رووداو – أربيل
بغية التخلص من مشاكل شحة الكهرباء، فكر (محمد عبدالعزيز) في الإفادة من الطاقة الشمسية للحصول على الطاقة الكهربائية، فوفر لداره 10 أمبيرات من الطاقة الكهربائية من خلال نصب عدد من الألواح الشمسية على سطح الدار.
نصب محمد 12 لوحاً شمسياً على سطح داره الواقعة في حي (راستي) بمدينة أربيل، ويقول: "قلة ساعات التزويد بالكهرباء الوطنية وانخفاض فولتية الكهرباء التي نتزود بها من المولدة الأهلية وارتفاع أسعارها، أمور دفعتني للتفكير في نصب هذا النظام".
استغنى محمد عن شراء الطاقة الكهربائية من المولدة الأهلية، كما أنه لا يستخدم الطاقة الكهربائية الوطنية إلا نادراً، وهذا ما شجع جيرانه في التفكير في الحذو حذوه واستخدام الطاقة الكهربائية المتولدة عن الطاقة الشمسية.
ويقول محمد: "نصب خمسة من جيراني هذا النظام بعد أن قمت بنصبه، ويتصل بي الناس باستمرار ويزورون داري لمشاهدة هذا النظام"، لكن المشكلة الوحيدة في رأي محمد هي كلفة النظام، ومع ذلك يقول: "رغم أن نصب النظام مكلف في البداية، لكنك لو أجريت حساباتك بدقة وقارنتها بالمبالغ التي تدفعها كرسوم اشتراك في الشبكة الوطنية والمولدة الأهلية تجد أنها على مدى سنوات تعادل هذه الكلفة".
تم خلال 13 سنة الأخيرة إنشاء 10 محطات توليد طاقة كهربائية تعمل بالوقود في إقليم كورردستان، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المحطات مع محطتي دوكان ودربنديخان الكهرومائيتين نحو 6364 ميغاواط، لكن بسبب مشاكل توفير الوقود، لا تنتج هذه المحطات سوى 3500 ميغاواط من الكهرباء.
وإضافة إلى تلك المحطات، تشير إحصائية لهيئة تحسين وحماية البيئة في إقليم كوردستان إلى وجود 4500 مولدة أهلية في مدن وبلدات الإقليم تعمل على تزويد بيوت المواطنين بالطاقة الكهربائية.
ويقول المتحدث باسم هيئة تحسين وحماية البيئة، هندرين شيخ راغب: "تم نصب أغلب هذه المولدات الأهلية في المتنزهات والحدائق والمساحات الخضراء في الأحياء السكنية، وإلى جانب الضوضاء التي تسببها فإنها تنتج كميات كبيرة من الدخان ولا تستخدم مرشحات صديقة للبيئة، وتتسبب في تلوث الهواء".
وحسب الدراسات، فإن حرق لتر واحد من زيت الغاز ينتج نحو 2.64 غراماً من ثنائي أوكسيد الكربون.
ويقول راغب: "طالبنا الحكومة مراراً بالإسراع في العثور على بديل للمولدات والعمل على زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية ولم يسمعوا لنا".
في العام 2013، تأسست في إقليم كوردستان شركة إنفنتي غرين باور، وهي واحدة من فروع شركة الحدباء العراقية، وأنجزت حتى الآن نصب 382 مشروعاً كبيراً ومتوسطاً وصغيراً لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ويبلغ مجموع ما تنتجه هذه المشاريع 1.8 ميغاواط.
يقول مدير مبيعات شركة إنفنتي غرين باور، محمد سليم: "مناخ إقليم كوردستان ملائم جداً لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وقد أدرك الناس فوائد استخدام هذا النظام، لكن المشكلة هي أن الإفادة من هذا النظام لم تتحول بعد إلى ستراتيجية والحكومة لا تخطط لدعم المواطنين في نصب هذا النظام عن طريق البنوك، لأن سعرها مرتفع وليس بمقدور كل شخص شراءها".
ويقول محمد سليم إن نصب عدد من الألواح والمحولات والبطاريات التي لا يتجاوز ثمنها 3200 دولار يزود المنزل الواحد بما يتراوح بين 10 و15 أمبير من الطاقة الكهربائية لمدة 14 ساعة في اليوم (8 ساعات في النهار و6 ساعات في الليل) وهذا سيكون بديلاً عن المولدات الأهلية.
من جهة أخرى، يقول ليزان خالد، الذي يملك محلاً لبيع ونصب أنظمة السولار: "ارتفع الطلب على نصب أنظمة السولار، لكن المشكلة الكبرى تكمن في ارتفاع السعر"، ويضيف أن "شركات بيع ونصب أنظمة السولار لم تقدم للمواطن ما يطمئنه إلى هذا النظام، حيث أن بعض الشركات يزود زبائنه بمواد منخفضة الجودة أو يبالغ في قدرات المنتج الذي يبيعه للزبون ثم لا تكون النتائج كما وصفها".
تشير إحصائيات وزارة الكهرباء إلى وجود مليون و567 ألف مشترك في شبكة كهرباء إقليم كوردستان، 75% منهم عبارة عن دور سكنية والبقية عبارة عن محلات تجارية ومنشآت صناعية وزراعية وحكومية.
وعن سبب عدم استغلال الطاقة الشمسية في إنتاج الطاقة الكهربائية من قبل الحكومة، يقول مدير عام سيطرة كهرباء إقليم كوردستان، أوميد أحمد: "تستخدم محطات توليد الطاقة الكهربائية الغاز كوقود، وتبلغ كلفة إنتاج الكيلوواط الواحد خلال ساعة نحو 150 ديناراً، وهي أقل من كلفة نصب الألواح الشمسية لإنتاج الطاقة، لهذا لم تدرج الإفادة من الطاقة الشمسية في خطط الوزارة".
لكن أوميد أحمد يضيف: "كثافة وفترة ظهور الشمس في إقليم كوردستان ملائمتان جداً لإنتاج الطاقة، لذا من الضروري جداً استخدام هذه الطاقة في سخانات المياه، وسيؤدي ذلك إلى التخفيف كثيراً من الحمل على شبكات التوزيع، فحوالي 70% من الطاقة الكهربائية المستهلكة في فصل الشتاء تستخدم لتشغيل وسائل التدفئة وسخانات المياه، ونخطط لمشروع من هذا النوع".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً