عمار الحكيم: أي تهاون بحصر السلاح بيد الدولة سيضعفها

04-01-2025
الكلمات الدالة عمار الحكيم
A+ A-
رووداو ديجيتال

رأى زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وتعزيز سيادة القانون، ومكافحة الفساد المالي والإداري والإصلاح الاقتصادي، عاداً "أي تهاون في هذا الجانب سيؤدي إلى إضعاف الدولة وتفاقم الأزمات".
 
وقال الحكيم في الحفل التأبيني الذي أقيم اليوم السبت (4 كانون الثاني 2025) لذكرى استشهاد محمد باقي الحكيم، إن "العراق لا يمكن أن يستقر إلا بتعزيز الوحدة الوطنية، ونحن بحاجة إلى تعزيز الثقة بين أبناء الشعب من جهة، وبين الشعب ومؤسسات الدولة من جهة أخرى، وهذا يتطلب منا جميعاً العمل بروح الفريق الواحد، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الثانوية الضيقة".
 
وأوضح أنه "لايخفى على أحد أن العراق يواجه تحديات اقتصادية كبيرة، أبرزها البطالة وضعف الخدمات، وتلبية الحاجة إلى رؤية اقتصادية شاملة تُعنى بتنويع مصادر الدخل، وتطوير البنى التحتية، واستثمار طاقات الشباب. فشباب العراق هم عماد المستقبل، ولا بد من توفير الفرص التي تُمكّنهم من المشاركة الفاعلة في بناء وطنهم".
 
"حصر السلاح بيد الدولة"
 
الحكيم، نوّه الى أن "بناء دولة قوية ومقتدرة يتطلب حصر السلاح بيد الدولة، وتعزيز سيادة القانون، ومكافحة الفساد المالي والإداري والإصلاح الاقتصادي، وأي تهاون في هذا الجانب سيؤدي إلى إضعاف الدولة وتفاقم الأزمات".
 
وتابع زعيم تيار الحكمة: "علينا أن نعمل على تقوية مؤسساتنا، وتحقيق العدالة، وضمان التوزيع العادل للثروات بين جميع المحافظات، ولأن العراق يقع في قلب المنطقة، فلا يمكن أن يكون بمعزل عن التحديات الإقليمية والدولية".
 
وأردف عمار الحكيم: "علينا أن ننتهج سياسة متوازنة تضع مصلحة العراق أولاً، وتجعله جسراً للتواصل بين الدول، وليس ساحة للصراعات".
 
"قضية العرب والمسلمين المركزية"
 
بخصوص الموقف من القضية الفلسطينية، أوضح الحكيم: "نجدد موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية، التي كانت وستظل قضية العرب والمسلمين المركزية".
 
وأضاف أن "دعمنا للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المستمر من أجل نيل حقوقه المشروعة، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، هو واجب أخلاقي وإنساني لا يقبل المساومة"، مردفاً أن "العراق، الذي عرف معنى التضحية وخبرها على امتداد تاريخه، يقف بكل حزم ضد أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تقويض حقوق الفلسطينيين".
 
في السياق ذاته "نجدد موقفنا الراسخ في دعم لبنان الشقيق، الذي يمر بتحديات كبيرة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والأمني"، وفقاً للحكيم، الذي أشار الى أن "العراق يقف إلى جانب الشعب اللبناني، ويدعم وحدته الوطنية واستقراره، ويؤمن بضرورة التعاون العربي لمساندته في تجاوز أزماته، واستقرار لبنان جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة، لن يدخر العراق جهداً في تعزيز أواصر الأخوة والتضامن مع هذا البلد العزيز".
 
"احترام التعددية في سوريا"
 
بخصوص الوضع في سوريا، ذكر زعيم تيار الحكمة أن سوريا "تشهد مرحلة جديدة، انطلاقاً من إيماننا بعمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين العراقي والسوري، ونتطلع إلى أن تكون هذه المرحلة بداية لتعزيز الاستقرار في سوريا بمشاركة جميع مكوناتها بروح الحرية والديمقراطية والمواطنة".
 
"ننتظر من الأداء السياسي القادم في سوريا أن يعكس إرادة الشعب، وأن يضع أسساً لدولة تتسع لجميع أبنائها، حيث تسود العدالة وتتحقق الكرامة"، حسب الحكيم، الذي لفت الى أن "سوريا اليوم تقف على عتبة مرحلة جديدة، مرحلة مليئة بالتحديات والفرص، مدركين أن الشعب السوري قد عانى كثيراً من ويلات الحرب والدمار، ونتطلع لأن يكون التغيير السياسي الحالي فرصة لبناء مستقبل أفضل يضمن لجميع السوريين حقهم في الحرية والكرامة".
 
وتابع أن "العلاقات التاريخية التي تجمع العراق وسوريا تفرض علينا أن نكون شركاء في مسيرة استقرارها، فاستقرار سوريا هو استقرار للمنطقة بأكملها، ونؤمن بأن الحل في سوريا يجب أن يكون شاملاً، يعكس تطلعات جميع مكوناتها، ويؤسس لدولة تحترم التعددية وتعمل بمبدأ العدالة والديمقراطية".
 
وشدد الحكيم على "ضرورة إشراك كافة الأطراف السورية في صياغة مستقبلهم، بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تعيق مسيرة السلام والتنمية في بلدهم".
 
تعزيز علاقات العراق مع المنطقة والعالم
 
وبيّن: "إننا في العراق، نؤمن بأهمية تعزيز العلاقات مع دول المنطقة والعالم على أساس التعاون والاحترام المتبادل، ويجب أن يكون العراق ملتقى لتكامل المصالح والتعاون المشترك بين الدول، بعيداً عن التنازع والصراعات".
 
وذكر أن "موقعنا الجغرافي ودورنا التاريخي يؤهلنا لأن نكون نقطة توازن واستقرار إقليمي ودولي، من خلال تعزيز الحوار البناء مع مختلف الأطراف، ويمكن للعراق أن يلعب دوراً محورياً في تحقيق السلام والتنمية على مستوى المنطقة والعالم".
 
ورأى أن "علينا الاستثمار في بناء شراكات ستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة، تدعم مسيرة الإعمار والتنمية وتخلق فرصاً جديدة لشعبنا، وفي هذا السياق، نؤكد على ضرورة التعامل مع العراق بوصفه دولة مستقلة يحكمها أبناؤها، دولة ذات سيادة لا تقبل التدخلات أو الإملاءات، فهو بلد عريق يمتلك تاريخاً مجيداً وموارد هائلة وأبناءً قادرين على قيادته نحو مستقبل مشرق".
 
"حق العراق بتقرير مصيره"
 
ونبّه الى أن "احترام سيادة العراق هو احترام لتضحيات أبنائه الذين واجهوا كل التحديات لبناء وطن حر ومستقل، ولا يمكن للعراق أن يكون ساحة للنفوذ أو موطئ قدم لأي قوة خارجية تسعى لتحقيق مصالحها على حساب إرادة شعبه، ونجدد التأكيد على حق العراق في أن يحدد مصيره بنفسه، بعيداً عن التدخلات والإملاءات".
 
زعيم تيار الحكمة رأى أن "التعامل مع العراق كدولة مستقلة، ذات سيادة وقرار مستقل، ليس خياراً، بل ضرورة تفرضها تضحيات شعبنا وحقه الطبيعي في بناء مستقبله بأيدي أبنائه"، داعياً إلى "إطلاق مبادرة لحوار إقليمي شامل، تهدف إلى وضع مسارات دائمة للتفاهم والتعاون بين دول المنطقة، هذه المبادرة تأتي انطلاقاً من إيماننا العميق بأهمية الحوار وسيلة لتحقيق السلام والاستقرار".
 
ونوّه الى أن "تقريب وجهات النظر بين الدول ليس مجرد حل للنزاعات القائمة، بل هو خطوة أولى نحو بناء منظومة إقليمية متماسكة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل"، عاداً هذه المبادرة "تهدف إلى معالجة القضايا الجوهرية التي تؤرق المنطقة، من خلال تبني حلول سلمية ودبلوماسية بعيداً عن التصعيد والتوتر".
 
كما رأى أن "الحوار الشامل يمكن أن يفتح أفقاً جديداً للتعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية وتبادل المعرفة، وندعو جميع الأطراف المعنية إلى الانضمام لهذه الجهود التي تضع مصلحة شعوب المنطقة فوق كل اعتبار، وتؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار المشترك".
 
تأسيس مركز إقليمي لمكافحة الإرهاب
 
كما دعا إلى "تأسيس مركز إقليمي لمكافحة الإرهاب، يكون مقره في بغداد، ويعمل على تبادل المعلومات وتعزيز القدرات الأمنية للدول المشاركة"، مضيفاً أن "هذا المركز سيعمل على توفير منصة لتنسيق الجهود المشتركة بين الأجهزة الأمنية في المنطقة، بما يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي".
 
وتابع أنه "من خلال هذا المركز، يمكن للدول المشاركة الاستفادة من تبادل المعلومات الاستخباراتية حول التهديدات الإرهابية، والتعاون في تطوير ستراتيجيات وقائية تهدف إلى إحباط المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، وسيوفر المركز أيضاً تدريبات وبرامج متخصصة لبناء القدرات الوطنية، بما في ذلك مكافحة الجرائم الإلكترونية التي تشكل تهديداً متزايداً في العصر الرقمي".
 
وأوضح الحكيم أن "فوائد هذه المبادرة تتجاوز الجانب الأمني، فهي تسهم في خلق بيئة مستقرة تجذب الاستثمار وتدعم التنمية الاقتصادية في المنطقة، مما يؤدي إلى تحسين مستويات المعيشة لشعوبها، كما تساهم المبادرة في تعزيز دور العراق كمركز ريادي للحوار والتعاون الإقليمي، بنحو يعكس عمق التزامه بالسلام والاستقرار".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

وزير الخارجية العراقي مسلّماً الدعوة لنظيره السعودي

العراق يدعو ملك السعودية لحضور القمة العربية في بغداد

سلّم وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، دعوة رسمية موجّهة من رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف جمال رشيد، إلى ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لحضور القمة العربية التي ستُعقد في بغداد خلال الشهر الجاري.