ضباط كبار في الجيش العراقي السابق لرووداو: قواتنا المسلحة بحاجة لشباب متطوعين وتنقيتها من (الدمج)

06-11-2022
معد فياض
معد فياض
الكلمات الدالة العراق الخدمة الالزامية
A+ A-
معد فياض

أتفق ضباط، متقاعدون، برتب عالية في الجيش العراقي، على ان: "قواتنا المسلحة بحاجة الى شباب متطوعين يحصلون على تدريبات عسكرية مهنية رفيعة المستوى وتحت اشراف عسكري منضبط بدلا من تنفيذ قانون الخدمة الالزامية الذي سيكلف الدولة ميزانية كبيرة ولا يبني جيشا مهنيا".
 
الضباط الذين يحملون رتب فريق اول ركن وحتى رتبة عميد، قالوا في احاديث منفردة لشبكة رووداو اليوم، الاحد ( 6 تشرين الثاني 2022): "العراق اليوم يحتاج جيش مهني قوامه الشباب للدفاع عن الوطن"، مشددين على اهمية "تنقية قواتنا المسلحة مما يسمى بـ (ضباط الدمج)".
 
العرفاء اكثر من الجنود
 
الفريق الاول الركن حسين جاسم دوحي، معاون رئيس اركان الجيش سابقا، أكد على ان: "الجيش المهني الصحيح يعتمد على المتطوعين، ذلك ان المتطوع لأي صنف اختار الجيش والعسكرية كمهنة حياتية بارادته لهذا سيخلص بانتمائه للمؤسسة العسكرية وسيتقبل التدريبات العسكرية باخلاص، وهذا سيبقى في الجيس لسنوات طويلة". موضحا ان: "هناك دولاً تبني جيوشها من المتطوعين فقط، وهناك دولاً اخرى تعتمد، في الحروب خاصة، على المتطوعين وعلى المجندين ضمن قوانين الخدمة الالزامية، والعراق اختار بعد 2003 بناء القوات المسلحة على اساس التطوع".
 
واضاف دوحي قائلا: "التدريب العسكري اختصاصي، حيث كنت معاون رئيس اركان الجيش لشؤون التدريب ما بين عامي 2004 و2016، ونعرف اننا، لغرض بناء جيش مهني مستعد للدفاع عن العراق، بحاجة الى تدريب منضبط وبناء مراكز تدريب مناسبة وتوفير تجهيزات وتسليح حديث". منبها الى ان: "الاهم من ذلك هو ابعاد القوات المسلحة عن السياسة فالانتماء الأول والأخير يجب ان يكون للوطن وليس لهذا الحزب السياسي او ذاك وتنقية القوات المسلحة مما يعرف بـ (ضباط الدمج)، فالضباط يجب ان يجتازوا سنوات الدراسة في الكلية العسكرية، كما على المراتب الاخرى اجتياز مدارس ومراكز التدريب الاصولية".
 
واشار الفريق اول الركن دوحي الى مشكلة مهنية في الجيش العراقي، وهي ان: " قواتنا المسلحة تزدحم بالرتب العسكرية العالية والإعمار المتقدمة، بالنسبة للضباط والمراتب، نواب ضباط ورؤساء عرفاء وعرفاء الذين تتجاوز اعمارهم الاربعين عاما، بينما هناك شحة بأعداد الجنود الشباب، والعرفاء صاروا اكثر عددا من الجنود، لهذا يجب ان نفتح ابواب التطوع للشباب من اعمار 18 سنة ونسهل قبولهم في الجيش كمتطوعين برواتب وامتيازات مغرية".
 
ضباط الدمج
 
الفريق المهندس حاتم الدليمي، شدد على اهمية: "تنقية الجيش العراقي من (ضباط الدمج)"، مقترحاً "احالتهم على التقاعد او تأهيلهم عسكرياً في الكليات العسكرية على اسس الجيش المهنية".  وقال: "هؤلاء(الدمج) لا يعرفون كيف يضعون الرتبة كما لا يعرفون كيف يرتدون البدلة العسكرية حسب الاصول، والذي اعرفه ان الضباط الاصوليين الاقل رتبة منهم لا يثقون بهم في وحدات الجيش لعدم امتلاكهم للخبرة".
 
الدليمي درس هندسة الاتصالات كما درس في الكلية العسكرية، وتخصص في صنف المعدات الفنية خارج العراق عام 1970، يقول:"انا من مؤسسي صنف المعدات الفنية المهم جدا في الجيش العراقي، وتقاعدت من الجيش السابق برتبة عميد، وعدت الى اليه بطلب من وزارة الدفاع لبناء الجيش الجديد وتقاعدت ثانية برتبة فريق عام 2009 ".
 
يؤكد الدليمي على اهمية التدريب والانضباط في الجيش العراقي، والاعتماد على الضباط المهنيين لتدريب المتطوعين من الشباب"، وقال "كان الجيش العراقي يجمع العراقيين من مدن مختلفة وضمن مواضع او وحدات عسكرية بعيدة عن مناطق سكن الجنود، لكن هذا الامر من الصعب تحقيقه اليوم بسبب الظروف السياسية وغيرها". مشيرا الى ان: "الجيش العراقي السابق كان منضبطاً ومدرباً بصورة جيدة وتهابه دول الجوار". وقال: "اشعر بحزن كبير وانا اشاهد دخول القوات التركية للاراضي العراقية في اقلم كوردستان او القصف الصاروخي الايراني لمدينة اربيل وضواحيها".
 
الانضباط هو الاساس
 
 ويرى الفريق المهندس عباس الهلالي، الذي امضى اكثر من 40 سنة في الجيش العراقي، وكان آخر منصب له مدير معهد اللغات، ان: "على الجيش ان يكون مؤسسة عسكرية منضبطة من جميع الجوانب، حتى في تجهيزاته وتدريبه"، مشيرا الى ان "الجيش اليوم يتقاضى 140 الف دينار شهريا من كل جندي وضابط لغرض توفير الطعام، وكذلك هناك نقص في التجهيزات، مثلا ابني التحق قبل 4 اشهر بالكلية العسكرية وتسوق تجهيزاته (البدلة والاحذية وغيرها) من الاسواق قرب ساحة التحرير".
 
وشدد الهلالي على ان "القوات المسلحة وبوضعها الحالي لا تتمكن من توفير المعسكرات والتجهيزات للجنود في حالة تطبيق قانون الخدمة الالزامية، وانا مع تشجيع الشباب على التطوع لبناء جيش مهني منضبط". مقترحا: "تخصيص الميزانية التي ستصرف على المجندين الزاميا لبناء المدارس ودعم التعليم والتعليم العالي وايجاد فرص للشباب العاطلين عن العمل بدلا من سوقهم للخدمة العسكرية".
 
ويذكر الفريق الهلالي قائلا: "في عام 2005 فكرنا بتشريع قانون الخدمة الالزامية لكننا وجدنا تطبيق ذلك امر صعب لهذا اكتفينا بتأسيس جيش مهني محدود من المتطوعين، علما ان عديد الجيش اليوم مع الحشد الشعبي يقترب من الملون ونصف المليون منتسب، ونرى ضرورة تجديد دماء القوات المسلحة عن طريق تطوع الشباب".

ابعاد السياسة عن الجيش
 
حامد المطلك، نائب رئيس لحنة الامن والدفاع البرلمانية سابقا، آخر رتبة له في الجيش العراقي كانت عميد ركن، آمر لواء دفاع جوي، يؤكد ان: "تدخل الاحزاب السياسية في الجيش اساء كثيرا للمؤسسة العسكرية، في حين كان يجب ان يبقى الجيش العراقي مستقلا ومنتميا للوطن وللشعب".
 
يقول المطلك: "كنا نريد بعد 2003 بناء جيش وطني يدافع عن امن وسيادة العراق، جيش يجمع بين ابناء اربيل والبصرة والانبار في موقع واحد، لكن للاسف هذا لم ولن يتحقق، والا كيف لشاب كوردي ان يخدم في ميسان تحت خيمة الجيش الذي قاتل الكورد لسنوات طويلة". مشيرا الى اهمية: "ايجاد فرص عمل للشباب او فتح ابواب التطوع امامهم بعيدا عن صراعات الاحزاب السياسية".
 
وشجب المطلك: "حالة عدم الانضباط في الجيش العراقي اليوم سواء من خلال تصرفات افراد القوات المسلحة حتى في الشارع". وقال: "وصلت الحالة الى مشاركة ضباط في القوات المسلحة بحفل تكريم ماكيير(حلاقة) وتأديتهم التحية العسكرية وهم يرتدون بدلات عسكرية بصورة غير نظامية".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب