كركوك.. رجل يعثر على جرة عمرها 5000 سنة فيدخل السجن بسببها

30-09-2025
رووداو
الكلمات الدالة كركوك
A+ A-

رووداو دیجیتال
 
في قرية (مرزيخة) التابعة لناحية شوان بمحافظة كركوك، عثر مواطن على جرة أثرية في حديقة داره، لكن بدلاً من مكافأته تم سجنه يومين وهو الآن مطالب بإخلاء داره.

في مطلع تموز من هذا العام، وبينما كان (صابر شيخ بزيني) يعمل في حديقة داره، عثر على جرة فيها عظام وأتربة، ومن منطلق حسن النية والشعور بالمسؤولية بادر فوراً إلى إبلاغ الجهات المعنية بالآثار باكتشافه هذا.

جالاك شيخ بزيني، ابن مالك الدار التي عثر فيها على الجرة، نفى لدى مشاركته في برنامج (بەرپرسیار) لشبكة رووداو الإعلامية، أن تكون دارهم حديثة البناء، ونفى أيضاً معرفتهم بوجود قطع أثرية في حديقتهم.

وقال جالاك شيخ بزيني: "بنينا الدار سنة 2021، ودار عمي بنيت سنة 2010، وعند العثور على الجرة، شعرنا بالمسؤولية فقمنا مباشرة بإبلاغ دائرة الآثار وبدون أن نمسها... وقد أبلغنا الآثار بما عثرنا عليه لنحول دون قدوم جهات أخرى إلى منطقتنا بحثاً عن الآثار".

صابر شيخ بزيني من أهالي مرزيخة وهو مالك الدار، أخبر مراسل رووداو، هردي محمد: "بينما كنت أستخدم المسحاة ظهرت الجرة، فقلت دعني لا أمسها وأبلغ الآثار عنها، لأنها عتيقة".

سجلت هيئة آثار كركوك دعوى قضائية ضد صابر شيخ بزيني، وقالت إنه بنى داراً في منطقة أثرية ممنوع العمل فيها، ورغم اتصالات عدة من جانب رووداو بآثار كركوك، رفضوا التحدث لها في هذا الموضوع.

وأكدت المديرية العامة للآثار في إقليم كوردستان أن الجرة أثرية يعود تاريخها إلى نحو 5000 عام من الآن، وكانت تستخدم كقبر للأطفال، ويشير الخبراء إلى أن ذلك كان تقليداً يستخدم في دفن الأموات في عصور ما قبل التأريخ.

مدير شؤون الآثار والتراث في إقليم كوردستان، محمد لشكري، قال: "كان هذا تقليداً قديماً للدفن، كانوا يضعون جثة الطفل الميت في جرة يحتفظون بها في بيوتهم، لأنهم كانوا يعتقدون أن ذلك يضمن بقاء روح الطفل الميت معهم".

وأضاف محمد لشكري: "طريقة الدفن هذه تعود إلى 5000 عام من الآن، ونظن أن المكان الذي عثر فيه على الجرة يضم المزيد من القطع الأثرية".

مدير عام آثار إقليم كوردستان، كيفي مصطفى، قال لرووداو: "زار فريق متخصص من آثار كويسنجق القرية، وتبين أن القطعة أثرية، ولكن الفريق قال إن القرية تابعة لناحية شوان وليست ضمن منطقة عملنا إدارياً، ولا نستطيع المساس بها بدون الاتفاق مع آثار كركوك".

مدير ناحية شوان، هوراز شواني، قال إن إلقاء القبض على صابر شيخ بزيني وأخيه إجراء إداري سببه الجهل "فبعد إبلاغنا، وجهت آثار كركوك فريقاً تبين له أن المكان يقع ضمن منطقة يمنع العمل فيها ولهذا رفعت الآثار الموضوع إلى القضاء، والقول الأول والأخير سيكون للقضاء".

رغم حسن نيتهم سيأخذ القضاء مجراه، ويقول أحد المحامين إن إلقاء القبض عليهما إجراء قانوني، ولدائرة الآثار الحق في المطالبة بإخلاء الدار لقاء تعويض صاحبها، وبسبب عدم وجود تنسيق بين آثار كركوك وإقليم كوردستان، لم ترفع الجرة من مكانها بعد.

ورغم أهمية هذا الاكتشاف، لا تزال الجرة في مكانها ولم تنقل إلى أي متحف، الأمر الذي يثير استغراب عائلة صابر شيخ بزيني الذي يتساءل: "إن كانت قيّمة إلى هذا الحد وتعد قطعة أثرية، لماذا لم يأت فريق لرفعها ونقلها إلى متحف أو لدراستها؟".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب