إسرائيل تريد إنهاء الحرب غداً وإيران تراهن على المطاولة

 

حسب الشخصية الايرانية فان هذه المواجهة المسلحة مع اسرائيل تعني كرامة الشعب الايراني. الشخصية الايرانية لا تتحمل الخسارة او الهزيمة، هذا ما عرفناه عن قرب خلال الحرب العراقية الايراني التي استمرت ثمان سنوات (1980 – 1988) وتكبد فيها البلدين خسائر فادحة بالارواح اضافة الى الخسائر المادية، مع ان طهران لم تخرج منها نتصرة عسكريا. يضاف الى هذا ان قيادة ايران بيد رجال الدين وهؤلاء يحملون القصة المزيد من التعقيدات عندما يربطون المسالة برمتها بالدين والمذهب، ويتوجب على ايران ان تخرج من هذه الحرب منتصرة حتى لو قدمت خسائر بشرية كبيرة (شهداء) حسب التوصيف الديني للضحايا الايرانيين.

 

ايران تتحمل تقديم الضحايا البشرية لكنها لا تستطيع المقاومة او اطالة امد الحرب ماديا خاصة بغياب الدعم المباشر، وحتى اليوم لم يقدم لها حلفائها، الصين وروسيا وباكستان، وكوريا الشمالية اية مساعدات مادية او عسكرية تساعدها على مواجهة حاسمة مع اسرائيل. 

 

على العكس من اسرائيل التي لا تتحمل باي حال من الاحوال الخسائر البشرية ومن الممكن ان تتماشى من الخسائر المادية والعسكرية لا سيما وان الولايات المتحدة واوربا تدعمها معنويا وحتى ماديا. لكن مع اطالة امد الحرب قد يضغط الجانب الاقتصادي والبشري على كلا البلدين.

القناة الـ 12 الاسرائيلية كشفت جانب من تكاليف الحرب التي تكبدتها اسرائيل  خلال أسبوع والتي بلغت 12 مليار شيكل، منها 5 مليارات للجهود الدفاعية و3 مليارات تكلفة الطلعات الجوية.

 

وعن تكلفة التصدي للصواريخ الإيراني، كشفت ان تكلفة صاروخ حيتس تبلغ مليون دولارو.مقلاع داود 700 ألف دولار.وصاروخ القبة الحديدية 300 ألف دولار.

 

من جهتها قالت الـ "فايننشال تايمز" ان مسؤولين إسرائيليين يميلون سرا لإنهاء الهجوم على إيران بعد الهجوم الأميركي على منشآتها النووية.

واضافت ان ما ستفعله إسرائيل لاحقا سيعتمد على كيفية رد إيران على الهجوم الأميركي. وإسرائيل سترد وفقا للتطورات وإذا توقف القتال الآن تكون إسرائيل قد حققت معظم أهدافها.

 

ونقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" الاسرائيلية عن مسؤولين اسرائليين قولهم" سنقبل وقف اطلاق النار غدا اذا اعلن خامني (المرشد الايراني الاعلى) انه يريد ذلك".

 

الكاتب والباحث السياسي يوآف شتيرن قال إن إسرائيل لا تنوي التصعيد أو الاستمرار في الحرب مع إيران، مؤكدا أن تل أبيب "تفضل أن تنتهي الأمور إلى ما وصلت إليه".

 

آرون ديفيد ميلر، هو مفاوض سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، قال "الإيرانيون أصبحوا ضعفاء للغاية وتدهورت قدراتهم العسكرية... لكن لديهم كل أنواع السبل غير المتكافئة التي يمكنهم الرد بها.... لن ينتهي هذا الأمر سريعا".

 

بدوره، قال إريك لوب الأستاذ المساعد في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا الدولية إن خيارات الخطوة التالية لإيران لم تتضح بعد، وذكر أن صور الرد قد تتضمن ضرب "أهداف سهلة" للولايات المتحدة وإسرائيل داخل المنطقة وخارجها.

 

لكنه أشار أيضا إلى احتمال عودة إيران إلى طاولة المفاوضات -"مع أنها ستفعل ذلك من موقف أضعف"، أو السعي إلى مخرج دبلوماسي. وفي أعقاب الضربات الأمريكية مباشرة، لم تبدِ إيران رغبة تذكر في تقديم تنازلات.

 

ولكن لا يبدو في الافق اية بوادر ايرانية لايقاف هذه الحرب والخروج منها مهزومة فان ذلك سوف يكلفها المزيد من الخسائر السياسية داخليا وقد يؤدي الى تمرد شعبي يزيح النظام الحاكم. بل على العكس من الطموحات الاسرائيلية والاميركية فان طهران مصرة على المواصلة والتحدي حتى الان. 

 

وكالة فارس للأنباء عن مصادر أن إيران تعتزم تنفيذ عمليات مفاجئة ضد إسرائيل، مع استمرار مراقبة القواعد الأميركية بالمنطقة، في سياق الرد على الضربات التي استهدفت مفاعلاتها النووية.

 

وقالت المصادر إن إستراتيجية طهران تتركّز على القضاء على إسرائيل باعتبارها القاعدة الأصلية لأميركا، مضيفة أن تدخل أميركا يجب ألا يعرقل تنفيذ خططها ضد "الكيان الصهيوني".

 

و قال القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد باكبور إن ضربات بلاده على إسرائيل لن تنقطع، معتبرا أن قوات بلاده تقض مضجع النظام الإسرائيلي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن طهران تمر بفترة دقيقة وحساسة جدا.

 

في السياق ذاته، قال المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3″ العقيد إيمان تاجيك إن اعتداء الولايات المتحدة سيدفع إيران لاستخدام خيارات خارج فهم وحسابات المعتدين دفاعا عن النفس.

 

وأشار تاجيك إلى أن عملية الوعد الصادق 3 ستستمر ردا على اعتداءات وجرائم العدو، مضيفا أن على من وصفهم بالمعتدين توقع رد موجع.

 

ولفت تاجيك إلى أن إيران تعرفت على مواقع إقلاع الطائرات المشاركة في الهجوم على منشآت بلاده ووضعتها تحت المراقبة.

 

واعتبر المتحدث باسم عملية الوعد الصادق 3 أن من وصفه بالنظام الأميركي المجرم ارتكب بتنسيق كامل مع إسرائيل جريمة صارخة وغير مسبوقة.

 

بعض المحللين اشاروا إلى أن ترمب، الذي أنكرت إدارته في السابق أي سعي للإطاحة بالقيادة الإيرانية، قد ينجر للسعي إلى "تغيير النظام" إذا ردت طهران بقوة كبيرة أو تحركت لصنع سلاح نووي. وفي ذات الوقت سيتذكر تجربة الولايات المتحدة الفاشلة في تغيير النظام العراقي، وربما يدفعه ذلك الى السعي لحث وتشجيع الايرانيين للتمرد وتغيير التظام من الداخل، مع ان هذا الخيار يبدو مستبعدا حاليا بعد ان ابدى الايرانيون تاييدهم للنظام بعد القصف الاميركي لمنشآتهم النووية، كما انهم لا يتحملون فكرة هزيمتهم امام اسرائيل.