السوداني في البصرة.. أزمة المياه تستفحل والداخلية تمد يد المساعدة

02-07-2025
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة محمد شياع السوداني البصرة
A+ A-
رووداو ديجيتال

ألقت أزمة شح المياه بظلالها على محافظة البصرة، جنوبي العراق، في ظل نقص الاطلاقات القادمة اليها من المحافظات ومن ايران.
 
تعاني غالبية مناطق المحافظة من نقص شديد في مياه الشرب، وبالتالي اضطرت الحكومة المحلية الى توفير المياه عن طريق الحوضيات وتزويد المواطنين بها، بمساعدة من وزارة الداخلية العراقية، حيث يقف الأهالي في طوابير طويلة للحصول على المياه.
 
رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وصل صباح اليوم الأربعاء، الى البصرة وعقد اجتماعاً موسعا في ديوان المحافظة لمتابعة الإجراءات الخاصة بمعالجة مشكلة شح المياه في المحافظة.
 
الاجتماع حضره وزراء الموارد المائية والاعمار والزراعة، ورئيس الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات، ومحافظا البصرة وميسان وذي قار، ورئيس مجلس المحافظة، ورئيس هيئة المستشارين، وقائد العمليات المشتركة، ومدراء الدوائر المعنية والوكلاء والمدراء العامين والقادة الأمنيون.
 
استعرض الاجتماع التحديات الناجمة عن شح المياه، والمعالجات المطلوبة لأزمة المياه وزيادة نسب الملوحة، وتأثيرها على مستوى تأمين مياه الشرب للمواطنين، كما قدم السادة المحافظون إيجازاً عن مشاكل المياه بمحافظاتهم، وتداعياتها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وتقديم مقترحات لحلول آنية وسريعة.

 

 
نقص الاطلاقات من تركيا
 
السوداني، أكد أن "مشكلة شح المياه مزمنة، تتجدد في كل موسم نواجه فيه قلة مياه الامطار، ما يؤثر على حجم الخزين المائي وحجم الاطلاقات من الحصص المائية، وبشكل اساسي من الجارة تركيا"، مبيناً أن "المعالجة لا تقتصر على اجراءات آنية، ويجب التعاون لمواجهة الازمة والعمل بروح الفريق الواحد"، ومشدداً على "اتخاذ إجراءات حازمة بحق المتجاوزين على الحصص المائية، وعلى ضفاف الانهر".
 
ولفت السوداني الى أن "الحكومة وقعت اتفاقاً ستراتيجياً مع تركيا بشأن ادارة المياه، باعتبار ان 90% من مصادر المياه للعراق تعتمد على الجانب التركي، وهي تنص على نقل اسلوب ادارة المياه الى العراق من خلال التجربة الناجحة لتركيا في تنفيذ مشاريع السدود ومحطات المياه".
 
ارتفاع التراكيز الملحية
 
بدوره، قال مدير ماء البصرة نزار لعيبي لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الأربعاء (2 تموز 2025) إن "هذه الأزمة تحصل في ضوء ارتفاع نسب الأملاح والتراكيز الملحية في شط العرب، وقلة التصاريف باتجاه محافظة البصرة سواء من ناظم قلعة صالح او قناة البدعة".
 
وأوضح أن "هذا أدى الى قلة تجهيز كميات المياه الى المواطنين، ما اضطرنا الى اتباع نظام المراشنة وبالتالي توفير المياه بتوقيتات معينة"، مردفاً: "كان هناك اجتماع لخلية الأزمة برئاسة المحافظ، صدرت عنه عدة مقررات، ومنها ايقاف ضخ المياه المالحة والاعتماد على الحوضيات المجهزة من قبل محافظة البصرة والجهات الساندة ووزارة الداخلية".
 
الداخلية تدخل على خط الأزمة
 
ونوّه لعيبي الى أن "وزارة الداخلية قررت ارسال 100 حوضية الى محافظة البصرة للاسهام بتخفيف الأزمة، وكان هناك ايعاز بزيادة الاطلاقات المائية ونأمل أنه يسهم بالتخفيف من واقع المعاناة في المحافظة".
 
شرطة البصرة كانت قد ذكرت في بيان لها أن "تشكيلات وزارة الداخلية في المحافظة استنفرت مواردها البشرية والجهد الآلي لتزويد المناطق السكنية بالماء الصالح للشرب، إثر أزمة المياه وارتفاع اللسان الملحي الذي تسبب بشحة حادة في عدد من مناطق المحافظة".
 
وشاركت في الحملة حوضيات تابعة لتشكيلات الوزارة، بهدف التخفيف من معاناة المواطنين وضمان إيصال المياه إلى الأحياء المتضررة، ضمن خطة عاجلة واستثنائية لمواجهة الأزمة الحالية.

 

 
انقطاع نهر الكارون من ايران
 
مدير ماء البصرة، شدد على أنه "ينبغي أن لا تقل الاطلاقات الى محافظة البصرة عن 85 كيلومتراً مربعاً، لكن التراكيز الملحية تفاقمت منذ بداية شهر نيسان الماضي، بعد انقطاع نهر الكارون بسبب الظروف الجوية، التي تعاني منها حتى دول الجوار، وأيضاً قلة الكميات المجهزة عن طريق قناة البدعة، مما أدى الى انحسارها وقلة التصاريف".
 
يشار الى أن محافظة البصرة، تعد أقل المحافظات العراقية استفادة من نقاوة مياه الأنهر، نظراً لكونها آخر محافظة في البلاد تستقبل التصاريف المائية، قبل ذهابها الى الخليج. 
 
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

القيادي في حشد الدفاع عبد الرحمن الجزائري

قيادي بحشد الدفاع لرووداو: مقترح لتأجيل قانون الحشد ومفاوضات مرتقبة مع أميركا والتحالف بشأنه

كشف القيادي في حشد الدفاع، عبد الرحمن الجزائري، عن تقديم مقترح لـ"هيئة رئاسة البرلمان" لتأجيل إقرار قانون الحشد الشعبي إلى ما بعد الانتخابات المقبلة، وذلك لإفساح المجال أمام حوارات مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي بشأن الفقرات الخلافية، مؤكداً أن تمرير القانون في الدورة الحالية يواجه اعتراضات داخلية وخارجية، ولا يمكنا تلافيها لاسيما من خلال الاصطدام مع الولايات المتحدة، سواء من قبل الحكومة أو الحشد.