رووداو ديجيتال
مدينة الخليل، في الضفة الغربية بفلسطين، الفلسطينيون يسمونها الخليل، واليهود يسمونها حبرون.
استل الفلسطينيون اسم المدينة من صفة النبي إبراهيم، الموصوف بخليل الله، أو إبراهيم الخليل كما يسميه المسلمون، وهي المدينة الثانية من حيث القدسية عند اليهود، ويطلق عليها اليهود اسم مدينة حبرون أو مثوى الرجال المباركين، والأمر الذي يتفق عليها الطرفان هو وجود قبر النبي إبراهيم في المدينة، حيث أن الضريح مقسم بين مسجد ومعبد يهودي.
وكونها ثانية المدن المقدسة عند اليهود ورابعة المدن المقدسة عن المسلمين، جعل المدينة حبلى بالمشاكل وأكثر مدن الضفة الغربية الفلسطينية توتراً.
ويعيش في هذه المدينة نحو 270 ألف فلسطيني و800 مستوطن يهودي.
يبعد منزل أبي داود بضع شوارع عن المزار، ويعمل ابنه في المسجد والمزار، ويمر كل يوم عبر نقطة التفتيش الإسرائيلية، وهو يجاور المستوطنة اليهودية منذ نحو خمسين سنة.
وقال حسن قافيشة (أبو داود) من سکان مدینة الخلیل، لشبكة رووداو الإعلامية: "يتعاملون مع المستوطنين بإسلوبٍ جيد عكس ما يتعاملون معنا، على الحاجز نفسه، قد تجد عشرة جنود يحرسون مستوطناً هنا، هنالك يهود كانوا يعيشون هنا منذ العام 1929، وحتى في زمن الخلفاء المسلمين كان هنالك يهود يعيشون هنا، أما الآن فاليهود الموجودون هنا فهم متطرفون والحكومة الاسرائيلية تدعمهم، وهذا ما يسبب نشوب الصراع بين الطرفين، عليهم تحسين معاملتهم للعرب".
قطع الحكام المسلمون لقرابة 700 سنة طريق الدخول إلى الضريح على غير المسلمين.
وعند سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية في العام 1967، انقلبت الآية، وأصبح اليهود في بعض الأحيان يصلون في الضريح جنباً إلى جنب المسلمين.
في العام 1929، قتل المسلمون 69 يهودياً في مكان قريب من الضريح وجرحوا العشرات منهم، وللحؤول دون توسع نطاق أعمال العنف، قامت السلطات البريطانية الحاكمة آنذاك بنقل اليهود من الخليل إلى مكان آخر.
وقال المتحدث باسم المستوطنة اليهودية في الخليل نوام آرنون، لشبكة رووداو الإعلامية: إنه "قبل عودة اليهود، لم يكن أحد يقيم هنا، كان هذا المعبد قد دمر بالكامل، أعدنا بناء المعبد من جديد، وبنفس التصميم السابق له، أعدنا بناء قبة المعبد مرة أخرى. ليعود ويصبح من جديد مكاناً لعبادة الله والصلاة. أصبح الآن بمثابة نصب، نصب الانتصار على الإرهاب. قبل إعادة إعماره، كان بمثابة نصب لانتصار الإرهاب، لكنه الآن نصب يدل على الانتصار على الإرهاب".
بعد مرور سنة على سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، استأجر رجل الدين اليهودي موشي ليفينغر، مع عدد آخر من اليهود، بصفتهم سياحاً سويسريين، أحد فنادق المدينة، ثم رفضوا مغادرة الفندق واعتصموا فيه مطالبين بإسكان اليهود في أطراف المزار، ورغم أن الحكومة الإسرائيلية رفضت مطلبهم ذاك، فإنها رضخت في النهاية للضغوط ووافقت على إنشاء مستوطنة هناك.
المستوطنة اليهودية والعلاقة بين المسلمين واليهود في محيط المزار هي من أشد المسائل الفلسطينية الإسرائيلية خلافية وتوتراً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً