رحيل الفنان سالم الدباغ.. أحد اهم رموز الحركة التشكيلية العراقية

05-12-2022
معد فياض
الكلمات الدالة سالم الدباغ
A+ A-

معد فياض

فقدت الحركة التشكيلية العراقية اليوم الاثنين (5 كانون الاول 2022)، الفنان سالم الدباغ، أحد مبدعيها.

الدباغ الذي عرف بتميزه في البحث والتجريب منذ بداياته، ولد في مدينة الموصل عام 1941، وكان الى جانب الفنان الراحل راكان دبدوب، الوحيدان من مدينة الموصل اللذان تم قبولهما في معهد الفنون الجميلة، قسم الفنون التشكيلية (1958-1961) حيث تتلمذ خلال دراسته في المعهد على ايدي كبار مبدعي الحركة التشكيلية العراقية، امثال جواد سليم وفائق حسن واسماعيل الشيخلي وخالد الرحال، وتخرج متفوقا ليلتحق بالدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة في بداية افتتاحها (1961- 1965)، وهناك دخل تجارب الحداثة في الفن التشكيلي متتلمذاً على ايدي البولندي رومان ارتموفسكي الذي كان يدرس الغرافيك والطباعة الفنية، والفنان اليوغسلافي بوركو لازسكي أستاذ الجداريات التشكيلية.

أسس الدباغ مع مجموعة من الفنانين العراقيين جماعة المجددين التي أقامت أول معارضها عام 1965 والتي ضمت كل من علي طالب وصالح الجميعي وطالب مكي ونداء كاظم، واللذين يعدون الجيل المكمل لفناني الخمسينيات.

الدباغ يعد ايضاً أحد أهم رموز جيل الستينيات في الحركة التشكيلية العراقية الذي ضم علاء بشير وعلي طالب وليلى العطار وعامر العبيدي ونداء كاظم وصالح القرة غولي، الذي أحدث ثورة في حركة الرسم والنحت، وتلاقت انجازاتها مع الحركة الشعرية المجددة وكتابة القصة الحديثة، اذ يعد عقد الستينيات بداية الثورة الثقافية في جميع أنحاء العالم كونه نتج عن ولادة أفكار تقدمية وثورات تحررية تنامت بعد الحرب العالمية الثانية.

تميزت أعمال الدباغ بالتجريد اللوني للمواضيع الحياتية، وجاءت لوحاته باللونين الأبيض والأسود، أو بلونين فقط، لتحفيز المتلقي على التساؤل والتفسير ورؤية ما هو أعمق في اللوحة، فهو لم يؤسس لخطاب جمالي فحسب، بل لخطاب فكري بحت، فاللون عنده عامل مساعد لإكمال إنشاء اللوحة وليس هو الأساس، بل الموضوع والبحث واستنفار الفكرة لدى المتلقي هي ما كان يشغله تماماً.

انشغل الدباغ طوال حياته الفنية بالبحث والتجريب ولم يشغل نفسه في صراعات جانبية حول سيادة الاجيال او تميزها، كما فعل غيره، كما لم يبحث عن مناصب ادارية او منافع مادية، بل اكتفى بالاهتمام بمنجزه الفني والتدريس الاكاديمي والبحث عما يملأ هذا الفراغ من اعمال تشكيلية تجيب عن اسئلته الداخلية حول الكون وعلاقة المتلقي مع العمل الفني، لهذا عرف بهدوئه وابتعاده عن ضجيج الحياة اليومية.

 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب