رووداو ديجيتال
يضرب الجفاف ونقص المياه الحاد، المناطق الجنوبية من العراق بقوة، في ظل نقص التصاريف القادمة من دول الجوار، تركيا وإيران.
بجاي عواد زيارة، وهو أحد سكان منطقة هور الجبايش في محافظة ذي قار، يقول: "عشنا في هذه الأهوار لأجيال متعاقبة. الجميع هنا يعتمد على صيد الأسماك وصيد الطيور وتربية المواشي وزراعة القصب".
ويضيف: "الآن، حوّل الجفاف أراضينا إلى أراضٍ قاحلة. فقد الناس مواشيهم، ونفقت الثروة السمكية بسبب نقص المياه. حتى الطيور المهاجرة لم تعد تأتي، فالماء الذي كان يجذبها قد زال".
"أسوأ كارثة بيئية"
بدوره، يقول رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية وباحث في الشؤون البيئية رعد الأسدي: "تشهد الأهوار أسوأ كارثة بيئية في تاريخها، حيث جف أكثر من 90% منها".
ويوضح: "حدث نزوح جماعي بين مربي الجواميس والصيادين والعاملين في السياحة البيئية، وهم السكان التقليديون للأهوار. انهارت جميع المشاريع البيئية هنا. الأهوار التي كانت شريان حياة، أصبحت الآن تطرد أهلها. الجفاف يسيطر على معظم مناطق الأهوار والمناطق المحيطة بها".
ويلفت رعد الاسدي الى أن "الأهوار تحتاج إلى عمل جاد، وتقييم للأضرار البيئية لمعالجة المشاكل البيئية، وتوفير إدارة حقيقية لملف الأهوار، ودعم المشاريع المتضررة، خاصة في قطاعي الثروة الحيوانية والسياحة".
"كارثة حقيقية"
ويبيّن أن "الجفاف وانخفاض مناسيب المياه، تسبب في كارثة بيئية حقيقية ونفوق كميات كبيرة من الأسماك، بالإضافة إلى نفوق جواميس الماء".
رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية يتوقع أن "يزداد الوضع سوءاً، حيث أن الإيرادات المائية الواصلة إلى محافظة ذي قار وتحديداً إلى مناطق الأهوار لاتزال منخفضة بشكل حرج".
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 47 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً