رووداو ديجيتال
أكد المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، أنهم سيواجهون في العقد المقبل جيلاً جديداً لداعش لا نعرف معلومات عنهم، مشيراً إلى أنهم يتابعون بدقة خليفة داعش الجديد.
وقال رسول في حوار خاص مع شبكة رووداو الإعلامية، حول حربهم ضد داعش إن "معركتنا مع عصابات داعش المتبقية معركة استخبارات"، لافتاً إلى أن داعش يبحث عبر تنفيذ عملياته عن "نصر إعلامي".
وذكر وجود تنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية في الجانب السوري فيما يصب في خانة "حفظ حدود البلد"، معتبراً مخيم الهول "قنبلة نووية موقوتة"، فيما حذّر رسول من التغذية الفكرية "التكفيرية" التي تتم ضمن مخيم الهول من قبل نساء التنظيم لأطفالهن.
اللواء يحيى رسول، أوضح أن "قضاء الطارمية مستقر أمنياً"، مستدركاً أن طبيعته الجغرافية "صعبة".
المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، أشار إلى أنه "اقترح إنشاء تحالف عالمي للعمل ووضع برامج لأطفال ونساء داعش مع عملية إعادة تأهيلهم، وكيفية منع أن يكونوا جيلاً جديداً لعصابات داعش الإرهابية".
وأدناه نص حوار المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول:
رووداو: ما هو تقييمكم الجديد لقوة داعش في العراق؟
يحيى رسول: انتهى داعش عسكرياً، حيث قضينا على الآلة العسكرية للتنظيم في معارك التحرير، وأنهينا تواجد العسكري، لكن لا زال هنالك بقايا لعصابات داعش. منذ فترة وبعد عمليات التحرير، بدأنا بعمليات ملاحقة ومتابعة لفلول بقايا عصابات داعش الإرهابية، وقد حققنا نتائج جيدة وكبيرة بهذا الصدد. قيادة العمليات المشتركة التي يرأسها السيد القائد العام للقوات المسلحة، ومن خلال نائب قائد العمليات المشتركة، وضعنا رؤية لملاحقة بقايا هذه الفلول الإرهابية وحددنا الأماكن التي تتواجد بها هذه البقايا والعصابات، وأعتقد أن نجاحنا كان بتوحيد الجهد الاستخباراتي، ومعركتنا مع عصابات داعش المتبقية معركة استخبارات، وعليه تم توزيع ساحات العمل الاستخباراتي بين كل الأجهزة، وتوحيد المعلومة الاستخباراتية وأنشأنا خلية استهداف في قيادة العمليات المشتركة، وصار لنا فترة نلحق ضربات موجعة لعصابات داعش الإرهابية في حمرين بديالى ووداي الشاي جنوب كركوك، وكانت آخر العمليات النوعية والاستباقية قبل يومين، خطط لها لأكثر من 15 يوماً، بمتابعة مجموعة كانت متواجدة في منطقة عكاشات غرب الأنبار، وكانت بمتابعة دقيقة وإشراف مستمر من السيد القائد العام للقوات المسلحة، بعد ذلك توجهت قوة من أبطال جهاز مكافحة الإرهاب واشتبكت مع تلك القوة بعد محاصرتها، وتم القضاء على هذه القوة، وقتل 17 عنصراً إرهابياً، من ضمنهم 3-4 هم من قيادات الصف الأول وجار البحث في هذه الجثث لمعرفة وتطابق المعلومات معها لإعلان تفاصيل ومعلومات حول هذه العناصر الإرهابية. أعتقد اليوم أن قوة داعش ضعيفة جداً ولا يستطيع المجابهة والتواجد في المنطقة، إنما يعمل بنظام المفارز من 2 إلى 3 عناصر، وأحياناً تصل إلى 6 عناصر لتلك البقايا الإرهابية، وهو مختبئ يحاول بين فترة وأخرى أي يقوم بعمل هنا أو هناك، ومن الممكن أن يستغل سوء الأحوال الجوية، وعدم الإنتباه أو عدم اليقظة، أو أن يحقق نصراً إعلامياً لا أكثر، لكننا نؤكد أن داعش لا يزال يمثل خطراً وبإمكانه تنفيذ أعمال هنا أو هناك، لكن ليس باستطاعته مجابهة أي قوة من القوات المسلحة العراقية ولهذا أعتقد أن قوة داعش بدأت بالضعف بشكل كبير، عبر تجفيف منابع الإرهاب وتجفيف أي موارد يستطيع أخذ الدعم من خلالها، والنقطة المهمة التي نركز عليها أن هنالك رفضاً من قبل المواطنين، خصوصاً في الأماكن التي تم تحريرها، ضد عصابات داعش الإرهابية، والتعاون الكبير من قبل المواطن مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
رووداو: لماذا لم ينتهِ داعش في الطارمية، ما السبب والخلل؟
يحيى رسول: قضاء الطارمية مستقر أمنياً بشكل جيد، لكن طبيعته الجغرافية صعبة، في ظل وجود البساتين الكبيرة والشاسعة، والمبازل والمسطحات المائية، ويحدها نهر دجلة، ففي بعض البساتين يصل مدى الرؤية إلى مترين أو ثلاثة أمتار فحسب، لهذا نحن نركز على الجهد الاستخباراتي. العملية الأخيرة في قضاء الطارمية توجهت خلالها قوة لمحاصرة المجموعة الإرهابية، بالبداية حدث اشتباك مع أحد العناصر، الذي فجر نفسه أثناء العملية، وبالتالي استشهد لنا جندي، وبقي عنصران منهم وتم محاصرتهما، حيث كانت عملية استباقية وكانت قواتنا مندفعة لمجابهة هذه المجموعة الإرهابية. داعش في مفارزه الحالية، يرتدي عناصره أحزمة ناسفة، ويحمل سلاحاً ورمانات يدوية، وأثناء الاشتباك قام ذاك الإرهابي برمي الرمانات وتفجير نفسه، لكن تم القضاء على عنصر آخر منهم، والعملية باعتقادي كانت ناجحة بشكل كبير، إلا أن الاندفاع والبطولة من قبل العناصر أسفر عن خسائر. مواطنو الطارمية متعاونون بشكل جيد، لكن الطبيعة الجغرافية للقضاء باتجاه ديالى وصلاح الدين، يستغلها عناصر العصابات الإرهابية للقيام بعمليات تسلل، والعملية التي خططوا لها كانت لتنفيذ تفجير في ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظمي سلام الله عليه وأثناء الزيارة، لكن اندفاع قطعاتنا والعمل الاستباقي، استطعنا إحباط تلك العملية، فلو تم تنفيذ ذلك بين جموع الزائرين لا سمح الله لخلّف مشكلة كبيرة، وداعش يعمل على إثارة النعرة الطائفية، لكن الاندفاع والبطولة الزائدة أدت إلى هذه الخسائر.
رووداو: ما هي موارد تمويل داعش في الوقت الحالي؟
يحيى رسول: أعتقد أن داعش ضعيف حتى في موارده..
رووداو: من أين يجلب السلاح إذاً؟
يحيى رسول: لحد الآن، ورغم الجهد الاستخباراتي، توجد مخابئ تركها داعش سواء في الصحراء أو السلاسل الجبلية، وهي متروكة منذ فترة، وبقي داعش يعتاش على هذه المخابئ، ونحن بدورنا نقوم بضربها، واستطعنا تدمير مغارات وكهوف يستخدمها داعش لخزن أسلحته والأعتدة، وهذا ما يعتمد عليه، حتى موضوع التعاون والتمويل فهو قليل جداً، ومن الممكن أن يكون هناك بعض المتعاونين ممولين أو يحاولون تمويل العناصر الإرهابية، لكن بالمجمل العام داعش يعاني بشكل كبير، من ناحية قلة الأفراد وقلة الدعم اللوجستي وحتى في موضوع مخابئ الأسلحة والأعتدة التي لديه، إذا تذكرنا قديماً، فإن داعش كان يعتمد على العجلات المفخخة والتفخيخ وزرع العبوات الناسفة، والقيام بعمليات نوعية، لكنه الآن لا يستطيع ذلك.
رووداو: هل غيّر داعش تكتيك الحرب؟
يحيى رسول: التكتيك الذي يستخدمه داعش هو تكتيك اللامركزية، وهو أن يقوم بعمليات فردية، عبر مفارز بسيطة. إنه مختبئ لا يظهر نهاراً بل ليلاً، ويستغل أي فرصة لتحقيق نصر إعلامي ويوصل رسالة للعالم على أنني متواجد وباستطاعتي القيام بعمليات إرهابية، وإذا رسمنا خطاً بيانياً للعمليات التي تنفذ، نكاد ننفذ يومياً عمليات نوعية ضد عصابات داعش الإرهابية، في حمرين وجنوب كركوك والأنبار وعكاشات، وإذا رسمنا ذات المخطط لعصابات داعش، فإن عملياته ضيئلة جداً، وفي تحليلنا لأخبار داعش أستطيع القول إن نسبة 80-90% من أخباره غير دقيقة، وعملياتنا كبير وقاسمة بضرب قيادات وقتلهم وإلقاء قبض وتدمير مخابئ ومستودعات وحققنا نجاحات كبيرة بهذا المجال.
رووداو: كم يبلغ عدد مسحلي داعش المقتولين خلال العمليات بعامي 2022 و2023؟
يحيى رسول: حالياً لا أملك رقماً دقيقاً، لكن بإمكاني إرساله إليك فيما بعد، لكن كاستذكار سريع لنتائج العمليات السابقة في صلاح الدين وديالى وجنوب كركوك وعكاشات، قتلنا في هذه المناطق خلال فترة قصيرة نحو 50 عنصراً من عصابات داعش، إضافة لضبط المخابىء وتدمير كهوف، وأنا أثني على عمل قيادة العمليات المشتركة، لدينا عمليات نوعية استخباراتية وضربات جوية من القوة الجوية الأبطال وطيران الجيش، وعمليات واسعة إلى جانب عمليات محدودة ضمن الأفواج والألوية والفرق بشكل مستمر، وهنالك مبدأ يقول إن "خير وسيلة للدفاع هي الهجوم"، وسنواصل العمليات النوعية والاستباقية، وهذا يحقق لنا نتائجاً كبيرة. نحن لا نعطي فرصة لبقايا وفلول هذه العصابات أن تلفظ أنفاسها، لأنها عندما تُترك تقوم بعمل إرهابي.
رووداو: هل لديكم معلومات عن مكان خليفة داعش أو هويته؟
يحيى رسول: الأجهزة الاستخباراتية لديها معلومات كثيرة، ونتابع بدقة ما يسمى خليفة عصابات داعش الإرهابية، ولا ننسى أننا كأجهزة استخباراتية قدمنا معلومات ساهمت في قتل المقبور أبو بكر البغدادي، وأسهمنا بمعلومات دقيقة بقتل المقبور قرداش، لهذا أنا أعتقد اليوم أن الأجهزة الاستخباراتية العراقية خطت خطوات كبيرة، وهي الآن تمتلك معلومات كثيرة عن العصابات الإرهابية من حيث (تواجدها، حركتها، مناطقها، قياداتها)، ونستفاد من معلومات العناصر المقبوض عليهم للوصول إلى قيادات مهمة، تسهم بعمليات نوعية واستباقية ضد عصابات داعش.
رووداو: ما مدى خطورة الجيل الجديد لداعش على أمن العراق؟
يحيى رسول: تحدثنا عن ذلك في منتدى أربيل الدولي السنوي الثاني، ووصفت الجيل الجديد لداعش بالقنبلة النووية الموقوتة، لأن مخيم الهول يضم أعداداً بالآلاف من عوائل وأطفال لعصابات داعش الإرهابية، والكثير منهم يقيمون في المخيم منذ فترة طويلة ويغذّون بالفكر الإرهابي، وحقيقة أعتبره جيلاً خطراً جداً في المستقبل، ومن الممكن أن نقاتل في الخمس أو العشر سنوات القادمة إرهابيين لا نمتلك أية معلومات عنهم، بسبب أنه ليس لديه هوية ومتروك في مخيم الهول للتغذية الفكرية التكفيرية ولا توجد أي مقومات تبعد الطفل عن ذاك الفكر.
رووداو: ألا توجد أية خطة للسيطرة على هذا الأمر؟
يحيى رسول: الحكومة العراقية خطت خطوات كبيرة في هذا الموضوع، خلال الفترة المنصرمة، أعدنا أكثر من 7 وجبات من مخيم الهول وإدخالهم في مخيم الجدعة وبدأت عمليات تدريبهم وهنالك الكثير من العمل بخصوص إعادة تأهيلهم ودمجهم ضمن المجتمع، ونجحنا بهذا الموضوع. النساء والأطفال الذين أعيدوا دمجوا مع المجتمع الآن، وعادوا للحياة بشكل طبيعي. لكن هذه المسؤولية ليست على عاتق العراق فقط، بل مسؤولية العالم أجمع، لأن تنظيم داعش دولي وليس محلي، ويختلف عن حركة طالبان التي تتواجد فقط في أفغانستان، داعش موجود في كل العالم، لكن من الممكن أن تقوم هذه العصابات الإرهابية أن تقوم بأي عمل إرهابي في أي دولة بالعالم، لهذا فإنها مسؤولية العالم أجمع، واقترحت أن يكون هنالك تحالف عالمي للعمل باتجاه النساء والأطفال ورعايا داعش التي تعود لدول أجنبية وعربية، لوضع برامج في موضوع هؤلاء الأطفال والنساء وعملية إعادة تأهيلهم، وكيفية منع أن يكونوا جيلاً جديداً لعصابات داعش الإرهابية، وهذا يحتاج جهداً كبيراً وإمكانيات كبيرة، وعلى دول العالم تحمل المسؤولية بأخذ رعاياها لإعادة دمجهم في المجتمع مجدداً، وليس فقط العراق، ونحن اتخذنا خطوات جيدة. لدينا قاعدة بيانات، هناك عوائل ونساء وأطفال خرجوا خلال عمليات التحرير من مناطقهم خوفاً، هم ليسوا ضمن داعش، ولا ينتمون إليه، قد يكون البعض منهم مؤيداً لداعش لكن لم تتطلخ أيديهم بدماء العراقيين، واستقر بهم الوضع في مخيم الهول، وبعد التدقيق الأمني جلبناهم وأدخلناهم إلى مخيم الجدعة وبدأت عملية إعادة تأهيلهم بالكثير من البرامج برعاية الحكومة العراقية وباشتراك العديد من المنظمات، وتمت إعادة دمجهم في المجتمعات، وعليه فإن على العالم أجمع أن يتخذ خطوة بخصوص رعايا داعش، لأن الأم الداعشية أصبحت مدرسة للطفل المقيم في المخيم، لينشأ هذا الجيل الذي يشكل خطراً على العالم أجمع، ولا ننسى أن مناطق شمال شرق سوريا على الحدود العراقية غير مستقرة، فيها تنظيمات إرهابية عديدة، منها النصرة وأحرار الشام وداعش أيضاً مسيطر، وسجن الحسكة الذي يضم آلاف الإرهابيين، الذي يبعد عن الحدود العراقية 10 – 15 كيلو متراً.
رووداو: هل لديكم تنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)؟
يحيى رسول: نحن ننسق للحفاظ على بلدنا نظراً للحدود التي تربطنا بالجارة سوريا.
رووداو: ما نسبة التنسيق مع قسد؟
يحيى رسول: التنسيق موجود، لكن كما تعلم فإن قسد ليست دولة، لأن سوريا بها نظام ودولة، أجزاء من الحدود السورية العراقية تتواجد بها قوات سورية ولدينا تنسيق معها، وأجزاء أخرى تتواجد بها قسد وتنظيمات أخرى، ولا ننسى تواجد القوات الأميركية والروسية والتركية في سوريا، لذا علينا أن نحمي الحدود، التي كانت متروكة ومشرعة، إلا أنه الآن يوجد بها تحكيمات وتحصينات وساتر ترابي وخندق وكاميرات حرارية وأبراج مراقبة وحرس حدود، وأيضاً خلف الحدود توجد قطعات من الجيش، وفي حالة أي اختراق للحدود، لدينا كمائن وكاميرات حرارية، والكثير ممن حاولوا اجتياز الحدود العراقية تم إلقاء القبض عليهم ووضعهم لدى الجهات المختصة، ونركز على القيام بعمليات مستمرة في هذه المناطق، وفق جهد استخباراتي.
رووداو: هل تملكون معلومات عن عدد مسلحي داعش في العراق؟
يحيى رسول: ليسوا ذاك العدد الكبير. عناصر داعش في العراق أعدادهم قليلة جداً وهم الآن يعملون بنظام العصابات، والماكينة الإعلامية تعطيه هالة كبيرة، وللأسف نرى أن الإعلام المحلي والعالمي حال قيام داعش بعملية يسلط الضوء عليه بشكل كبير. قبل فترة كانت هنالك عملية نوعية لجهاز مكافحة الإرهاب في مناطق جنوب الموصل وعين الجحش، قتلنا أكثر من 45 عنصراً في ما يسمى ولاية الموصل، ودمرناهم كلهم، وضبطنا المستودعات والمخابئ والأسلحة وأجهزة الكمبيوتر، كانت عملية كبيرة جداً، لكنها لم تلقى تسليط ضوء أو تناقلتها وائل الإعلام بشكل دقيق، لكن عملية بسيطة يقوم بها داعش كإطلاق نار مباشر أو قنص، عبوة أو هاون، فإن الكل يتداول هذه العملية ويعطيها هالة كبيرة، وداعش يعتمد على الإعلام، لإعطاء رسالة على أنه متواجد ويستطيع تنفيذ العمليات، لكن الحقيقة أن داعش ضعيف ومنهزم ومنكسر ويعاني بشكل كبير، وضرباتنا مستمرة.
رووداو: كيف تقيّمون الوضع الأمني في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان والحكومة العراقية ولماذا لم يباشر اللواءان المشتركان بمهامهما؟
يحيى رسول: أولاً، لا أحبذ قول المناطق المتنازع عليها، نحن بلد واحد وشعب واحد، بدياناته وقومياته ومذاهبه، ونشكل فسيفساء جميلة، والشعب الكوردي شعبنا، وأهلنا وناسنا، ونرى تطور أربيل والسلمانية ودهوك وبقية المناطق فخراً لنا. نحن نقول عن تلك المناطق الفارغة أو المتروكة، بين خط تواجد قوات الحكومة الاتحادية وخط تواجد قوات البيشمركة، وبالعودة إلى معارك التحرير، حينما دخلنا إلى الموصل، كان ذلك عبر أراضي إقليم كوردستان وكان هنالك ترحيب كبير، واشتركنا سوية مع البيشمركة بعمليات التحرير، والإخوان في البيشمركة قدموا تضحيات كثيرة من الشهداء والجرحى، وأبعدنا داعش عن إقليم كوردستان. هذه المناطق مؤشر لدينا على أنها مستغلة من قبل عناصر داعش، لذا علينا أن نتخذ قراراً بخصوص ذلك، والآن لدينا مراكز تنسيق مشترك مع إخواننا في وزارة البيشمركة بعدة محافظات، بحدود 6 مراكز تنسيق مشترك، مركز في أربيل، وأيضاً لدينا ممثلون عن وزارة البيشمركة موجودون الآن في وزارة الدفاع أو قيادة العمليات المشتركة، وعلاقة الحكومة العراقية اليوم جيدة مع إقليم كوردستان، وزيارات وتواجد ولقاءات رئيس أركان وزارة البيشمركة، الفريق الركن عيسى عزير في بغداد، وتواجده في اجتماع المجلس الأمني الوزاري رسالة أخرى على وجود تعاون كبير.
اللواءان المشتركان قد اكتملا وعلى أتم الجهوزية، لكننا بانتظار إقرار الموازنة، لأن اللواءين سيضافان على ملاك وزارة الدفاع، من ناحية الرواتب والتخصيصات والتجهيزات، ونحن متوقفون على الميزانية المالية فقط. وستبدأ بعدها عملياتنا المشتركة ضمن المناطق الفارغة عبر عمليات ملاحقة وتفتيش ومداهمة ومسك الأرض لعدم إعطاء الفرصة للعصابات الإرهابية.
أود التأكيد على نقطة مهمة، كلما كانت علاقتنا جيدة ومترابطة ومتسمكة، سوف ننجح في ضرب داعش وعدم فسح المجال له، لأن داعش لا يفرق بين عربي أو كوردي أو مسيحي أو طائفة فلانية، ما يهمه هو التدمير والقتل والإرهاب، وعلينا أن نصبح رجلاً واحداً والعمل سوياً لمنع هذه العصابات الإرهابية.
تحرير: محمد عيسى
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً