رووداو - القامشلي
كشف أحد العرب "الغمر أو المغموريين" عن كيفية قيام الحكومة السورية باستقدامهم من الرقة، الطبقة، وحلب، إلى منطقة الجزيرة بكوردستان سوريا، واستولت على أراضي المواطنين الكورد ومنحتهم إياها، ومن ثم أنشأت لهم مستوطنات عربية على طول المنطقة الحدودية من "ديريك" إلى "سري كانييه"، مؤكداً أن الحكومة وعدتهم بمنحهم القرى التي يختارونها بأنفسهم.
وقال يحيى صالح العبدالله، من سكان قرية "أم ربيع" بريف مدينة القامشلي "قامشلو" في كوردستان سوريا، وهو من العرب "الغمر أو المغموريين"، لشبكة رووداو الإعلامية: "قبل كل شيء، الله تعالى هو من جاء بنا إلى هنا، ومن ثم الحكومة والسياسة، حيث جاءت بنا الحكومة إلى هنا لتمنحنا الأراضي ولإنشاء (الحزام العربي)، ومرَّ الزمن على هذا الحال، واليوم أصبحنا نتحمل الخطيئة، وليفعلوا بنا ما يريدون".
وأضاف أن "أول رحلة انطلقت من مناطقنا في حلب إلى هنا كانت في عام 1973 عندما جاؤوا بنا إلى هذه المنطقة، وفي ذلك الوقت ذهبتُ إلى قريةٍ قرب مدينة درباسية تُسمى (ظهر العرب)، وبعدها جاء إلينا عدد من الأشخاص وأخبرونا بأنهم سيمنحوننا القرية التي نختارها، سواءٌ كنا من أهالي الرقة أو حلب".
وتابع قائلاً: "لقد وزعونا على طول المنطقة الممتدة من (ديريك) إلى غربي (رأس العين) في منطقة المناجير، ومنذ حزيران من عام 1975، منعوا الرحلات القادمة من مناطقنا، حيث ظلَّ الكثير من أقربائي هناك، بينهم ابني وأخي وعمي، وبالنسبة للذين جاؤوا إلى هنا، فقد استفادوا و(شبعوا)، أما من بقي هناك فظلَّ عاملاً بلا مأوى أو أرض".
وأردف العبدالله: "جئنا من منطقة (بوحيرة)، ولا نملك أي أرض هناك حالياً، ولا يوجد مكان نعود إليه، وإذا غادرنا هذا المكان فسنسكن في الخيم مثل اللاجئين".
مشيراً إلى أنه "كان هناك مشروع يقضي بإرسال الكورد إلى مناطق الداخل، وإرسالنا نحن إلى المناطق الحدودية، ولكن هذا المشروع لم ينجح، وهناك أشخاص مستفيدون من ذلك، فالقيادة ليست مؤلفة من شخص واحد، بل هناك كثيرون ممن يفعلون ما يحلو لهم".
وبدأت موجة تعريب وإنشاء مستوطنات عربية في منطقة الجزيرة بكوردستان سوريا منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي بشكل منظم ومخطط على يد الحكومة السورية، وهو ما أُطلق عليه اسم "الحزام العربي" الذي بدأت الحكومة السورية بتطبيقه فعلياً عام 1974.
وكانت الحكومة السورية قد بدأت رسمياً عام 1971 بالحديث عن تعريب منطقة الجزيرة، وفي يوم 24 حزيران/يونيو من عام 1974، دخل مشروع "الحزام العربي" حيز التنفيذ، واليوم مرَّ 45 عاماً على تطبيق ذلك المشروع الذي تم من خلاله توطين عرب الرقة والطبقة الذين أُطلق عليهم اسم "الغمر أو المغموريون"، في منطقة الجزيرة، مما تسبب بتغيير ديموغرافي في المنطقة لا يزال مستمراً إلى يومنا هذا.
ويمتد "الحزام العربي" من منطقة "ديريك"، وصولاً إلى منطقة "مبروكة" غربي مدينة "سري كانييه" بكوردستان سوريا.
واستقطع مشروع "الحزام العربي" 335 قرية بمنطقة الجزيرة، وكان تعداد المواطنين الكورد في تلك القرى آنذاك يُقدر بحوالي 150 ألف نسمة.
وبلغ عدد مستوطنات العرب "الغمر أو المغموريين"، 36 مستوطنة، منها 12 مستوطنة في القامشلي "قامشلو"، 15 في "سري كانييه"، و9 في ديريك.
تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً