القبض على "عجاج التكريتي" جلّاد سجن نقرة السلمان

31-07-2025
الكلمات الدالة عجاج التكريتي الحجاج نقرة السلمان الأنفال
A+ A-
رووداو ديجيتال

أُلقي القبض على عجاج التكريتي، الملقب بـ "الحجاج"، جلّاد سجن "نقرة السلمان" سيء الصيت خلال حملات الأنفال ضد شعب كوردستان.
 
واليوم الخميس (31 تموز 2025)، أعلن مكتب السيدة الأولى للعراق، شاناز إبراهيم أحمد، عن اعتقال المجرم في حملات الأنفال، عجاج أحمد حردان.
 
عجاج، واسمه الكامل عجاج أحمد حردان التكريتي، ينحدر من مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وهو من عشيرة البوناصر وقبيلة نزار، أي من عشيرة صدام حسين.
 
وتعود خلفية القضية إلى عام 1988، حين نفّذ نظام البعث حملات الأنفال سيئة الصيت ضد الكورد على ثماني مراحل. 
 
ووفقاً لروايات الناجين، تم فصل المعتقلين، حيث أُرسل الشباب في حافلات نحو حفر الموت لدفنهم في مقابر جماعية، بينما نُقلت النساء والأطفال والمسنون إلى سجن نقرة السلمان الرهيب في صحراء جنوب العراق.
 
وفي هذا السجن، تعرّض آلاف الضحايا للتعذيب اليومي على يد جلّاد جعل من المكان جحيماً. هذا الجلّاد هو "عجاج التكريتي"، الذي كان يُعرف بين السجناء باسم "الحَجّاج"، وكان مشرفاً على السجن. ورغم أن صورته كانت محفورة فقط في ذاكرة الناجين، سعت شبكة رووداو الإعلامية إلى الكشف عنها.
 
تحقيق لرووداو عام 2017 يكشف صورتي "الحَجّاج"
 
في تحقيق استقصائي أجرته شبكة رووداو الإعلامية عام 2017، تم الكشف لأول مرة عن صور لهذا الجلّاد، وتتبع قصته كما يلي:
 
بدأت رحلة البحث في مدينة البصرة، حيث قادت الصدفة فريق رووداو إلى معلومة تفيد بوجود صورتين لعجاج التكريتي يحتفظ بهما أحد الأشخاص، وهو قريب لأحد رفاق الجلّاد السابقين في التدريب العسكري.
 
التقى الفريق في أحد مقاهي البصرة بـ"أبو عدنان"، الذي قال إنه حصل على الصورتين من قريب له تدرب مع عجاج في بغداد. كانت الصورتان بالأبيض والأسود، ويبدو أنهما التُقطتا في ثمانينيات القرن الماضي.
 
في الصورة الأولى، يظهر عجاج، وهو رجل ضخم ذو وجه عريض وشارب كث، يأكل أفعى حية برفقة آخرين احمرّت شفاههم بدمها، في مشهد يبدو أنه يعود لتدريب عسكري. وفي الصورة الثانية، يقوم بسلخ أرنب حي، والقسوة بادية في عينيه.
 
للتأكد من هوية صاحب الصورتين، عاد فريق رووداو إلى السليمانية والتقى بالباحث في شؤون الأنفال، عمر محمد. بعد رؤيته للصور، قال عمر: "لا أستطيع الجزم بأنه هو مئة بالمئة، لكن بحسب أوصاف الشهود، لم أشعر أنها غريبة عن الوصف الذي في ذهني".
 
كان لا بد من التوجه إلى سجن نقرة السلمان نفسه. بعد رحلة شاقة في الصحراء، وصل الفريق إلى بقايا السجن. عند الوصول إلى المكان الذي كان يعجّ بالمعتقلين الكورد قبل نحو 29 عاماً (من تاريخ التحقيق)، كانت الجدران لا تزال تروي قصص آلام الضحايا، وتحمل كتابات باللغة الكوردية.
 
هناك، التقى الفريق بـ"عذاب الشمري"، أحد سكان بلدة السلمان، الذي أكد أنه رأى عجاج عن قرب حين كان طفلاً في العاشرة من عمره. وبعد مشاهدته الصورتين، أشار إلى الرجل ذي الشارب الكث قائلاً: "هذا هو الحَجّاج، كانت لديه سيارة لاندكروزر بيضاء وسيارة سوبر حمراء موديل 1985".
 
كانت المحطة الأخيرة للتحقق في حلبجة الشهيدة، حيث إن الكثير من أهلها احتُجزوا في نقرة السلمان بعد نجاتهم من القصف الكيماوي. هناك، التقى الفريق بخمسة من شهود العيان (سلمان، وعمر، ومحمد، وعلي، وصديق).
 
قبل عرض الصور، قدم الشهود وصفاً دقيقاً لملامح عجاج وسلوكه القاسي، وكان الوصف متطابقاً بشكل كبير مع الرجل في الصورتين. وحين عُرضت عليهم الصور، أجمعوا بشكل منفصل على أن الرجل ذا الشارب الكث والوجه العريض هو بالفعل عجاج التكريتي، الجلّاد الذي أذاق ضحايا الأنفال أقسى أنواع العذاب في سجن نقرة السلمان.
 
وقد دعا مكتب السيدة الأولى، شاناز إبراهيم أحمد، السجناء وذوي ضحايا الأنفال والمفقودين إلى التواصل معه لتسجيل شكاوى رسمية ضد "المجرم".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

الاجتماع الاعتيادي للمجلس الوطني الكوردي في سوريا

المجلس الوطني الكوردي: يجب أن يتضمن الدستور السوري الجديد نصوصاً صريحة تعترف بالحقوق القومية للشعب الكوردي

طالب المجلس الوطني الكوردي في سوريا، بأن يتضمن الدستور السوري الجديد نصوصاً "صريحة" تعترف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي، بما في ذلك هويته ولغته، وضرورة إلغاء جميع السياسات التمييزية السابقة بحقه، وتعويض المتضررين بشكل عادل.