رووداو – الموصل
يعد سوق النبي يونس بالجانب الأيسر من الموصل، من أشهر أسواق المدينة، وبعد الركود الذي أصاب السوق خلال فرض تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش سيطرته عليه، بدأت الحياة تدب فيه مجدداً بعد أشهر من استعادة الحي.
وكان سوق النبي يونس يكتظ سابقاً ليس بالمتبضعين من أهالي المدينة، بل بالقادمين خصيصاً للسوق من محافظتي أربيل ودهوك.
وقال مساعد الطبيب، عماد رمزي، الذي يعمل في إحدى العيادات بالنبي يونس لمراسل شبكة رووداو الإعلامية في الموصل، نبرد حسين : "كان أغلب الموجودين هنا من الكورد، لكن أكثر من 90% منهم غادروا المكان بعد سيطرة داعش عليه"، مضيفاً: "كان كل شيء باهض الثمن في الماضي، فعلى سبيل المثال كانت أدوية الصداع تباع سابقاً بألفين و250 ديناراً لكنها تباع الآن بـ250 ديناراً فقط".
أغلب البضائع الموجودة هنا تستورد من أربيل، وعلى عكس ما هو عليه الحال في الجانب الأيمن من قلة السلع وغلائها الفاحش إن وجدت، فإن البضائع هنا زهيدة.
يقول بعض الشهود هنا، إن أهالي الجانب الأيمن المحاصرين من قبل داعش يضطرون إلى تناول الحشائش وأوراق الأشجار لسد رمقهم، ولإثبات ذلك حاولوا الإتصال ببعض معارفهم هناك دون أن ينجحوا في ذلك بسبب انقطاع الكهرباء غربي المدينة اضافة إلى حظر استخدام الهواتف النقالة من قبل داعش.
وقال محمد طلعت: "الناس يقتاتون على أوراق الأشجار، أقسم بالله أنني أعرف أشخاصاً يأكلون أوراق الأشجار كي لا يموتوا جوعاً، الأوضاع هناك صعبة جداً، وسط انعدام حليب الأطفال".
إلى ذلك قال أحمد عبدالله، لرووداو "يباع الكيلو الواحد من الحشيش في الجانب الأيمن بـ3 آلاف دينار، لقد تحولت المنطقة هناك إلى كوباني ثانية".
"لقد اتصلنا بهم، قالوا لنا إنهم يأكلون أوراق الدفاتر، أقسم بالله حتى أوراق الكتب والدفاتر غير متوفرة هنالك"، هذا ما قاله حمزة كريم من الموصل وتابع لرووداو: "نطالب الحكومة بتحرير إخواننا في الجانب الأيمن كما حررونا، لقد توفي طفلان خلال هذه الأيام بسبب شدة الجوع".
ولايزال 11 حياً بالجانب الأيمن من الموصل تحت سيطرة تنظيم داعش، وتزداد أوضاع القابعين هناك سوءاً يوماً بعد الآخر، فيما يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية لاعاقة تقدم القوات العراقية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً