رووداو ديجيتال
مع تزايد شعبية الرقص الشرقي على الساحة الدولية، تعمل راقصات مصريات شابات على استعادة مكانته في بلاده، متحديات عقوداً من الوصمة الاجتماعية، في محاولة لإعادة تقديمه كجزء أصيل من التراث الفني المصري.
فبعد أن كان الرقص الشرقي رمزاً لعصر مصر الذهبي في السينما، تراجع حضوره تدريجياً ليقتصر على الملاهي الليلية وقاعات الأعراس، تاركاً وراءه تاريخاً فنياً يسعى الجيل الجديد لإحيائه.
تقول مصممة الرقصات آمي سلطان: "آمل أن أرى الرقص الشرقي يُقدَّم على المسارح، لا أن يبقى محصوراً في الأعراس والملاهي. هذا هو تركيزنا في الفترة المقبلة: أن نقدّم الرقص كجزء من التراث المصري."
وتُظهر لقطات مصوّرة في القاهرة، بتاريخ 12 نيسان 2025، آمي سلطان وهي ترتدي فستاناً أبيض وتُدرّب طالباتها على خطوات الرقص داخل معهد "تقسيم" للفنون. وتُظهر مقاطع أخرى من 15 نيسان، محاضرة ألقتها سلطان لطلبة من الجامعة الأميركية في القاهرة حول تقنيات الرقص الشرقي، بجوار صور للراقصتين الأسطوريتين بديعة مصابني وسامية جمال.
وتشرح سلطان في أحد تصريحاتها قائلة: "المعهد يقدم دروساً في الرقص، ونركّز على تقديم منح دراسية للراغبين في احتراف هذا الفن، ممن يريدون الرقص بطريقة غير تقليدية، والمشاركة في عروضنا وفق أسلوبنا الخاص."
وتضيف محذرة من خطر ضياع الهوية الفنية للرقص الشرقي: "حتى لو كان الرقص الشرقي مصرياً في الأساس، إلا أن أي دولة تمارس هذا الفن باحتراف يمكنها تسجيله باسمها في اليونسكو، وهذه هي مخاوفنا. إن توقفنا عن ممارسته بطريقتنا المصرية وبدأنا بالتأثر بالأساليب الأجنبية، فسوف يختفي أسلوبنا تماماً."
من جهتها، تؤكد صفاء سعيد، وهي مدرّبة رقص في القاهرة، على البُعد الثقافي لما يقومون به: "الفكرة ليست فقط في تقديم فن أو إيصال رسالة، بل نعمل من خلال معهد تقسيم على تغيير الفكرة السائدة عن الرقص كفن، وفي الوقت ذاته نسعى إلى إحياء التراث."
أما الراقصة منة إمام، فتتحدث عن الجانب الشخصي والعاطفي لتجربتها مع الرقص، قائلة: "أشعر بالحرية أثناء الرقص، وأعرف كيف أتواصل مع الناس وأعبّر عن نفسي، أتحرك بسهولة وأُوصل ما أشعر به، سواء كنت سعيدة أو حزينة."
بهذا الجهد المشترك، تسعى هؤلاء النساء إلى إعادة الاعتبار لفنّ لطالما كان جزءاً من الهوية الثقافية لمصر، آملات بأن يستعيد مكانته على المسارح، لا بين جدران الحفلات المغلقة فقط.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً