رووداو ديجيتال
أكد رئيس مركز الدراسات الستراتيجية والعلمية والعلاقات الدولية، مناف الموسوي، أن القمة الثلاثية التي ستعقد في بغداد قريباً هي "برتوكولية"، مشيراً إلى أن "مسألة التطبيع مع اسرائيل مرفوضة شعبياً واجتماعياً".
وقال الموسوي خلال استضافته في برنامج "بالعراقي الفصيح" عبر رووداو عربية إن قدرة العراق للعودة إلى الحاضنة العربية متعلق بالمشهد السياسي بعد الانتخابات المقبلة في البلاد مع احتمالية تغير الرؤى، موضحاً أن "ضعف الدولة لا يعني أن العراق بدون سيادة، إلا أن الحكومة تحتاج إلى معالجات مثمثلة بدعم داخلي وخارجي".
وأوضح الموسوي أن القمة الثلاثية التي ستعقد في بغداد ليست قمة عربية على مستوى الجامعة العربية، بل هي مثل القمم العربية التي عقدت سابقاً، حيث تكون في طابعها الأصلي قمم "بروتوكولية" تعقد عندما تحدث إشكالية في بلد معين، وبالتالي نتائجها تكون "الشجب والاستنكار".
وحول الهدف من هذه القمة أشار إلى أنها "لعودة العلاقات العراقية العربية" خصوصاً مع الدولتين الأكثر قرباً من العراق، وعقد اتفاقات استثمارية تتوافق مع منهاج الحكومة العراقية.
وعن النتائج التي حققتها القمم السابقة أوضح الموسوي أنها كانت "محاولة لإيجاد تكامل اقتصادي استثماري على مستوى الدول الثلاث، فالعراق يمتلك المادة الأساسية الأولى وهي النفط فالمشروع الأول هو مد أنبوب نفطي إلى البحر المتوسط من خلال الأردن ثم إلى مصر وبالتالي هذا الأنبوب قد يوفر المسافة في عملية بيع النفط أو في زيادة عملية بيع النفط بالنسبة للعراق".
ونوه إلى أن "هناك مشاريع على مستوى الطاقة أيضاً التي قد تتم بين الدول الثلاث، وبالتالي بحسب رؤية الحكومة العراقية أن العراق قادر على بناء علاقات دبلوماسية جيدة مع دول الجوار من خلال استثمار الورقة الاقتصادية أو من خلال التعاون الاقتصادي، ولذلك من الممكن أن تكون سوقاً مشتركاً ما بين العراق ومصر والأردن".
وبشأن أسباب ابتعاد العراق عن الحاضنة العربية في الفترة السابقة قال الموسوي أنه ذلك كان بسبب تصريحات بعض المسؤولين وبعض التصرفات، "فكانت الدول العربية تغلق أبوابها أمام عملية التغيير الجديدة في العراق، وبالتالي هنالك اليوم استفاقة عربية وبدأت الدول تشعر أن عملية تضعيف العراق مضرة للمنطقة فهي قوة مؤثرة في المشهد السياسي والإقليمي بالتالي كانت هناك رغبة عربية ببدء صفحة وعلاقات جديدة مع العراق".
ولفت الموسوي إلى أن مشروع إعادة العراق إلى الحاضنة العربية "كان موجود منذ فترة تولي حيدر العبادي، رئاسة الوزراء فقد أعادت السعودية فتح سفارتها في بغداد حينها".
وبشأن مشروع الشرق الأوسط الجديد لفت الموسوي إلى أن العراق "غير مستعد لهذا المشروع لأنه يريد أن ينوع من هذه الاستثمارات ولا يكون تحت ضغط أي دولة".
وفي سياق آخر أكد الموسوي أن مسألة التطبيع مع اسرائيل في العراق "مرفوضة شعبياً واجتماعياً، ولا توجد لها بيئة ملائمة داخل المجتمع العراقي ثم العراق الدولة الوحيدة التي بقت بعيدة عن هذا المشروع".
وعن أسباب رفض فكرة التطبيع مع اسرائيل في العراق بحسب الموسوي أن هنالك قوة سياسية ورفض شعبي ومرجعية دينية وزعماء دينيين هذه كلها محددات تحدد شكل العلاقة بهذا الاتجاه.
ورأى أن الحل الوحيد لخروج العراق من أزماته الاقتصادية بناء علاقات اقتصادية وعودة العلاقات الدبلوماسية المبنية على أساسات اقتصادية استثمارية، "قد لا تكون مرغوبة من جميع المكونات لكن هي بالنتيجة الحل الوحيد بالنسبة للعراق".
وأكد أن "الدولة تحتاج إلى ترميم علاقاتها الداخلية إلى جانب تعزيز العلاقات الخارجية في عملية معالجة الإشكالات الداخلية وهي مسألة مهمة خصوصاً إذا ما كان الحديث عن مشاريع استثمارية واقتصادية فهي بحاجة إلى بيئة آمنة وإلى موقف وخطاب موحد ربما هذا غير متوفر اليوم في العراق بسبب الصراعات والخلاقات سواء ما كان بين المركز والإقليم سواء ما يخص الموازنة، وبقية الإشكاليات الأخرى حتى ما بين المكونات السياسية الموجودة داخل المركز لكن موقف الحكومة يكون أقوى حينما تكون هنالك استجابات من قبل الدول".
وبشأن الموقف المصري والأردني أشار الموسوي إلى أنها ستكون بالتأكيد" داعمة لبرنامج الكاظمي إلا أننا بانتظار انتخابات مبكرة التي قد تغير من شكل الحكومة بالنتيجة مجيء حكومة جديدة قد تحمل أفكار ورؤى مختلفة".
وعن أهمية التوصل إلى اتفاقات مع الأردن ومصر فيما يخص مد انبوب نفط إلى البحر المتوسط أشارإلى أن ذلك "ليس مشروعاً خاسراً بالنسبة للعراق وبذلك يحصل على فرصة لتحسين وضعه الاقتصادي".
كما تحدث عن المعالجات التي تحتاج إلى تفعيل في العراق وهي "استثمار الموارد الموجودة في العراق وهي كثيرة ومهمة، فالحكومة تحتاج إلى معالجات مثمثلة بدعم داخلي وخارجي وهذه المشاريع هي دعم للحكومة مع الإشكاليات المتمثلة بعدم وجود توافق سياسي وتدخلات خارجية تؤثر في عمليات صنع القرار"، منوهاً إلى أن عملية المعالجة تحتاج من الحكومة أن تكون قادرة على الانفتاح خارجياً لتعالج المشاكل الداخلية، كما أن هذه المشاكل ليست نتاجات هذه الحكومة بل هي موجودة منذ قترة الحكومات السابقة، وخاصة أن الفترة الزمنية لهذه الحكومة قصيرة وبالتالي الحديث عن اتفاقيات أو مشارع استثمارية في هذه الوقت قد تكون عبارة عن "اتفاقيات شكلية".
فيما شدد الموسوي على أن "ضعف الدولة لا يعني أن العراق بدون سيادة"، مؤكداً أن هنالك "خلل وانقسام، لكن هذا لا يعني لا أن نتحدث عن العراق بهذه الطريقة، فالدعم مطلوب على أساس العلاقات الدبلوماسية الصحيحة والشركات الاقتصادية"، موضحاً أن "أي قرار يتخذه العراق لا يحتاج إلى موافقة من أي أحد كأميركا".
وعن مشروع رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، ومساعيه لعودة العراق إلى الحاضنة العربية قال إنه "يحاول بدء الخطوات الأولى لهذا المشروع ولاقى ترحيباً من قبل الدول العربية، ولذلك نحن بانتظار الانتخابات المبكرة، لأنه إذا جاءت حكومة جديدة وابتعد الكاظمي عن المشهد السياسي، بالتأكيد ستكون هناك رؤية جديدة، وهي التي ستحدد إن كان باستطاعة العراق العودة إلى الحاضنة العربية من عدمها".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً