخدت هذه النواة تنمو مع قدوم بقية الضباط العراقيين الذين كانوا مع فيصل في الحجاز حتى بلغ عددهم 206 ضابط، أو من التحاق أولئك الذين كانوا ضمن الجيش العثماني وبقوا في العراق أو عادو من الأَسر وكان عددهم 313 ضابطاً وهكذا أصبح عدد ضباط الجيش العراقي 519 ضابطاً، وقد أنشئت مدرسة تدريب الضباط الأقدمين في نيسان 1921."
يذكر المستشار محي الدين محمد يونس، قائلا "سبق وان اصدر زميلي اللواء الحقوقي المتقاعد فاروق ابراهيم شريف نقشبندي الجزء الاول من كتاب الضباط الكرد في الجيش العراقي منذ تاسيسه عام 1921 والذي كتب مقدمته المؤرخ، الكوردي، البروفيسور كمال مظهر احمد، و بعد اصدار الجزء الاول واصل جهوده في اصدار الجزء الثاني والثالث واضافة اسماء وصور وكذلك السيرة الذاتية للضباط الكرد الذين سبق لهم وان خدموا في الجيش العثماني والبعض منهم كان لهم الدور المهم في تأسيس الجيش العراقي وشغلوا مناصب هامة اخرى وزارية في الدولة العراقية الحديثة ومؤسسها الملك فيصل الاول."، مشيرا الى ان "مؤلفاته الاجزاء الثلاثه تضمنت صور نادرة ومعلومات جديدة لم يشاهدها القارئ الكريم.وبذلك يمكن القول بان المؤلف اضاف اضافات جديدة الى المكتبة العراقية ليكون مصدراً للباحثين في دراستهم الاكاديمية من القراء كافة وختاماً اتمنى له الموفقية والاستمرار في سعيه املين اصدار الجزء الرابع من موسوعته لاضافة ما لم يذكر في الاجزاء السابقة".
ويذكر نقشبندي في كتابه (الضباط الكورد في الجيش العراقي 1921) بان "مجموعة من الضباط الأكراد هم الذين ساهموا وباشروا في تأسيس الصنف المدفعي في الجيش العراق من أمثال جميل المدفعي وفؤاد المدفعي ومحمد فهمي المدفعي إضافة الى أن أول آمر فوج مشاة عند تأسيس الجيش العراقي كان كردياً وهو الشيخ محمد أمين غفور".
ومن بين 14 ضابطا عراقيا وضعوا لبنة تاسيس الجيش العراقي هناك 8 منهم من الكورد، وحسب النقشبندي فان من ابرز اسماء الضباط الكورد الذين ساهموا بتاسيس الجيش العراقي، اضافة الى جعفر العسكري، هم: العقيد حميد أحمد والرائد سعيد محمد والرائد بكر صدقي والرائد توفيق وهبي بك آمر الكلية العسكرية والرائد عبد الرزاق حلمي والنقيب حسن حسين والنقيب محمد أمين زكي بك. اضافة الى مساهمة الضباط الكورد:بهاء الدين نوري ونامق حسن علي وجمال بابان وتحسين علي وعلي رضا وعبد الله نوري وأمين زكي وهادي مصطفى ومحمد صدقي ورؤوف سعيد في تطوير صنوف الجيش.
ويذكر المؤرخ البروفيسور محمد مظفر الادهمي ان "وزير الدفاع، جعفر العسكري، اراد تامين حاجة الجيش العراقي من المتطوعين، فتقدم بمشروع قانون التطوع المؤقت للجيش العراقي فأقرته الحكومة المؤقتة في 26 ايار 1921. وفي 22 حزيران 1921 اذيع بيان دعي فيه المواطنون الى التطوع لتأليف الجيش العراقي وجاء فيه:
"لقد تشكلت والحمد لله وزارة الدفاع، وقد عينت لجميع المحلات ضباطا للتجنيد لأجل تأليف الجيش العراقي الوطني، الذي هو المستند الحقيقي لحفظ كيان البلاد، ودفع الطوارئ العدوانية عنه فعلى مواطني الكرام، ولي الامل الوطيد والثقة بهم، ان يتهافتوا على الانخراط في الجيش المذكور، مثبتين بذلك ميلهم الصحيح، و وطنيتهم الصادقة للحصول على الضالة المنشودة."
و في (21 يونيو 1921) ابتدأ تسجيل المتطوعين وشُكل الفوج الأول من الجيش العراقي في بغداد في يوليو 1921 وحمل اسم فوج الإمام موسى الكاظم حيث أتخذ مقره في الكاظمية في خان الكابولي، ثم نقل إلى الحلة ليحل محل الحامية البريطانية التي تقرر سحبها وفق خطة تخفيض القوات البريطانية في العراق، كما شكلت كتيبة الخيالة الأولى والتي كان من بين تشكيلاتها الحرس الملكي. وشُكل الفوج الثاني بامرة الضابط الكوردي الشيخ محمد أمين غفور، في الفترة من تشرين الثاني 1921 إلى نيسان 1922، حيث شكلت قطعات عسكرية مكونة من بطرية جبلية وسرية نقلية وكتيبتي خيالة وفوج ثالث وأرسلت جميعاً إلى الموصل، وقد بلغت تشكيلات الجيش حوالي 4000 الاف متطوع، وهكذا أصبحت هناك ثلاث حاميات عسكرية للجيش العراقي هي الموصل، وبغداد، والحلة، ثم الحقت بكل منها مفرزة طبابة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً