عدنان الباجه جي: إيران أصرت على استمرار الحرب مع العراق وهي تتحمل المسؤولية القانونية.. وطارق عزيز لم يصغ لتحذيري

04-01-2022
الكلمات الدالة عدنان الباجه جي عدنان الباجه جي.. رجل بين قرنين
A+ A-

معد فياض

تنشر رووداو على حلقات كتاب "عدنان الباجه جي.. رجل بين قرنين"، فهذا الدبلوماسي الذي مثّل العراق في الأمم المتحدة لأكثر من 50 عاماً، وتبوأ منصب وزير الخارجية في الستينيات، ولد في بدايات القرن الماضي، ورحل في الربع الأول من القرن الحالي، وبهذا يكون بالفعل قد عاش بين قرنين مزدحمين بالأحداث العراقية والعربية والدولية. كما التقى الملك فيصل الأول، مؤسس العراق الحديث، وعاصر كل رؤساء حكومات العهد الملكي ورؤساء الجمهوريات العراقية وصولاً إلى صدام حسين وما بعده. هذا الكتاب ليس مذكرات بالمعنى التقليدي، لم يكتبها الباجه جي بنفسه، بل هو صفحات بارزة من حياته، وتطلّب إنجازه المرور بمراحل عدة وعلى مدى أكثر من سبع سنوات، وعبر محطات بدأت في لندن عام 2010 وانتهت في أبو ظبي عام 2017. أنا أسأل وهو يسرد بدقة.

 كنا نتناقش، ونحلل، ونبحث، ونمضي خلال أزمنة ودروب وأزقة تنطلق من حي السنك في شارع الرشيد، حيث ترعرع الباجه جي، ونذهب إلى مدن بعيدة، نجتاز بحاراً وقارات لنتتبع قصصاً وأحداثاً وشخوصاً وتواريخ. تحدثنا عن السياسة والمدن والأزياء وأسلوب حياة المجتمع العراقي خلال مائة عام تقريباً.

الحلقة (23)

نكبة حزيران
قبل أيام من لقاء الباجه جي بالرئيس الأميركي، من الحزب الديمقراطي، ليندون جونسون، كان جونسون قد التقى وزير خارجية إسرائيل، حسب ما يوضح الباجه جي، قائلاً: "عرفنا بعد ذلك أن وزير خارجية إسرائيل ابا ايبان كان قد التقى الرئيس جونسون قبلنا بأيام، وأن الرئيس الأميركي أبلغه: بوجوب البحث عن حل سلمي للأزمة، فقال له وزير خارجية إسرائيل: رغم كل شيء إذا حدثت الحرب واستولينا على أراض عربية هل ستجبروننا على الانسحاب منها مثلما فعل الرئيس أيزنهاور عام 1957 بالانسحاب من غزة وسيناء؟ فأجابه الرئيس جونسون قائلاً: كلا لن نجبركم إذا بدأ العرب الحرب. فأجابه ابا ايبان:هذا ما نريد أن نعرفه".

عاد الباجه جي إلى نيويورك، وفي صباح اليوم التالي، وقبل أن يشرب قهوته، "رن جرس الهاتف في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم 5 يونيو (حزيران) 1967، وكان المتصل السفير الإيراني في الأمم المتحدة، وهو صديقي، وقال لي: إن الحرب بينكم وبين إسرائيل قد بدأت. ارتديت ملابسي على الفور واتجهت إلى مبنى الأمم المتحدة الذي كنت أسكن قريباً منه. من هناك حاولت الاتصال بمحمود رياض في القاهرة، وبعد عدة محاولات تمكنت من الحديث معه وسألته عن الأوضاع، فقال: هناك بعض الخسائر البسيطة في القوة الجوية لكن موقفنا العسكري جيد. ثم توالت الأخبار عن حجم الكارثة التي لحقت بالجيش المصري والجيوش العربية، حيث أبيدت القوة الجوية المصرية تماماً، والقوات الإسرائيلية تزحف من غير أن يوقفها أحد، والجيوش العربية صارت بلا غطاء جوي يحميها".



يغلف الحزن صوت الباجه جي وهو يكمل حديثه: "عقد اجتماع لمجلس الأمن، ولم نكن نعرف القرار الذي سيتم اتخاذه، حيث دعت أميركا إلى وقف إطلاق النار فقط، بينما طالبت الكتلة المؤيدة للعرب بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيوش المتحاربة إلى قواعدها الأصلية، لكن أميركا عارضت ذلك بقوة، بل عرفنا فيما بعد أن الاستخبارات الأميركية جهزت إسرائيل بمعلومات لوجستية ومخابراتية مهمة، وهذا ليس بغريب على واشنطن التي دعم جميع رؤسائها إسرائيل منذ قيامها. وبينما كان النقاش يدور في أروقة مجلس الأمن من غير انعقاد أي اجتماع، وافقت مصر على وقف إطلاق النار، واجتمع المجلس وأصدر قراره بوقف إطلاق النار من غير ذكر أي شيء عن الانسحاب. ولم يبذل الاتحاد السوفياتي أي جهود باتجاه إجبار إسرائيل على الانسحاب، فالسوفيات لم يريدوا الدخول في مواجهة مع أميركا، وأدركوا أن العرب قد خسروا الحرب، لهذا فضلوا أن تبقى الأمور هكذا ويتم بذل جهود دبلوماسية وإجراء مفاوضات لاحقاً".

وقف إطلاق النار
اعتبر قرار وقف إطلاق النار فقط من غير إجبار إسرائيل على الانسحاب كارثياً، ووقع كصدمة قوية على عموم الجماهير العربية، وعلى الباجه جي خاصة، يقول: "في اجتماع مجلس الأمن جاءني ممثل مصر في الأمم المتحدة وقال لي إن: محمود رياض يطلب منك عدم الوقوف بوجه قرار وقف إطلاق النار، فقلت له: هذا لا يجوز، بعد أن تمت طمأنتنا بالقاهرة بأنكم مستعدون للحرب ووعدتمونا بالنصر يحدث كل الذي حدث، هذا ما يصير. وطلبت الكلمة وقلت إن: هذا القرار مجحف بحق العرب واعتراف بالعدوان الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن خطابي كان مختصراً، ثلاث دقائق، فإن ردود فعل أميركية شعبية واسعة جاءت إثر هذه الكلمة، إذ وصلتني مئات البرقيات التي تؤيدني، ناهيك عن ردود الفعل الشعبية العربية. كان موقفي هذا بناء على آرائي وموقفي القومي الثابت من غير أن أستشير الحكومة العراقية ببغداد، أو أي جهة عربية أخرى، وعندما عدت في اليوم التالي إلى العراق قلت للمسؤولين هناك: إذا أنتم ضد هذا الموقف أرجو إعلامي لأترك منصبي كوزير للخارجية، فالاعتراف بالأمر الواقع يعني الاعتراف بضياع فلسطين لأن الإسرائيليين احتلوا كل فلسطين بدءاً بالقدس ومن ثم غزة والضفة الغربية وسيناء".


اليأس من القضية الفلسطينية
بعد ذلك جرى اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الكويت استعداداً لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في الموضوع. وفي اجتماع الجمعية العامة ألقيت خطاباً، باعتقادي كان من أفضل الخطابات التي كتبتها وألقيتها في المنظمة الأممية، كان خطاباً جامعاً وشاملاً ودقيقاً عن تاريخ القضية الفلسطينية ووضعها الراهن".. يتأمل، يسترجع مع ذاته أحداثاً مضت، ثم يقول "والله كنا نشتغل بجد وإخلاص".

ولأول مرة يشعر الباجه جي أن اليأس من تحقيق أي نجاح في قضية فلسطين بدأ يتسلل إلى داخله لهذا فكر في الاستقالة من عمله، وحسبما يروي: "عندما خرجت من الوزارة فكرت في الاستقالة، لكنني كنت منشغلاً بموضوع الاجتماعات لاستصدار قرار من الأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها، وكان السويدي يارنغ قد تعين في منصب الأمين العام للأمم المتحدة حيث كان يتصل بي باستمرار. وكانت القضية الفلسطينية وإيماني بها هو ما أبقاني في الأمم المتحدة، لكنني بعد مرور عام على حرب حزيران توصلت إلى أن المنظمة الدولية لن تفعل شيئاً لفلسطين ويئست من جهودها، والعرب فشلوا في الخيار العسكري واعتمدوا على الخيار الدبلوماسي، بينما من البديهي أنه إذا لم نستطع تحقيق أي شيء عسكرياً فمن الصعب تحقيقه دبلوماسياً، وهذا ما وصلنا إليه بعد نكسة حزيران 1967".

خميني اصر على استمرار الحرب
أما الحدث العسكري الأهم الثاني فهو الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، حيث يتحدث الباجه جي عن هذه الحرب من منطلقين أساسيين، الأول وطني بحت، والثاني قانوني، يقول: "في عام 1980 اشتعلت نيران الحرب العراقية الإيرانية، وعم الحماس جميع العرب، كنت وقتذاك في أبوظبي وكان الناس هناك يقولون لي: والله العراق رفع رأسنا. وكانت انتصارات القوات العراقية تلقى وقعاً حسناً في نفوس غالبية العرب مواطنين وقادة. الخليجيون كانوا من أكثر الناس دعماً للعراق مادياً ومعنوياً، حيث قدمت دول الخليج الكثير من الأموال من أجل أن يصمد العراق في هذه الحرب. كانت حسابات صدام حسين في هذه الحرب هي أن يبادر إلى الهجوم قبل أن يبادر الإيرانيون، حسب المثل الذي يقول (نتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا)، فهو كان يعرف أن الخميني يكرهه وأنه سيعمل كل جهده لخلق الفوضى في العراق أو الهجوم عليه، وكان الوقت مناسباً بالنسبة لصدام لشن الحرب، حيث كانت الفوضى سائدة في إيران، والثورة الإسلامية في بدايتها، وغاب كبار الضباط الإيرانيين من عهد الشاه عن إيران والقوات الإيرانية، إما تم إعدامهم أو هربوا من البلد، وحسابات صدام كانت صحيحة في هذا الجانب، لكنه أخطأ في جانب مهم وهو أن الإيرانيين، سواء كنا نكرههم أو لا، يتمتعون بشعور قومي قوي جداً، حتى لو كان بعضهم لا يحب أو لا يؤمن بالخميني فإنهم قاتلوا انطلاقاً من مشاعرهم القومية، ولن يسمحوا للعراق، الذي هو في نظرهم بلد عربي صغير، أن ينتصر عليهم.. وعلينا أن نقول الحق، ذلك أن صدام حسين عندما أدرك أن نهاية هذه الحرب ستكون بعيدة وسوف تطول سنواتها، أعلن منذ عام 1982، أي بعد عامين من اشتعالها، إيقافها وطالب العراق في الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار والتفاوض وكانت إيران ترفض".



ويحمّل الباجه جي إيران مسؤولية استمرار هذه الحرب، يقول: "أنا أعتبر استمرار الحرب لثماني سنوات مسؤولية الخميني الذي كان يضع شروطاً تعجيزية لإيقافها مثل أن يعترف العراق بأنه هو البادئ بالحرب قبل القيام بأي مفاوضات، وإحالة صدام حسين إلى المحكمة، وكان يعرف أن هذه شروط تعجيزية لن تنفذ، لهذا فالمسؤولية وحسب القوانين الدولية لاستمرار الحرب هي مسؤولية إيرانية تماماً، وإذا صار في المستقبل الحديث عن تعويضات أو أن تدعي إيران بمسؤولية العراق عن الحرب فيجب مواجهتهم بالحقائق الرسمية، وهي أن العراق أراد إيقاف القتال وإنهاء الحرب منذ عام 1982، وهذا موثق في الأمم المتحدة، وإيران هي التي رفضت، إذن هي من تتحمل هذه المسؤولية ومسؤولية الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها العراق وإيران، ويجب الوقوف بوجه إيران والقول لها: أنتم المسوولون عن استمرار هذه الحرب".

الولاء للوطن أم للمذهب؟
ويعرب الباجه جي عن أسفه حول بعض السياسيين العراقيين الذين يقفون اليوم ضد بلدهم: "للأسف هناك في العراق اليوم بعض السياسيين أو الأحزاب التي كانت في إيران تطالب العراق بدفع التعويضات لطهران باعتبار أن بغداد كانت مسؤولة عن الحرب، وهؤلاء ولاؤهم أولاً للمذهب، ثم يأتي الولاء للوطن، يعني هم يفكرون في طائفتهم أكثر مما يفكرون في أنهم عراقيون، ويكون بالتالي ولاؤهم لإيران، سواء عن إيمان بالعقيدة أو بولاية الفقيه، أو أن إيران هي مرجعيتهم كشيعة. وبين السنة أيضاً هناك من يسمونهم بالسلفيين الذين يعتقدون بأن الولاء يجب أن يكون للمذهب أولاً لهذا يقومون بعمليات هم يسمونها جهادية، وأنا هنا أتحدث عن قسم منهم وليس جميعهم إذ لا يجوز التعميم في هذه الأمور".

حذرت طارق عزيز..ولكن
يتصرف الدكتور عدنان الباجه جي مع الأمور كونه عراقياً أصيلاً وينتمي لتربة بلده وأهله، ولم تؤثر المناصب أو العمل الحكومي وابتعاده عنه على مواقفه الوطنية والقومية المخلصة، وهذا ما تجسد عبر جميع ممارساته منذ أن وعى الحياة، بعد أن توقفت الحرب العراقية الإيرانية، وكان (الباجه جي) خارج العراق في وطنه الثاني بدولة الإمارات العربية المتحدة وحرصاً منه على العراق بعث على السفير العراقي في أبو ظبي، وحسب ما يقول: " كنت أتابع بدقة مجريات الأمور في داخل العراق وما حوله، فعندما انتهت الحرب العراقية الإيرانية (في 8/8/1988) نشطت حملة إعلامية وسياسية منظمة من قبل الغرب ضد العراق. كنت أشعر بالقلق على البلد، لهذا استدعيت السفير العراقي في أبوظبي، طه العريم، وقلت له: أرجو أن تبلغ الجماعة في بغداد أن الحملة ضد العراق جادة وأن الغربيين يتهيأون لعمل ما، لهذا أتمنى أن لا يقدموا (القيادة العراقية) على عمل أو تصرف يعطي الآخرين المبرر للنيل من البلد، وأضفت قائلاً: بعد ثماني سنوات من الحرب والقتال الشرس راح ضحيته مئات الآلاف من أبناء العراق، وهذا يعني أن العراقيين متماسكون وأن الجبهة الداخلية قوية، لهذا أتمنى أن تخففوا عن الشعب العراقي وتزيحوا القيود وترفهوا عنه."

لكن هل عملت القيادة العراقية وقتذاك بنصيحة الباجه جي وهو العراقي الحريص على بلده والعارف بالأمور ومخططات الغرب، الذكي في تصوراته وآرائه والخبير باستقراء الأحداث اعتماداً على تجاربه الدبلوماسية والسياسية الطويلة؟.. بالتاكيد لم تفعل، بل أن الأجهزة الأمنية التابعة لنظام صدام حسين أوغلت في القسوة على العراقيين، والنظام لم يمنح أي فرصة للعراقيين لأن يتنفسوا ويعيشوا برخاء.



بعد عام من نهاية الحرب تشاء المصادفة أن يلتقي الباجه جي مع طارق عزيز الذي كان قيادياً بارزاً في حزب البعث والحكومة العراقية والمقرب جداً من صدام حسين. كان لقاء غير مخطط له، حسب ما يروي الباجه جي: "في صيف 1989 كنت في جنيف والتقيت صديقي الدبلوماسي العراقي عصمت كتاني، وكنا نعمل سوية في الخارجية، واستمر بالعمل مع البعثيين، فقال لي إن طارق عزيز هنا في جنيف ووجه لك دعوة لمقابلته في مقر البعثة العراقية في المقر الأوروبي للأمم المتحدة، فقبلت الدعوة، وذهبت للقاء عزيز الذي رحب بي بود بالغ، فقلت له: لقد قابلت السفير العراقي في أبوظبي وأبلغته رسالة لا أدري إن كانت قد وصلتكم أم لا، ومع هذا سأكرر ما قلته للسفير، أنتم مستهدفون وعليكم أن لا تتصرفوا بعاطفية أو تبدوا ردود أفعال مبالغ بها، فالدول العربية معكم وتؤيدكم، وعلاقاتكم جيدة مع غالبية الدول الغربية، فلا تجعلوهم يستفزونكم ومن ثم تقدمون على عمل غير مدروس. فأجاب بثقة وبصوت متعال، قائلاً: لا، نحن نعرف جيداً كل شيء وكل ما يدور حولنا وهذه الأمور غير خافية عنا. فقلت: الحمد لله، ثم استطردت قائلاً: أنتم علاقاتكم جيدة مع كل الدول العربية باستثناء سورية فهل تعتقد أن هناك أي مجال لتحسين العلاقات بين بغداد ودمشق؟، فأجاب: لا، هؤلاء، القيادة السورية، لا فائدة منهم، وسورية الآن مثل التفاحة المريضة وستقع في أحضاننا متى أردنا ذلك".

يوضح الباجه جي، وبحزن بالغ، قائلاً:" كان من الممكن أن تكون علاقات العراق وسورية من أحسن العلاقات لولا العداوة الشخصية بين حافظ الأسد وصدام حسين، وهذه العلاقة السلبية تم سحبها على واقع البلدين وتضرر الشعبان السوري والعراقي اللذان لا توجد أي مشكلات بينهما".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

القمة العربية في بغداد-AFP

عراقيون لرووداو: نشعر بخيبة أمل لعدم حضور بعض القادة للقمة العربية.. وبغداد نجحت بتنظيم المؤتمر

العراقيون عاتبون بشدة على القادة العرب الذين لم يلبّوا دعوة العراق لحضور مؤتمر القمة العربية الـ34 الذي عُقد أمس السبت، 17 أيار 2025، في بغداد، ومن يقرأ منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي سيدرك مدى خيبة الأمل التي يشعرون بها لهذا الغياب الذي وصفوه بـ"المقاطعة". وفي ذات الوقت، يشعرون بالتباهي بأن "بغداد استطاعت، رغم كل الظروف، أن تستقبل من حضر بتكريم ومحبة".