الشرق الأوسط

جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لأعمال القمة العربية بجدّة -الصورة/ وكالة سانا
رووداو ديجيتال
اعلن وزير خارجية المملكة العربية السعودية، فيصل بن فرحان آل سعود، افتتاح أعمال القمة العربية الـ 32 في مدينة جدّة السعودية، مرحباً بمشاركة سوريا في الاجتماع وباستئناف مشاركتها في اجتماعات جامعة الدول العربية.
جاء ذلك، خلال مشاركة بن فرحان، اليوم الاربعاء (17 أيار 2023)، في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لأعمال القمة العربية المقرر عقدها يوم الجمعة القادم في جدة السعودية. واشار الوزير السعودي في كلمته الى مرور العالم بتحديات تستدعي التوحد في مواجهتها.
يجتمع القادة العرب، الجمعة، في مدينة جدة للمشاركة في قمة عربية من المنتظر ان يشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد، عقب جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي بعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عاماً على خلفية النزاع المدمّر في هذا البلد.
وعُلّقت عضوية دمشق في جامعة الدول العربية ردا على قمعها الاحتجاجات التي خرجت في العام 2011 الى الشارع قبل أن تتحوّل إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص.
وبالإضافة لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمل القمة أزمتان رئيسيتان هما (النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، والنزاع في اليمن المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات)
ويتفاءل المحللون ومراقبو الشأن السياسي بالقمة المزمع عقدها في المملكة، ويرى البعض انها ستعيد بناء المنطقة.
المحلّل السعودي سليمان العقيلي قال لفرانس برس أنّ "قمة جدة من أهم القمم من فترة طويلة لأنها ستعيد بناء المنطقة العربية بشكل يعتمد على المصالح وتحويل التحدّيات إلى فرص"، مبيناً انها "ستكون القمة ناجحة إذا استطاعت إعادة إدماج سوريا في النظام العربي واتخذت موقفا قويا من النزاع في السودان واليمن".
وتسارعت التحولات الدبلوماسية الأخيرة بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران وأعلن عنه في 10/ آذار الماضي.
وبعد أقل من أسبوعين، أعلنت السعودية أنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا، الحليف المقرب من إيران، قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في البلاد. تلى ذلك تبادل زيارات لوزراء خارجية البلدين وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.
إلا أنّ وجود الأسد المحتمل في جدة الجمعة لا يضمن إحراز تقدّم في التوصل الى حلّ لإنهاء الحرب في سوريا.
ويشارك وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في الاجتماع التحضيري للقمة الذي يعقده وزراء خارجية الدول العربية في جدة اليوم.
وتقول كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جاكوبس "من المهم أن نتذكّر أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية إجراء رمزي لبدء عملية إنهاء عزلته الإقليمية"، لافتة الى ان مشاركة سوريا "هي بداية التطبيع السياسي، من نواح كثيرة، ولكن سيكون من المهم مراقبة ما إذا كان ذلك سيترافق مع تطبيع اقتصادي، لا سيما من جانب الدول العربية الخليجية".
ويمكن قول الأمر ذاته حيال الوضع في السودان واليمن.
فقد توصّل طرفا النزاع في السودان الأسبوع الماضي إلى اتفاق "إنساني" لتمرير المساعدات الإنسانية وضمان خروج المدنيين من مناطق النزاع، لكنهما عجزا عن التوصل لهدنة في مفاوضات وصفها مسؤول أميركي بأنها "صعبة جدا".
وبخصوص اليمن، أفاد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في مقابلة مع فرانس برس أنّ أطراف النزاع في اليمن "جديون" بشأن إنهاء الحرب المدمرة، لكن يصعب التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً