رووداو - أربيل
جملة من المشاكل والتحديات لا يكاد العراق يفيق من واحدة حتى يغرق في أخرى وكأنها دوامة اختطفت البلاد وجعلتها رهينة لفوضى لم تفلح الحكومات المتعاقبة في وضع حد لها منذ عام 2003 حتى اليوم.
الأمين العام لحزب الأمة العراقي مثال الالوسي، يرى أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني، يتحكم بزمام الأمور في العراق، ولديه قوة مؤثرة والغالبية العظمى داخل اروقة مجلس النواب العراقي. داعياً الحكومة العراقية إلى الوقوف إلى جانب الصف الأمريكي والدولي في فرض العقوبات على إيران وعدم التخوف من قاسم سليماني وأنصاره داخل العملية السياسية في العراق.
وخلال حديثه لشبكة رووداو الإعلامية، قال الآلوسي، إن الحشد الشعبي قوة خارجة عن القانون والدستور والإنسانية ويجب إزاحتها.


رووداو: كيف تقرأ الوضع السياسي الحالي بالعراق ؟
مثال الالوسي: أن دولة الخلافة الإسلامية والإرهابية قد سقطت؛ فلا يوجد في العراق اليوم دولة الخلافة المزعومة، ولكن لنتحدث عن الانتخابات التي ظهرت عليها علامات الاستفهام؛ وعليه فأن مجلس النواب عليه علامات استفهام، بينما أستبشر العراق خيراً بوجود شخصية جديدة غير محسوبة على الأحزاب وهو عادل عبدالمهدي، وكنا نتوقع ظهور ولادة سياسية جديدة في العراق، ولكن يبدو أن النظام السياسي في العراق عليل، والمشكلة تكمن بأن من اخطأ عبر سنين طويلة ومنذ 2003 ولغاية هذه اللحظة هم من يتحكمون في القرار السياسي ويتحكمون أيضاً بمصدر قوت المواطن العراقي. أن الوضع في العراق سيء للغاية بالرغم من تفاؤلي بالسيد عبدالمهدي ولكن البداية تبدو متعثرة وأخشى عليه من الفشل، بسبب أن المحيط السياسي فاشل ولا يرغبون بالنجاح للدولة العراقية.


رووداو: أن النظام السياسي الذي تحدثت عنه قد وجد من قبل المعارضة العراقية.. الا تتحمل تلك المعارضة جزءا من المسؤولية حيال الأوضاع الراهنة بالعراق؟
مثال الالوسي: لا يوجد شيء أسمه المعارضة العراقية، ولكن كان هناك معارضة فردية، ولقد تعرض البعض إلى الإعدام والاخرين فروا من البلاد، لذلك أن الحديث عن عشرات ومئات الالاف من السجناء السياسيين عبارة عن كذبة وافتراء. وكان في العراق توجد بيوت للمعارضة مثل ال الحكيم وال الصدر وقد تم احتواؤها من قبل سوريا وإيران، وهناك معارضة للثورة القومية الكوردية ونضالها الطويل. أن الكونغرس الأمريكي دفع بقانون تحرير العراق وبالتالي تمويله للمعارضة في أوروبا وأصبح لدينا دكاكين سياسية، وهكذا تشكلت وترعرت المعارضة بالعراق. أن المعارضة العراقية لم تتكون فيها أفكار سياسية للدولة، وكيف تكون الدولة، ومع القرار الأمريكي بتشكيل مجلس الحكم ومن ثم إلى الجمعية الوطنية ومن بعدها إلى مجلس النواب ومن ثم الحكومات المتلاحقة والتي صاحبها فشل كبير.


رووداو: العراق لديه أموال وموازنات يسيل اليها لعاب دول عظمى .. برأيك كيف ستكون هيئة المواطن العراقي لو حصل على استحقاقه من تلك الموازنات؟
مثال الالوسي: علينا التذكر بعهد الرئيس بوش والذي صفر الديون العراقية وولد العراق في 2003 ولادة جديدة وبدون أي ديون ومن ضمنها ديون نادي باريس ونادي لندن، وبدأ النظام السياسي بوضع غير مثقل من الديون والفوائد، ولكن ما الفائدة من منح الأموال إلى صبيان ومشعوذين ؟ وماذا يعني منح تلك الأموال إلى شخصيات دينية ترتدي زي رجل الدين؟ الا يكفي جميع تلك السنوات ونحن نعاني من هدر المال العام. أن الأطراف التي اضرت بالدولة العراقية هي من تتحكم بمفاصل الدولة العراقية.
أن داعش استنفر كل دول العالم، وجميع دول العالم وقفت إلى جانب أهالي الأنبار وصلاح الدين ونينوى وبغداد وهو يعني الوقوف إلى جانب الشعب العراقي، والآن من يدعم داعش ويمنحهم الشرعية هم الحكام والساسة في بغداد. أن الموصل كانت وعبر مر التأريخ مدينة متمردة على الحاكم؛ ويحسب ذلك على صدام حسين الذي لم يكن يشعر بالإرتياح للموصل. أن الدولة فشلت بطروحاتها الطائفية ضد سكان الموصل تحت ذريعة الحشد الشعبي الذي فرض سيطرته على الموصل وقام بإبتزاز وإرهاب سكانها، والآن سكان الموصل يعيشون بين نازح ومهجر وبدأ يشكك في انتمائه الوطني. وهكذا تدار الأمور في البصرة والأنبار، وبأي عقل أو حكمة تُدار الأمور في هذه المحافظات، لهذا أقول أن مليشيات الحشد الشعبي خارجة عن القانون والدستور والإنسانية ويجب أن تُزاح. أن الشعب العراقي والبرلمان لم يقرأ الدستور بشكل جيد لأن الدستور يُحرم الأحزاب الطائفية والعنصرية والدينية.


رووداو: نواب عن محافظة الأنبار حذروا من وجود مكاتب لنشر المذهب الشيعي بمحافظة الأنبار .. كيف ترى تلك الخطوة؟
مثال الالوسي: من قال أن الحشد الشعبي يمثل الشيعة ؟ ومن قال أن الحزب الشيعي الحاكم يمثل أهل الشيعة. أن المذهب الشيعي أعظم وأرقى من هذه الطروحات وكذلك بالنسبة للمذهب السني. أن الدستور العراقي يفرض عدم وجود وحدة للوطن بالقوة وأنما الحقوق هي التي تجمع البشر، وأن فشل الحكومة في بغداد ينعكس على وحدة واستقرار العراق. ليس هناك أي مشكلة بتحول جميع أبناء عشيرتي إلى المذهب الشيعي ولكن أين العدل والمساواة. أن من يتحدث عن وجود مكاتب لنشر المذهب الشيعي في قضاء حديثة هم الطائفيون من نواب الأنبار، وأصبحت سلعتهم بث الطائفية وكان الأولى بهم إعادة إعمار محافظة الأنبار.


رووداو: منذ تشكيل الحكومة الجديدة وقبلها البرلمان الجديد والعراق يترنح بعدة أزمات...ماذا لو تم اختيار مثال الالوسي رئيسا للحكومة ...ماذا ستقدم للشعب العراقي ؟
مثال الالوسي: لا أسعى للحصول على منصب حكومي، وأفضل لو أنيطت مهام الدولة إلى فئة الشباب كما حصل في إقليم كوردستان، وأتمنى إناطة مهام الدولة إلى أكفاء من شباب العراق يحملون هم المواطن العراقي في البصرة والأنبار وغيرها من المدن. نحن وغالبية ساسة بغداد نسعى وراء التحديث والتجديد ولكن من يتحكم بالقرار السياسي العراقي وهو الجنرال الإيراني قاسم سليماني لا يرغب في ذلك، وسليماني يتحكم بعمل البرلمان العراقي، وهو يمتلك الغالبية في البرلمان وهذا احتلال اجنبي بإمتياز.
أن قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي في بغداد لذلك نحن بحاجة إلى قوة أمريكية ودولية لإنصاف الشعب العراقي من الإحتلال الإيراني والحرس الثوري.
أن المطلب الرئيس الآن يتعلق بضرورة عودة العراق إلى الحضن العربي، وأن حضارة العراق لا تعني بالعرب أو الاسلام ولكنها معنية بالمسلم والمسيحي والازيدي والكوردي والتركماني والبهائي، لذلك عندما تختزل العراق بطائفة واحدة فأن العراق سوف يسقط.


رووداو: وهل تسمح إيران للعراق بالعودة إلى الحضن العربي؟
مثال الالوسي: إيران لن تسمح بذلك لذلك أعود وأكرر القول بأن علينا منذ الآن بتهيئة المخيمات على الحدود الإيرانية لإستقبال المواطنين الإيرانيين الهاربين من النظام الإيراني، وأنا اتوقع حدوث هذا السيناريو، خاصة وأن النظام الإيراني يرتجف الآن ويحاولون وعلى رأسهم قاسم سليماني بإرسال رسائل تطمينية إلى أمريكا وإسرائيل وهم راضين بأي حل شريطة بقاء النظام الإيراني، لأنهم يتوقعون بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه مشروع بإنهاء النظام الإيراني.


رووداو: وهل سيترتب ذلك على الوضع في العراق؟
مثال الالوسي: هذا ما أتمناه لأنه لا توجد خريطة أمريكية بخصوص العراق، وأن هناك خطة أمريكية للتعامل مع تركيا وإيران والسعودية ولكن ليس هناك خطة أمريكية للتعامل مع العراق، لذلك نحن نحاول أن نبحث عن خطة للتعامل الأمريكي مع العراق، ولكن توجيه الضربات إلى إيران قد يتنفس بعدها العراق الصعداء.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً