من الحلم إلى السماء.. شابة كوردية بريطانية تصبح طيارة وتجتاز حدود 45 دولة

29-04-2025
الكلمات الدالة اقليم كوردستان بريطانيا
A+ A-
رووداو ديجيتال

شابة كوردية تبلغ من العمر 24 عاماً مقيمة في بريطانيا تحصل على رخصة طيار للطائرات التجارية الكبيرة، وخلال عام واحد تسافر كطيارة لطائرات بوينغ الكبيرة إلى ما يقرب من 45 دولة.
 
هيشو هفال، التي بدأت رحلتها في الطيران قبل أربع سنوات، لديها الآن 400 ساعة طيران مع خطوط رايان إير الجوية، وهي واحدة من أكبر شركات الطيران في أوروبا.
 
قالت الشابة الكوردية لشبكة رووداو الاعلامية: "أشعر بفخر كبير كوني أصبحت طيارة كفتاة كوردية. كل من يسألني عن أصلي في المطار، أقول بفخر إنني كوردية. وهم يستغربون ولم يسمعوا بوجود طيارين كورد في بريطانيا".
 
"طيارة شابة كانت ملهمتي"
 
بدأ حلم وشغف هيشو بالطيران عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها وزارت طيارة شابة مدرستها؛ "كانت الطيارة تبلغ من العمر 25 عاماً وكانت أصغر طيارة في بريطانيا. عندما رأيتها، ازداد حبي للطيران في داخلي. بحثت في الإنترنت عن معلومات حول الطيران، وأردت أن أصبح طيارة. كان والدي داعماً كبيراً لي، والدتي كانت تخاف وتتردد أحياناً، لكن كلاهما كانا دائماً يدعمانني".
 
في نهاية عام 2021، بدأت هيشو دورتها التدريبية في الطيران في أكاديمية FTA Global في مدينة برايتون ودرست هناك لمدة ثلاث سنوات. 
 
بعد ذلك، ذهبت إلى مدينة بورغوس في إسبانيا، حيث تدربت لمدة ستة أشهر في أكاديمية الطيران Flyby School وحصلت على الشهادة؛ "طلبوا مني البقاء هناك لأصبح مدربة، لكن والديّ كانا يرغبان في أن أصبح طيارة للطائرات الكبيرة، لذلك عدت إلى بريطانيا".
 
بعد عودتها إلى بريطانيا، سنحت لها فرصة العمل مع خطوط رايان إير الجوية. هناك، تدربت لمدة ثلاثة أشهر على طائرات بوينغ الكبيرة وأصبحت طيارة لطائرات بوينغ 737-800 و 737-8200 التي تتسع لـ 200 راكب.
 
الآن، قادت هيشو طائرات إلى ما يقرب من 45 دولة في جميع أنحاء أوروبا وشمال أفريقيا، "في كل بلد، نزور عدة مطارات، لذا فإن عدد المطارات التي سافرت إليها يبلغ ضعف عدد البلدان أو أكثر".

 

 
التغلب على العقبات
 
تقول هيشو: "كوني كوردية وكوني فتاة لم يقف عائقاً أبداً أمام تحقيق حلمي. هنا الجميع متساوون".
 
مع ذلك، لم تخلُ رحلة هيشو من التحديات؛ عندما أفلست المدرسة التي كانت تدرس فيها في بريطانيا، اضطرت للذهاب إلى إسبانيا ومواصلة تدريبها هناك، بعيداً عن عائلتها وأقاربها.
 
تقول عن ذلك: "كانت جميع تدريبات تلك الخطوط الجوية البريطانية داخل بريطانيا، وهذا كان مهماً بالنسبة لي لأن العديد من مدارس الطيران الأخرى تجبر المتدربين على إكمال تدريباتهم خارج البلاد في طقس أفضل. للأسف، بعد إغلاق المدرسة، لم أتمكن بسهولة من العثور على مدرسة أخرى في بريطانيا".
 
وتقول إنه بعد ذهابها إلى إسبانيا، "بتشجيع ودعم من والديّ، ركزت تماماً على هدفي لأصبح طيارة وكرست نفسي لإكمال التدريب في أسرع وقت ممكن. في النهاية، أكملت الدورة بنجاح خلال ستة أشهر وعدت إلى الوطن".
 
قبل ذلك، عندما كانت في بريطانيا، واجهت هيشو عقبة أخرى أثناء التدريب؛ عندما دخل بريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) حيز التنفيذ بالكامل (كانون الثاني 2020) وخرجت بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي. خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان يعني أن هيئة الطيران المدني البريطانية لم تعد تعترف بشهادات الامتحانات النظرية الأوروبية.
 
تقول الطيارة الكوردية الشابة: "بالنسبة للطيارين مثلي، كان هذا يعني أنه للحصول على رخصتي الطيران البريطانية والأوروبية، كان علينا إكمال جميع الامتحانات النظرية الـ 14 مرتين - مرة لامتحانات هيئة الطيران المدني البريطانية ومرة لهيئة الطيران الأوروبية".
 
كما تقول، كان هذا تراجعاً كبيراً، لأنه ضاعف العمل ومدد فترة التدريب؛ "ومع ذلك، كنت متحمسة ومصممة على تحقيق هدفي. أكملت جميع الامتحانات النظرية الـ 28. على الرغم من أنها كانت صداعاً كبيراً، إلا أنها علمتني الكثير عن الصبر والانضباط".
 
تشير هيشو أيضاً إلى صعوبة الحصول على عمل؛ "ليس من السهل العثور على عمل كطيار في خطوط جوية حتى بعد إكمال التدريب والحصول على جميع المتطلبات. لذلك فكرت في عرض العمل كمدربة طيران في مدرستي القديمة في إسبانيا، لأنني اعتقدت أنني قد أواجه صعوبات مثل كل من أعرفهم".
 
لكن تجاوز تلك العقبة لم يكن صعباً جداً بالنسبة لهيشو؛ "لحسن الحظ، لم أقبل وظيفة التدريس في إسبانيا لأنني حصلت على وظيفة طيار في رايان إير. لكني أعرف الكثير من الأشخاص الذين أكملوا تدريبهم ويبحثون منذ سنوات عن عمل كطيار في أي شركة طيران. لقد عملت بجد كبير وأثبتت درجاتي ذلك، بالإضافة إلى الكفاءة التي أظهرتها في المقابلة، مما أدى إلى حصولي على الوظيفة".
 
التحدث والقراءة والكتابة بالكوردية بطلاقة 
 
على الرغم من أنها ولدت في لندن (عام 2000)، تستطيع هيشو التحدث والقراءة والكتابة بالكوردية بطلاقة؛ "لدي أخت وأخ. منذ الطفولة، لم يسمح لنا والداي بالتحدث باللغة الإنكليزية وكانا يشجعاننا دائماً على التحدث بلغتنا الأم. وهم أيضاً كانوا يتحدثون معنا بالكوردية فقط".
 
حول كيفية تعلمها الكتابة بالكوردية، تذكر هيشو: "عندما كنت طفلة، كنت أذهب إلى المسجد وأحضر دروس تعلم القرآن الكريم. هناك تعلمت الكتابة بالخط الكوردي".
 
والدا هيشو من أهالي قلعة دزة في منطقة السليمانية؛ ذهبا إلى بريطانيا عام 1996 أثناء الحرب الأهلية واستقرا في لندن. عادت هيشو مع عائلتها عدة مرات في زيارات إلى كوردستان، كانت آخرها قبل ست سنوات.
 
تقول أيضاً: "الخطوط الجوية التي أعمل معها ليس لديها رحلات إلى كوردستان، فقط لديها رحلات إلى أوروبا وأجزاء من دول شمال أفريقيا. وإلا، كنت أرغب في العودة هذه المرة إلى كوردستان كطيارة"، مضيفة: "أرغب في المستقبل في العمل لدى خطوط جوية كوردستانية".

 

 
ما الذي يتطلبه الأمر لتصبح طياراً؟
 
حول المهارات المطلوبة ليصبح الشخص قبطان طائرة، تقول هيشو: "يجب أن تكون شخصاً قادراً على اتخاذ القرارات في الأوقات الصعبة، لديك ثقة كاملة بنفسك وتضع الخوف جانباً، لأنك إذا خفت، فإن حياة كل هؤلاء الركاب الذين يعتمدون عليك في رحلتهم ستكون في خطر ولن تكون لديهم فرصة للنجاة. كل ما يجب أن تركز عليه هو كيفية حل التحديات التي تواجهك. والأهم من ذلك، يجب أن تكون قادراً على العمل تحت ضغط كبير وألا تدع الضغط يؤثر عليك. يجب أن تكون هادئاً ومسيطراً على أعصابك في جميع الظروف".
 
تشير هيشو إلى أنها لم تشعر بالخوف أبداً منذ البداية؛ سواء عندما كانت تستقل الطائرة كراكبة أو لاحقاً كطيارة؛ "لقد اعتدت على ذلك منذ الطفولة. كنت دائماً أتمنى السفر مع والديّ، ليس بسبب وجهة السفر، ولكن بسبب السفر بالطائرة، كنت أحبه كثيراً. لذلك كان لدي شغف بالطيران منذ الطفولة".
 
في الوقت نفسه، كما تذكر، فإن طقس بريطانيا لا يساعد في الطيران، "كل يوم نتعلم شيئاً جديداً ونواجه مشاكل. الطقس ليس جيداً، هناك رياح وأمطار، لذلك نواجه صعوبات. لكن هذه الصعوبات تصنع طيارين جيدين".
 
التوازن بين الدراسة والطيران
 
إلى جانب عملها كطيارة، تدرس هيشو الأمن السيبراني في إحدى جامعات لندن. تمكنت من تحقيق التوازن بين عملها ودراستها؛ "في الكلية التي أدرس فيها، أوقات الدراسة اختيارية، الأيام التي لا أعمل فيها في الخطوط الجوية، أخصصها للجامعة". في القسم الذي تدرس فيه هيشو، تستمر الدراسة ثلاث سنوات وستحصل على درجة البكالوريوس في عام آخر؛ "أنا شابة وأحب تعلم أشياء مختلفة".
 
أن تصبح طياراً ليس بالأمر السهل، خاصة إذا كنت طالباً أيضاً، فالأمر يكون أصعب، ولكن كما تقول، فقد نظمت وقتها جيداً؛ تعمل ثماني ساعات يومياً. خلال فترة عملها، تقوم برحلتين إلى أربع رحلات يومياً حسب بعد وقرب الوجهات؛ "والأوقات التي أكون فيها في المنزل، أمارس الرياضة وأقرأ الكتب أيضاً".
 
تقدم هيشو النصيحة للفتيات اللواتي لديهن شغف بالطيران: "لا تفكري أبداً في الآخرين الذين يقولون إنك امرأة، كوردية ولا يمكنك القيام بهذا العمل. أنت تفعلينه لنفسك، فقط لأننا كورد، لا يعني أننا لا نملك القدرة مثل أي أمة أخرى، بل على العكس، يمكننا أن نفعل مثل أي شخص آخر، وربما أفضل".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

استخراج قطعة من غصن شجرة من جسد مواطن

بعد 15 يوماً.. استخراج قطعة من غصن شجرة من جسد مواطن

استخرجت بتدخل جراحي قطعة من غصن شجرة طولها 11سم بعد بقائها 15 داخل جسم أحد المواطنين، وذلك في مستشفى كولان بآكري (عقرة)، ويقول طبيب متخصص إن المواطن كان يعاني آلاماً حادة ثم ظهر من خلال الفحوصات أن هناك قطعة خشب داخل جسمه.