رووداو - لندن، ستوكهولم
في حين يتجه السويديون إلى تايلند لإيجاد صديقات لهم، يفضل الكورد سلوك الطريق إلى المغرب.
رغبة المسنين السويديين بمصاحبة الفتيات التايلنديات وكذلك انجذاب السويديات إلى الرجال الأفارقة ليس بالأمر الخفي، إلى جانب تفضيل الكورد للمغربيات.
وبحسب مسح أجرته رووداو فإن زواج الكورد من المغربيات ظاهرة شائعة في ثلاث مدن سويدية حيث سجلت 55 حالة زواج من هذا النوع، كما هناك العشرات من هذه الحالة في العاصمة البريطانية لندن.
كارزان كامل يقيم في السويد منذ 18 عاماً، وقد تزوج قبل 5 أعوام من فتاة مغربية، ويقول: "حصل الأمر بالصدفة، في السابق كنت أنوي خطبة فتاة كوردية، لكنني الآن سعيد جداً مع زوجتي المغربية".
وتقول نجلاء زوجة كارزان وهي من مدينة كازابلانكا المغربية: "يا ليتني تعرفت عليه من قبل، أشعر بالسعادة منذ أن تعرفت على كارزان، الجميع يحسدونني لأنني أملك زوجاً مثله".
فاطمة وأحمد كانا صديقين في البداية، لكنهما تزوجا لاحقاً ورزقا بطفل، وهما يصفان نفسيهما بأنهما نموذج للعائلة الناجحة في بريطانيا حيث يديران فندقاً معاً.
أحمد زرار يقيم في بريطانيا منذ 16 عاماً، وسبق أن انفصل من زوجته الكوردية، ويقول لرووداو: "لم أكن الزواج مرة أخرى لكن بعد أن أجريت زيارات إلى المغرب لعدة سنوات، ألتقيت بفاطمة عن طريق الصدفة، دون أن أتصور أنني سأتزوج من مغربية، لكنها أنستني كل حياة الغربة".
فاطمة أبلحو من عائلة مغربية ميسورة، وتقول لرووداو: "حبي لأحمد هو الذي دفعني لإختيار لندن، في حين كان والدي يحبني إلى الدرجة التي كان يرفض أن أسافر حتى إلى المدن المغربية الأخرى".
ويروي الزوجان بسعادة قصة زواجها وكيف أن أحمد سافر مع أهله من لندن إلى الرباط عدة مرات لإقناع والد فاطمة بقبول الزواج، وتتابع فاطمة: "بعد أن تزوجت مع أحمد، تزوجت ابنة عمتي من رجل كوردي وهما الآن يعيشان بسعادة في السويد".
وقال الباحث الاجتماعي الكوردي المقيم في السويد، سعيد حمه فرج، إن "نسبة الزواج بين الكورد والمغربيات أكثر بكثير من حالات الزواج مع السويديات"، مشيراً إلى إجرائه استطلاعاً شمل 25 حالة بالقول: "على الرغم من وجود بعض المشاكل والعوائق أمام الاختلاط لكن أغلب الحالات ناجحة".
وتابع أن "المجتمع الكوردي كان أحد المجتمعات المغلقة لكن الأمر تغير الآن، وحالات الزواج بين الكورد والمغربيات بات يفوق نسبة الزواج بين دهوك والسليمانية"، مشيراً إلى أن "الكورد يشكلون مجتمعاً متقدماً كما أن النساء المغربيات منفتحات، وهذا أدى إلى ظهور تمازج ثقافي جديد، وأعتقد أن الجيل الذي سينشأ نتيجة هذا الاختلاط سيكون ذكياً وناجحاً جداً".
"انتحارٌ للفتيات المغربيات!".
نشر الباحث الاجتماعي المغربي المقيم في السويد، محمد كزيمي، مقالاً عن الزواج بين الرجال الكورد والنساء المغربيات جاء فيه: "زواج المغربيات من الرجال الكورد بمثابة انتحار"، ويورد قصة مغربية تدعى "خديجة" بالقول: "إن زوجها الكوردي كان سيئاً إلى الحد الذي لم يسمح لها بالحصول على إقامة ما أدى إلى ترحيلها"، متابعاً أن "الفتيات المغربيات طيبات القلوب، لكن الرجال يسيؤون معاملتهن ويرغبون فقط بقضاء الوقت معهن".
وأثار المقال المنشور أكثر من 500 تعليق أغلبها تعارض مضمونه، حيث تقول إحدى المغربيات: "كنت أتمنى الزواج من كوردي"، وتتحدث أخرى عن قصة زواج أختها الناجح من رجل كوردي".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً