رووداو ديجيتال
أكد المطران بشارة متي وردة، أن التحضيرات الكنسية للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة بدأت قبل أسبوعين، وستكون أكبر هذا العام بعدما كان هناك تخوف من التجمعات بسبب جائحة كورونا، مشيراً إلى أن "عينكاوة أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط وتضم أكثر من 8 آلاف عائلة".
وقال المطران بشارة متي وردة، مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم السبت (24 كانون الأول 2022)، إن التحضيرات الكنسية للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة بدأت قبل أسبوعين، لأن "لدينا توجه للاحتفال مع العوائل الفقيرة خصوصاً، فقام شبابنا بتحضير ما يلزم من حصص غذائية وهدايا للأطفال"، منوّهاً إلى أن "رئاسة إقليم كوردستان شاركت هذه السنة بتوزيع الحصص الغذائية على العوائل الفقيرة والمحتاجة، وحتى العوائل المهجرة من سوريا التي تسكن عينكاوة".
وأضاف أن "احتفالات هذه السنة ستكون أكبر بعد أن كان هناك تخوف من التجمعات خلال السنوات السابقة بسبب جائحة كورونا، كما أن هناك العديد من العوائل التي عادت من أميركا وأوروبا وأستراليا لتكون بيننا"، لافتاً إلى أن "عينكاوة تعد أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط، حيث يتواجد فيها أكثر من 8 آلاف عائلة، في زحلة بلبنان يقولون بأنهم أكثر، وينافسوننا تقريباً".
حول تأثير ارتفاع الأسعار على تحضيرات المسيحيين للاحتفال بالأعياد، قال إن "غلاء الأسعار يؤثر على العوائل، خاصة الفقيرة، ونحن نتابع، ولذلك حاولنا أن نشمل أكبر عدد ممكن من العوائل المحتاجة بالحصص الغذائية، وهدايا الأطفال التي وزعت على أكثر من 1,000 عائلة"، مشيراً إلى أن "الوضع المعيشي، البطالة، وقلة فرص العمل مازالت من التحديات وتعد مشكلة كبيرة للشباب".
وبشأن ما إذا كان كامل الحقوق الدينية للمسيحيين، قد تم ضمانها وفق ما نصت المادة الثانية من الدستور العراقي، قال المطران بشارة متي وردة إن "الدستور أقر عدم تشريع قانون يخالف تعاليم الإسلام والشريعة الإسلامية، بمعنى هو دستور إسلامي، وعليه لا يمكنك أن تسن قانوناً يخالف الشريعة الإسلامية، ولن يكون لدى غير المسلمين حقوق كاملة، وهذا ليس انتقاداً أو تهمة أبداً، بل حقيقة، والقول إن كل المواطنين سواسية خرافة".
ولفت إلى أنه "لا توجد دولة أوروبية أو غريبة تقول إن دستورها يعتمد على التعاليم المسيحية الكاثوليكية أو الارثوذكسية، ويجب أن نعرف بأن دساتير البلدان الأخرى لا تؤسس على دين، على عكس بلدان الشرق الأوسط والبلدات الاسلامية التي لديها واقع مختلف".
مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل أضاف: "نحن كمسيحيين نعيش منذ 1,400 سنة مع المسلمين ولدينا معهم حوار وتجربة حياة، ونعرف كيف نعيش في ظل الشريعة الإسلامية"، مستطرداً: "لا شك أن هناك اختلافات بين ما قبل 1,400 سنة والآن، لكن الواقع هو أنه لا يمكن منح الحقوق للجميع في ظل دستور قائم على دين".
في هذا السياق، أشار إلى "نقض المحكمة الاتحادية قانوناً كان قد صدر في إقليم كوردستان، لأنه لا يخدم التوجه الموجود، وبالتالي لا يمكنك أن تناقض الدستور"، مستطرداً أن الأمر يبقى متعلقاً بـ "الطريقة التي تتعامل بها الحكومة والأحزاب السياسية مع الجميع، بقدر عال من المساواة".
وكانت المحكمة الاتحادية العليا العراقية، قد قررت يوم (30 تشرين الثاني 2022) إلغاء المادة (18) من قانون الأحوال الشخصية المعدل لإقليم كوردستان، ووصفت المادة بأنها "غير دستورية"، وتقول المادة المذكورة إنه "في حال تزوج الرجل زوجة ثانية، يكون من حق زوجته الأولى أن تنفصل عنه".
حول وضع المسيحيين في إقليم كوردستان، ذكّر بأن "المسيحين تعرضوا إلى الخطف والتهجير في بغداد والموصل وكركوك والبصرة في 2004 و2005، وقد جرى تفجير 67 كنيسة، وقتل أكثر من 1,200 شخص بناء على الهوية، وباتت هناك عودة إلى مناطقنا التاريخية في إقليم كوردستان، والتي هجرنا منها في الثلاثينيات والأربعينيات بسبب الأنظمة السابقة".
المطران بشارة متي وردة، شدد على أن حكومة إقليم كوردستان، رحبت بالمسيحيين، "ليس الترحيب وحده، بل قدمت كل التسهيلات، ورأى المسيحيون أن هناك مجالاً رحباً ومرحباً أيضاً، وبما أننا رأينا أن هذا هو المكان الذي يرحب بنا، ركزنا كل جهودنا ككنيسة على تشجيع عوائلنا على البقاء، وبناء كنائس جديدة و5 مدارس ومستشفى وجامعة، والكثير من الكنائس بدأت تتوجه نحو توفير فرص العمل، والتي تعزز في الوقت نفسه التعايش".
وخلص إلى أن "التعايش المشترك الموجود أمر مميز في إقليم كوردستان، ونفتخر لأن حكومة إقليم كوردستان تستخدم دائماً كلمة التعايش لا التسامح، لأن التعايش أقوى في هذه الحالة، وستتوصل جهودنا وجهود حكومة إقليم كوردستان لتعزيز هذا التعايش، ويشجع مؤمنينا على البقاء".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً