مواطن من كركوك يُجبر على بيع كليته ويخسر قدرته على العمل إلى الأبد

26-04-2020
مواطن من كركوك يبيع كليته
مواطن من كركوك يبيع كليته
الكلمات الدالة مواطن من كركوك باع كليته تجارة الاعضاء البشرية
A+ A-

رووداو- أربيل

أجبر مواطن كوردي من كركوك على اللجوء إلى بيع كليته لتسديد جزء من الديون المرتبة على عاتقه، بعدما خسر 45 ألف دولار في إحدى المعاملات.

وقال المواطن في حديث لمراسل شبكة رووداو الإعلامية هردي محمد إنه "لا أحد يطرق بابي لمساعدتي في تسديد هذه الديون البالغة 45 ألف دولار، لقد بعت كليتي حتى لا أخسر سمعتي وكرامتي".

يقول إنه باع كليته اليسرى بمبلغ 10 آلاف دولار في مستشفى أهلي بالسليمانية لرجل عربي.

و حاور هردي المواطن الذي باع كليته قائلاً :

"بكم بعتَ الكِلية؟

أجاب المواطن: 12  مليوناً و450 ألفاً تقريباً.

هل استطعت تسديد ديونك؟،

 أجاب: لم يكفِ حتى لدفع ربع الديون، أنا الآن مدين بـ25 ألف دولار.

أين أجريت العملية؟

في السليمانية.

كيف تم ذلك؟

 قال: اتصلنا بشخص يعمل سمساراً في هذا المجال، هو من أعطانا العنوان، لقد استغرق العمل على ترتيب إتمام العملية مدة شهر من التنقل من وإلى السليمانية.

خضع هذا المواطن لأكثر من 10 فحوصات من أجل بيع كليته، وبعد العملية، مكث في المستشفى ثلاثة أيام، والآن وبعد عودته إلى المنزل يجب أن يخضع لفترة نقاهة لمدة شهرين.

وأشار المواطن إلى أن "هنالك كان مريض يريد شراء كلية، اتصلت بهم وبعت كليتي"، مضيفاً أن "سعر الكلية يرتفع إذا كانت فصيلة الدم نادرة"، موضحاً "إذا تناولتُ الحبوب تتحسن حالتي الصحية، وبخلاف ذلك لا أستطيع الخلود إلى النوم حتى الصباح".

يبلغ هذا الرجل 38 عاماً وهو عامل من حي الشورجة يعيش في ظروف صعبة مع أطفاله، لكن هذه العملية ستمنعه من مزاولة العمالة إلى الأبد.

وأكد أن "عائلتي مكونة من زوجة وأربعة أطفال"، مبيناً أن "صاحب المنزل تنازل عن أجرة هذا الشهر، فأنا أدفع 175 ألف دينار شهرياً إيجاراً للمنزل".

يذكر أنه أقدم عدد من الأشخاص في كركوك على نفس الفعل، فقبل عدة سنوات من الآن، أخذ الدائنون من أحد الشباب كليته في كركوك مقابل الديون المترتبة عليه.

رغم أن القوانين تَعُد البيع والمتاجرة بالكلى فعلاً محظوراً ومخالفاً للقوانين وتفرض عليها عقوبات مشددة، لكن عدداً كبيراً من الناس يلجأون إليه في هذه المرحلة الصعبة والمتأزمة، وبحسب المعلومات المتوفرة فإنه في كركوك وحدها هنالك العشرات ممن يقومون الآن ببيع كلياتهم مقابل المال.

لا تملك مستشفيات كركوك الحكومية منها والأهلية حتى الآن، القدرة على نقل الكلية من شخص لآخر، لذلك يقصد مواطنو كركوك، المحافظاتِ الأخرى للتبرع أو بيع الكلية .

وقال مدير صحة كركوك وكالة  زياد خلف إن "في كركوك لا يوجد مركز خاص بهذه الأمور، بل يوجد فقط في بغداد ومحافظات إقليم كوردستان"، مضيفاً أن "هذا الموضوع منظم بقانون، وقانون العقوبات العراقي لا يسمح ببيع الأعضاء البشرية، ولكن هناك عمليات زرع للأعضاء البشرية وفقاً للقانون وموافقة المتبرع".


واستناداً للفقرة الأولى من المادة 61 والفقرة الثالثة من المادة 73 في الدستور العراقي، أُصدر قانون للتعامل مع الأعضاء البشرية، يسمح بالتبرع بالكلية بشرط توفُر إرادة المتبرع، مع فرض عقوبات مشددة تصل إلى السجن المؤبد للمتاجرين بالأعضاء البشرية.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب