رووداو ديجيتال
لا حديث في بغداد يعلو على موضوع اختيار رئيس مجلس الوزراء القادم، وفي الوقت ذاته، فإن المواطنين غير متفائلين باختيارات الإطار التنسيقي، معتبرين أنه "سيرشح أحد أعضائه أو المقربين منه، وهو لا يختلف عن سابقيه". هذه أغلب الآراء التي سمعناها من عراقيين هنا في العاصمة بغداد.
شبكة رووداو الإعلامية، استطلعت آراء بعض البغداديين من مهن مختلفة حول توقعاتهم بشأن رئيس الحكومة الجديد، حيث تبين أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هو "بطل الشارع"، وأنهم ينتظرون قراراته وأفعاله للتدخل هذه المرة لاختيار "رئيس وزراء عادل ونزيه وقوي يحسم غالبية الملفات العالقة".
علي حسين جاسم، شاب خريج كلية التربية قسم التاريخ، يعمل سائق تاكسي. قال: "لم أجد أي عمل، فالتوظيف في وزارة التربية كمدرس تاريخ شبه مستحيل، وحتى أتعين يجب أن أدفع مبالغ كبيرة. لمن أدفع؟ وكيف سأدفع ومن أين لي بخمسة آلاف دولار مثلاً؟ هذا مستحيل. لم أجد أي عمل سوى سائق سيارة أجرة (تاكسي)، وهذه سيارة خالي الذي يحاول مساعدتي".
ولا يرى هذا الشاب أي أمل في المستقبل المنظور، ويوضح: "انتظرنا أن يتحقق بعض الأمل في الحكومات السابقة، لكن النتائج جاءت مخيبة للآمال. أنا قدمت أوراقي حتى للشرطة الوطنية وتم رفضي مع أني خريج جامعي، لهذا لا أتوقع أي خير في الحكومة القادمة"، مشيراً إلى أن "الوجوه هي ذاتها منذ عام 2005 وحتى اليوم، سواء قادة الأحزاب السياسية أم أعضاء البرلمان أم الحكومات".
وتساءل: "من سيختار رئيس الوزراء؟ الإطار التنسيقي الذي اختار مصطفى الكاظمي سابقاً، ثم محمد شياع السوداني الذي بنى مجسرات في بغداد، وهذه لم تحل مشاكل الازدحامات الخانقة أصلاً".
سألته عن الحل وماذا يتوقع، فأجاب: "الحل عند ترمب، إذا تدخل فعلاً ومثلما يصرح مبعوثه، سافايا، ربما سيكون هناك انفراج في الوضع العراقي".
رائدة فليح، متقاعدة، التقيتها في معرض العراق الدولي للكتاب، وهي من بادرت بسؤالي بعد أن عرفت أني صحفي، وبلهجتها العراقية الدارجة: "منو راح يصير رئيس وزراء؟". أجبت: لا أعرف، ماذا تتوقعين أنتِ؟ صمتت وأجابت بيأس: "لا أتوقع أن يأتي أحد أفضل من السابقين، كلهم نفس الشيء.. نفس التفكير.. نفس الفساد. واليوم نسمع أخباراً عن عدم وجود أموال لدى الحكومة، ونحن المتقاعدين وبقية الموظفين قلقون على حياتنا اليومية.. أنا عملت ما يقارب 30 سنة لدى الحكومة، واليوم أتقاضى راتباً تقاعدياً لا يكاد يسد حاجتي الاعتيادية، 750 ألف دينار، بينما البرلماني يعمل أقل من 3 سنوات ويجري صفقات ويأخذ امتيازات ثم يحال على التقاعد براتب خيالي.. أين هي العدالة وأين هو تفكيرهم بالناس". أنهت حديثها وهي تغادر، وأيضاً باللهجة الدارجة: "أروح أدور (أبحث) عن كتاب مفيد.. السياسة دوخة ووجع راس".
لكن الشاب حسام مصطفى، 27 سنة، وهو حلاق في منطقة الكرادة داخل، كان أكثر حماسة للرئيس الأمريكي ترامب. كان يتحدث ويحرك مقص الشعر بحرفية، وقال: "سيأتي العم ترامب ويغير كل شيء، أنا متفائل بتصريحاته وقراراته". قلت: "ترمب رئيس الولايات المتحدة وليس رئيساً للعراق. العراقيون هم من يجب أن يختاروا رئيس حكومتهم وأعضاءها". قال: "العراق انتظر سنوات طويلة ولم يتم اختيار رئيس حكومة مناسب"، معقباً: "أنا مع بقاء السوداني، فقد أنجز الكثير وهو رجل متواضع. قبل أسابيع جاء يتمشى هنا في الكرادة وجلس في مقهى (قهوة وكتاب) وتحدث مع الناس، وأنا كنت أقف هناك وأسمعه. هذا لم يحدث مع أي مسؤول عراقي كبير، وهو حصل على أكثر الأصوات، وأنا وأهلي صوتنا له في الانتخابات، لماذا لا يبقى في منصبه؟"، منبهاً إلى أن "ترامب مع السوداني، وأعتقد أنه سيبقى لولاية ثانية".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً