رووداو ديجيتال
أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي نعمة البنداوي، أن الفصائل والقوى السياسية "تحترم قوات البيشمركة"، مشيراً إلى أن "تداخلاً في المواقع" أو تواجدها قرب القوات الأميركية "قد" يكون السبب وراء قصف أحد مقراتها.
وقال علي نعمة البنداوي، لشبكة رووداو الإعلامية، السبت (6 كانون الثاني 2023)، إن "قوات البيشمركة قوات عراقية محترمة قاتلت النظام السابق، وقاتلت ضد داعش وتنظيمات القاعدة. وكلجنة أمن ودفاع ونواب وسياسيين ووطنيين وعراقيين لا نقبل أن يمس أي مقاتل من مقاتلي البيشمركة، ولكن قد يحدث بعض الأخطاء".
وكانت مسيرتان قد استهدفتا مقراً لقوات البيشمركة على طريق أربيل - مصيف صلاح الدين يوم 30 كانون الأول الماضي في هجوم وصفته رئاسة إقليم كوردستان بـ "الإرهابي" و"تطور خطير ومرفوض".
منذ بدء الحرب على غزة، تستهدف "المقاومة الإسلامية في العراق" القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق وسوريا بهجمات تجاوز عددها الـ 100، بسبب ما تراه انحيازاً أميركياً إلى إسرائيل. وترد الولايات المتحدة بهجمات تستهدف فصائل مسلحة، آخرها الهجوم الذي شهدته بغداد الخميس 4 كانون الثاني، وأودى بحياة نائب قائد عمليات حزام بغداد في الحشد الشعبي، آمر اللواء 12 في الحشد "أبو تقوى"، مشتاق طالب السعيدي، ومساعده فضلاً عن إصابة آخرين.
البنداوي أوضح: "قد يكون هناك تداخل في المواقع مع القوات الأميركية، أو تواجد لقوات البيشمركة بالقرب منهم، ولكن كل الفصائل والقوى السياسية تحترم قوات البيشمركة، وهي قوات عراقية، وحقيقة محط فخر لكل العراقيين".
"لا نحتاج قوات أجنبية"
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية بيّن أن أجتماعات لجنة الأمن والدفاع مستمرة مع القادة الأمنيين ووزيري الدفاع والداخلية، آخرها لقاء مع القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني و"كانت لدينا رؤية واضحة للأمور وكذلك لرئيس الوزراء رؤية واضحة"، منوّهاً إلى أن "وجود القوات الأميركية على الأراضي العراقية كان بطلب من رئيس الحكومة، اعتقد حيدر العبادي" وتعلق بوجود قوات "لدعم ومساعدة القوات العراقية وليست قوات قتالية".
وأشار إلى أن "القوات العراقية بكل أصنافها ومسمياتها ابتداء من وزارتي الدفاع والداخلية والبيشمركة والحشد الشعبي قاتلت جنباً إلى جنب وتم دحر اعتى تنظيم إرهابي وهو داعش".
البنداوي شدد على أنه "لا نحتاج بالوقت الحاضر إلى تواجد قوات (أجنبية) على أرض البلاد، خصوصاً إذا لاحظنا ارتفاع الهجمات بطائرات أميركية على مواقع عسكرية عراقية سواء في الحشد الشعبي أو القوات الأمنية في الفترة الأخيرة".
خروج القوات لا يفكك الاتفاقية مع واشنطن
"العراق اليوم قادر على الدفاع عن نفسه إذا ما توفرت بعض القضايا في مقدمتها الدعم والاسناد عبر توفير ما تحتاجه من أسلحة ومعدات مثل الرادات ومنظومات الدفاع الجوي" رأى البنداوي الذي أشار إلى أنه "اليوم نمتلك من القوات بحدود 2 مليون مقاتل في كل الصنوف ولدينا خبرات كبيرة وواسعة من قادة أمنيين في مختلف الصنوف".
حول الاتفاقية مع الولايات المتحدة قال إنها "بين البلدين، ولا اعتقد أن خروج القوات لا يؤدي إلى تفكيك هذه الاتفاقية لاعتبارات كثيرة وكبيرة"، مبيّناً أن الاتفاقية "لا تتضمن وجود قوات قتالية على الأراضي العراقية".
بالمقابل، أكد أنه "ليس لدينا مانع من وجود سفارة أميركية تؤدي واجباتها الدبلوماسية، ويتم العمل بين البلدين وفق المصالح المشتركة بين العراق والولايات المتحدة أو حتى باقي دول العالم، ولكن من غير المعقول أن تكون السفارة منطلقاً للشر والعدوان على الوحدات العسكرية والأمنية".
"السفارة فيها نحو 3 آلاف مقاتل وهذا الأمر مخالف للعرف الدبلوماسي السائد في كل العالم.. أن تتحول السفارة إلى قاعدة عسكرية في وسط بغداد فهو أمر معيب ينتقص من السيادة، ولا أعتقد أن احداً يقبل أن يكون بلده ذات سيادة منقوصة" أضاف البنداوي.
"هجمات الفصائل ردة فعل"
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية أكد ضرورة وجود تفاهمات مع الحكومة العراقية "من أجل أن لا يكون العراق جزءاً من الصراعات الدائرة في المنطقة"، مشدداً على أنه "إذا كان هناك رأي للحكومة لابد أن يفرض على الجميع، وأن تحترم قرارات الحكومة، وأن لا يتم الاعتداء على مقراتنا الأمنية، وخصوصاً مقرات الحشد الشعبي".
أغلب هجمات الفصائل المسلحة "ردة فعل" بحسب البنداوي الذي تساءل: "ما الذي تتوقعه الولايات المتحدة عندما تكون هناك هجمات على مقرات وقادة هذه الفصائل؟ هل عليهم (الفصائل) أن يقولوا شكراً جزيلاً؟ بالعكس، ستكون هناك ردة فعل في أي مكان".
"لابد أن يكون هناك احترام للسيادة العراقية وعدم الاعتداء على كل الفصائل، أو حتى على البيشمركة ووزارة الدفاع" أكد عضو لجنة الأمن النيابية الذي نوّه إلى أن "قصف إحدى وحدات القوات الأمنية في بغداد ليس له أي مبرر".
وتابع: "هناك حوارات حكومية وأغلب القوى السياسية وحتى الفصائل جميعاً هي مشتركة في الحكومة، لذلك أعتقد أنه من الصحيح أن تتم تهدئة هذه الأجواء وأن يصار إلى اتفاق نهائي، سواء مع الولايات المتحدة وحتى مع حلفائها حول ضرورة الانتهاء من هذا الملف".
وأشار إلى جمع نحو 70 توقيعاً في مجلس النواب لـ "عقد جلسة طارئة من أجل اصدارقرار، واعتقد أن الحكومة ماضية بهذا الاتجاه، ورئيس الوزراء أعلن خلال استقباله رئيس الوزراء الإسباني الذهاب باتجاه جدولة خروج القوات الأميركية أو ما تبقى من قوات التحالف الدولي من خلال لجنة فنية مشتركة" التي تشكلت خلال زيارة وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد قال في تصريح صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في 28 كانون الأول: "نحن في طور إعادة ترتيب العلاقة مع التحالف الدولي، حيث في ظل وجود قوات عراقية متمكنة فإن الحكومة العراقية ماضية باتجاه إنهاء وجود قوات التحالف الدولي التي تضم مستشارين أمنيين يدعمون القوات الأمنية في مجالات التدريب والمشورة والتعاون الاستخباري".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً