رووداو ديجيتال
بينما يقترب موعد الإفطار، يقف أمين أبو شهلة منذ ساعات الصباح الباكر أمام أحد المخابز القليلة العاملة في قطاع غزة، ينتظر دوره للحصول على ربطة خبز بالكاد تكفي أفراد أسرته، وسط نقص حاد في المواد الأساسية وصعوبة متزايدة في تأمين الغذاء.
يقول أمين لشبكة رووداو الإعلامية: "نأتي للمخبز من الساعة 6 صباحاً حتى نحصل على ربطة خبز، لكنها لا تكفي أسرتي. الأسر الكبيرة التي تتكون من سبعة أو عشرة أفراد أو أكثر لا تكفيها ربطة واحدة، والمخابز لا تعطينا أكثر".
"ننتظر يومياً من السادسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً لنحصل على ربطة خبز واحدة فقط، والوضع في غزة صعب جداً، لا يوجد غاز، ولا خشب، ولا وقود، وحتى في السوق، البضاعة غالية جدًا" يضيف المواطن من قطاع غزة.
تفاقمت أزمة الخبز في غزة بسبب عدم توفر الغاز وغلاء أسعار الحطب، مما جعل تجهيز الخبز في المنازل أمراً مستحيلاً، وأجبر السكان على الاصطفاف لساعات أمام المخابز القليلة العاملة.
تقول رجاء العقاد، وهي تحاول مجدداً الحصول على ربطة خبز بعد أن عادت في المرات السابقة خالية اليدين: "أكثر من مرة أتيت للمخبز ورجعت دون الحصول على ربطة خبز، واليوم قررت العودة لعلي أحصل على واحدة. لا يوجد لدينا لا غاز ولا حطب، وأمي مريضة لا تستطيع تناول الأرز، فهي تفضل الخبز حتى تشبع".
الأسواق فارغة والأسعار تشتعل
الأزمة لا تقتصر على نقص الخبز فقط، بل تمتد إلى الأسواق، حيث تعاني من قلة المواد الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل كبير، ما جعل تأمين وجبة السحور والإفطار في رمضان تحدياً يومياً للأسر الغزية.
تصف فاطمة الشاعر معاناتها قائلة: "نعاني أولاً من عدم القدرة على توفير وجبة السحور لأطفالنا، كل المواد والمستلزمات غالية جدًا. نواجه صعوبة كبيرة في توفير وجبتي السحور والفطور، كل شيء في غزة مكلف، وهناك استغلال كبير في الأسعار. حتى الملابس مكلفة جدًا".
الأمر لا يقتصر على المواد الغذائية، بل طال الخضروات والملابس، حيث يوضح محمود النجار: "الخضروات غالية جدًا، سواء الكوسا أو الطماطم أو الخيار، وجميع الأصناف الأخرى، وحتى الملابس أصبحت مرتفعة الأسعار بشكل جنوني، فعليًا كل شيء في غزة غالي ومكلف".
إغلاق المعابر.. السبب الرئيسي للأزمة
مع استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر مع غزة بفعل تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من الهدنة، ازداد شح المواد الأساسية بشكل خطير، مما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل فاحش وزاد من مخاوف الفلسطينيين من عودة الحرب.
وسط هذه الظروف القاسية، يبقى الأمل حاضراً في قلوب الفلسطينيين، حيث يأمل الجميع في نهاية عاجلة للحرب وإنهاء تداعياتها الكارثية، ليتمكنوا من العيش بكرامة بعيدًا عن الأزمات اليومية التي أثقلت كاهلهم.
أمام التحديات والأزمات الكثيرة التي لا تزال تواجه الفلسطينيين في قطاع غزة، يبقى الأمل معلقًا على نهاية قريبة للحرب ولكل تداعياتها.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً