رووداو – أربيل
أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، أن وفداً من الاتحاد يضم ممثلين عن إقليم كوردستان، سيقوم بمساعي الوساطة لحل الخلافات بين قطر والسعودية، مشيراً إلى أن اسمه غير مدرج على قائمة الإرهاب التي أصدرتها المملكة مؤخراً.
في 5/6/2017 قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر وأغلقت موانئها وأجوائها ومعابرها البرية معها، بتهم "دعمها للتنظيمات الإرهابية وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول وعلاقاتها مع إيران".
وحول الأزمة الخليجية، قال علي القره داغي، الذي يحمل الجنسية القطرية،، لشبكة رووداو الإعلامية: "إنها مشكلة سياسية كبيرة ذات سوابق تاريخية، وهناك الكثير من المواضيع الخلافية المتداخلة، وعلى سبيل المثال قطر متهمة بوجود علاقات لها مع أمريكا وإسرائيل، ومن جهة أخرى يتحدثون عن دعمها لإيران والإرهاب".
وتعد قطر، صاحبة أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا وإيران، وبحسب تقرير صادر من بلومبيرغ، فإن قطر تملك 335 مليار دولار من الاستثمارات في العالم، ومن المقرر أن تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، ويرى القره داغي، أن هذه الاستضافة هي بداية إثارة المشاكل مع قطر بالقول إن "بعض الدول منزعجة من قيام دولة مثل قطر للمرة الأولى باستضافة هذا الحدث التاريخي، وهو ما تسبب بتضايق القادة وأصحاب القرار العرب".
دعم الإخوان المسلمين وحماس، إحدى التهم التي توجهها دول الخليج لقطر، في الوقت الذي تصنف فيه السعودية والإمارات هاتين المنظمتين في لوائح الإرهاب، وبهذا الشأن قال القره داغي إن "أغلب قادة الإخوان غادروا قطر، والباقون هم أشخاص لا يثيرون المشاكل، وقد سمحت لهم قطر بالبقاء لأسباب إنسانية، لكن قادة حماس لا يزالون موجودين في قطر".
وبعد أن فرضت السعودية وحلفاؤها الحصار على قطر، أدرجت 58 شخصية و12 منظمة خيرية على للائحة الإرهاب، أبرزهم د. يوسف القرضاوي وهو مصري يحمل الجنسية القطرية، وعرف بمواقفه المناهضة للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وتعاطفه مع الإخوان المسلمين، الأمر الذي أثار انزعاج القاهرة مطالبة الدوحة بإبعاده عن أراضيها.
وقال القره داغي إن "القرضاوي عالم ذو ثقل في العالم الإسلامي، وهو الآن مواطن قطري، فكيف للحكومة القطرية أن تبعد أحد مواطنيها، لذا فإن هذا الطلب غير مشروع".
القره داغي، الذي سافر إلى مصر ومن ثم إلى قطر بعد صدور أمر اعتقاله من قبل نظام البعث، نفى أن يكون اسمه مدرجاً على قائمة الأسماء المطالب إبعادُها من قطر، بالقول: "هذا غير صحيح، كنت في السعودية الأسبوع الماضي، ولم تعترضني أي مشكلة، ونحن كعلماء نبذل جهوداً للمصالحة والوساطة لرأب الصدع".
وأشار إلى أن أمير قطر لن يرضخ لمطالب الدول العربية بترحيل هذه الشخصيات، وأضاف: "في زمن حكم جد أمير قطر الحالي، كانت البلاد تعاني من ذات المشاكل الراهنة، وفي السابق لم تكن قطر مستعدة لتسليم أي أحد منها، لذا أرى أن الشيخ تميم يسير على نهج أبيه وجده".
وبعد ظهور الأزمة بين قطر والدول العربية، بدأ أمير الكويت، صباح أحمد الصباح، تحركاته للمبادرة بترتيب البيت الخليجي، حيث أجرى زيارتين إلى الرياض والدوحة التقى خلالهما ملك السعودية، سلمان عبدالعزيز، وأمير قطر، تميم حمد آل ثاني.
القره داغي تعليقاً على المبادرة الكويتية، قال: "نحن ندعم هذه المبادرة، وطالبنا بحل الخلاف عبر الحوار والمصالحة، ونحن ننوي إرسال وفد من الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يضم ممثلين عن كوردستان أيضاً، إلى دول الخليج صاحبة القرار لحل هذه المشكلة".
ولدى كل من الإمارات ومصر والسعودية قنصليات في أربيل، كما توجد قرابة 200 شركة إماراتية تستثمر أربعة مليارات و500 مليون دولار في كوردستان، إضافة إلى 21 رحلة جوية بين مطاري أربيل والسليمانية إلى الإمارات والعكس صحيح، لكن موقف إقليم كوردستان كان محايداً من هذه الخلافات، وطالب رئيس حكومة إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، في مؤتمر صحفي، بحل الخلافات نافياً أن تلقي الأزمة بظلالها على الوضع الاقتصادي بالإقليم.
ودعا القره داغي، رئاسة إقليم كوردستان إلى إصدار بيان بهذا الشأن، لافتاً أن "إصدار بيان رسمي من قبل رئاسة وحكومة إقليم كوردستان أمر ضروري، لحث الطرفين على حل الخلافات بطرق سلمية".
على الرغم من أن مستوى الاستثمارات في إقليم كوردستان أقل بالمقارنة مع الإمارات ودول أخرى، لكن كلاً من الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة قطر الخيرية يؤمنان مبالغ مالية لآلاف الأطفال الذين فقدوا ذويهم، وقال القره داغي، بهذا الشأن إن "المؤسسات الخيرية القطرية قدمت مساعدات كبيرة لشعب كوردستان، وأغلب مشاريعنا تنفذ بتمويل منها، ومؤخراً قدمت الحكومة القطرية معونات وخاصة لنازحي الموصل، والمنظمات الخيرية القطرية تكفل قرابة 3 آلاف طفل الآن".
ترجمة وتحرير: شونم عبدالله خوشناو
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً