رووداو ديجيتال
أكد زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، أن الدين والمذهب في ذمة أنصار التيار الصدري كما أوصى والده محمد صادق الصدر، مشددا على ضرورة أن "تكونوا" دعاة إلى الإصلاح.
وقال الصدر في مستهل كلمة في ذكرى استشهاد والده المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر ونجليه، اليوم الخميس (1 أيار 2025) في ألقاها بحضور أنصاره في مدينة النجف: "السلام عليك يا شهيد الله، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا داعياً إلى الله... السلام عليك يا ناصر دين الله، السلام عليك يا ناصر مذهب الله... السلام على محمد الصدر، وعلى نجليه، وعلى أنصاره الذين اتبعوه بإحسان إلى يوم الدين، إلى يوم الظهور المقدس، ورحمة الله وبركاته."
وفي حديثه عن الفقد، قال: "الفخر والاعتزاز يكاد يخترق حزني على فراق الأحبة، وإذ يعترين الأسى فإن الخشوع يشوب علم الفراق... وقد استشهد السيد الوالد قدس سره الطاهر، فأحيا أمة لن تنطفئ جذوتها ولا نهجها ولا أخلاقها ولا دينها ولا عقيدتها أبداً، بفضل الله وبركات أهل البيت."
ثم استعرض مقتدى الصدر سيرة والده، قائلاً: "هو الذي نطق في زمنٍ ساد فيه الخضوع، وأبدع يراعه، وكان أول من قرر دروس أعاظم المراجع والعلماء مجتمعين... اشتباه ربه بالأعلمية، أثرى مكتبة العقيدة بمؤلفاته، وخاف الله فأخاف الله منه كل شيء، حتى قال: قلوب الظالمين بأيدينا، واليوم فإن قلوب الفاسدين بأيدينا."
وأضاف: "اعتلى منبر الكوفة متحديًا طاغوت العصر... السلام على سليل نوح إذ أنقذ المؤمنين من طوفان البعث، وعلى سليل إبراهيم إذ خلّص العراق من نار الهدام، وعلى سليل موسى إذ جعل جبل الدكتاتورية دكاً دكاً، وعلى سليل عيسى إذ نطق منذ نعومة أظفاره، وعلى سليل محمد إذ أحيى حوزته ومنهجه، وعلى سليل علي الوصي إذ وقف مصلحًا بوجه الطغاة والفاسدين."
وخاطب أنصار والده قائلاً: "يا أيها الثابتون على حبه ومنهجه وتراثه، لا ينبغي أن تغفلوا عن ذكره... لا تذكروني أكثر منه، فاذكروا السيد محمد الصدر، فإن في ذكره منفعة لكم واستمراراً على أخلاقه وجهاده وإصلاحه وعقيدته... إنه قال: الدين بذمتكم، والمذهب بذمتكم، ولا ينبغي التفريط فيه."
وتابع: "وأقول: الدين بذمتكم، والمذهب بذمتكم، والعراق بذمتكم، ونهج محمد الصدر بذمتكم، والإصلاح بذمتكم. فكونوا له دعاةً بالحق، تنطقون إذا النطق أصلح، وتسكتون إذا السكوت أصلح. فسكوتنا نطق، ونطق الفاسدين سكوت."
واختتم السيد الصدر كلمته بشعار مدوٍّ: "كلا كلا أمريكا، كلا كلا إسرائيل."
إلى ذلك، استذكر الرئيس العراقي، عبداللطيف رشيد، مواقف المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر، في ذكرى استشهاده.
وذكر في تغريدة على موقع "إكس"، اليوم الخميس، أنه "في الذكرى السنوية لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه (رحمهم الله)، نستذكر الموقف المشرّف الذي سجله، والشجاعة التي اظهرها في مقارعة نظام مستبد وهو في أوج قوته وطغيانه، ليقدم مثالاً شاخصاً في التضحية والفداء من أجل الحق والحرية وكرامة الوطن".
بدوره، قدّم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تعازيه ومواساته إلى زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر وأسرة آل الصدر، بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر ونجليه.
وذكر السوداني، في بيان اليوم الخميس (1 أيار 2025): "خالص التعازي، وعظيم المواساة، نتقدم بها إلى مقتدى الصدر وأسرة آل الصدر، وأتباع ومحبي الشهيد الصدر وأبناء شعبنا مع حلول الذكرى السنوية لاستشهاد آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر ونجليه".
وأكد، أن "الصدر لم يكن مرجعاً دينياً فحسب، بل كان ثائراً سياسياً، ومُصلحاً اجتماعياً اتجه بخطابه للعراقيين كافة، وحرص على وحدتهم بجميع أطيافهم ومكوناتهم وقومياتهم وانتماءاتهم، وهو ما جعل النظام الدكتاتوري يستهدفه بجريمة بشعة جبانة، لأنه واجه مخططات الطغيان التي سعت إلى تمزيق وحدة العراقيين، وتسلطت على رقابهم ومقدراتهم".
وختم السوداني: "الرحمة والرضوان لجميع شهداء العراق، والخزي والعار للطغاة والقتلة".
واغتيل والد مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي، محمد محمد صادق الصدر، مع اثنين من أبنائه من قبل نظام صدام حسين، في النجف في شباط 1999.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً