"الفتاة المعجزة" فيلم اميركي جديد يكشف عن زيف التقاليد المتخلفة بتخريب المجتمع

23-11-2022
معد فياض
معد فياض
A+ A-

معد فياض

قد يبدو فيلم الفتاة المعجزة (The Wonder)، المعروض حديثاً على شاشة نيتفليكس، بسيطاً وغير معقد في طرحه خاصة من الناحية الإخراجية، إلا أنه ينطوي على أحداث تناقش بجرأة سيطرة المفاهيم الدينية والكنسية على المجتمع بشكل قاس.

فيلم الفتاة المعجزة (The Wonder)، ساعة و45 دقيقة، يصنف باعتباره فيلماً درامياً تاريخياً، وهو من انتاج العام الحالي 2022، من إخراج سيباستيان ليليو، وسيناريو إيما دونوغيو، وليليو وأليس بيرش، مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة دونغاوي والصادرة عام 2016، وتم عرضه لأول مرة في مهرجان تيلورايد السينمائي في 2 أيلول 2022، كما عرض في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في 13 أيلول 2022، وتم عرضه في صالات الولايات المتحدة في 2 تشرين الثاني 2022.

الفيلم من بطولة: فلورنس بي، كيلا لورد كاسيدي، توم بورك، وتمثيل كل من: إيلين كاسيدي، كالان بيرن، توبي جونز ونيامة الجار.

مخرج الفيلم، سيباستيان ليليو، أراد أن يقول للمشاهدين بأن الأحداث التالية هي عبارة عن قصة سوف تتحول إلى شريط سينمائي عندما تعمّد أن تكون المشاهد الاستهلالية داخل ستوديو عرض فيه بناء بيت خشبي ريفي، بينما توجز الراوية، بصوت الممثلة نيامة الجار، والتي ستلعب أيضاً دور كيتي أودونيل، فلسفة الفلم ومفادها أن "الحياة عبارة عن قصص.. ونحن بحاجة إلى القصص، وعليك أن تكتب قصتك بنفسك"، هذه الملاحظات سترد حتى في حوارات الفيلم، لهذا فإنه عبارة عن قصص شخوص مختلفين، لكنها تترابط وتنسج مع قصص شخوص آخرين سيجمعهم حدث رئيسي ومكان واحد سيشكل مسرح الصراع بينهم.

 

يستهل الفيلم، الذي تقع أحداثه عام 1862، بقصة الممرضة إليزابيث "ليب" رايت، (فلورنس بي)، وهي ممرضة انجليزية خدمت في حرب القرم، تترك لندن لتقطع مسافات طويلة إلى قرية في أيرلندا، حيث لم يتعافَ الناس تماماً بعد من آثار مجاعة أهلكت الكثير من السكان. أهالي القرية يخضعون لسطوة الكنيسة والقس وتعليماته ولتقاليد اجتماعية متخلفة، والقرية بحاجة إلى رمز يميزها عن بقية القرى الضائعة في الريف الأيرلندي ويعرف العالم بها، والكنيسة من جهتها بحاجة إلى معجزة أو قديسة حتى لو كان ذلك على حساب حياة طفلة عمرها 9 سنوات.
 
تصل الممرضة إليزابيث "ليب" رايت، إلى القرية في ليلة ماطرة حيث تم تكليفها بمراقبة الطفلة آنا أودونيل (كيلا لورد كاسيدي) عن كثب، بعد أن شاع صيتها بأن آخر وجبة طعام تناولتها كانت قبل أربعة أشهر، بحسب ادعاء عائلتها. في الحانة - الفندق، يخبرها صاحب الحانة "أنا في انتظار ممرضة وراهبة، وبالتأكيد أنت لست راهبة"، تسأله: "لماذا الراهبة؟"، فيرد عليها: "هذه أيرلندا"، في إشارة واضحة إلى سطوة الدين والتدين هناك.

مجلس القرية الذي يسيطر على قراراته راعي الكنيسة سوف يجبر الممرضة على أن تساعدها راهبة، الأخت مايكل (جوزي والكر) بمراقبة الطفلة الصائمة بناء على رغبة عائلة آنا، وسيقدم الاثنان تقريراً بالنتائج التي يتوصلان إليها بشكل مستقل إلى مجلس من الشخصيات المحلية المرموقة.

في منزل آنا البعيد، تلتقي ليب بعائلة الطفلة آنا، المتدينة بتطرف: والدتها روزالين (إيلين كاسيدي) ووالدها ملاكي أو دونيل (كالان بيرن) وشقيقتها الكبرى كيتي (نيامة الجار). أثناء العشاء، وستعرف أنه كان هناك أخ أكبر من آنا مات بسبب مرض غير معروف. تظهر آنا نفسها بصحة جيدة وتقول إنها بقيت على قيد الحياة من خلال تناول "المن من السماء"، وتعني (مَنّ السما أو المنّ والسلوى).

في الفندق الذي تقيم فيه، تقابل ليب ويليام بيرن (توم بورك)، وهو شاب من أهالي القرية أصلاً ولقيت عائلته حتفها في المجاعة الكبرى بينما كان بعيداً في المدرسة الداخلية، هو الآن صحفي في الديلي تلغراف، وصل إلى القرية لينقل قصة الطفلة آنا وقصة صيامها الطويل التي يعتقد أنها خدعة. سرعان ما ستجمع ليب وويليام علاقة حميمية.

في البداية، لم تكشف ملاحظات ليب عن أي دليل على الخداع. تستمر آنا في الصلاة 33 مرة في اليوم حسب تعليمات القس ووالدتها "فالرقم 3 مقدس"، وهي تصر على أنها لا تأكل اي شيء بينما تفشل الممرضة ليب في العثور على أي طعام قد يكون مخبأ في زوايا الغرفة، وتعترف، آنا، بأنها تخشى مصير الملعونين في الجحيم. ليب، التي لا تزال حزينة على طفلها الوحيد الذي مات وهو رضيع، تتعامل مع آنا بعاطفة ومحبة لأنها تعرف "طعم الفقدان" ولا تريد لآنا الموت.

تُخضع الممرضة ليب الطفلة آنا إلى فحوصات دقيقة لتتأكد من سلامتها صحياً، وتجدها قوية وسليمة وتتمتع بنشاط طبيعي، وتلاحظ أن والدة آنا تقبلها من فمها كل ليلة "قبلة ليلة سعيدة"، وسوف تستنتج أن الأم تنقل بهذه القبلة الطعام الممضوغ إلى آنا سراً وهذا سبب استمرارها بالحياة، إذ "لا يمكن لأي إنسان البقاء على قيد الحياة بدون طعام"، لهذا تمنع أفراد الأسرة من التقرب منها ولمسها وسط اعتراض كبير من العائلة والقس. لا تنكر آنا أن الطعام الممضوغ الذي تدسه أمها في فمها هو "المن" القادم من السماء، الخاص بها، أو هذا ما لقنته لها أمها، وقد كشفت لليب عن أسباب صيامها، فقد اغتصبها شقيقها الأكبر مراراً وتكراراً، وتنسب موته إلى غضب الله، وأنها تؤمن بأن صيامها والتضحية بحياتها ستحرر روح أخيها من اللعنة.

بعد انفصال آنا عن لمسة عائلتها، تزداد حالتها سوءاً. يقدم ويليام تقريراً إلى صحيفته بعنوان "القتل بالتدريج"، يلقي فيه باللوم على عائلتها والمجتمع المتخلف في وفاة آنا المتوقعة.

تبلغ ليب مجلس القرية بالنتائج التي توصلت إليها، وأن آنا ليست صائمة بل أن أمها تطعمها سراً، لكن أعضاء المجلس يرفضون متعمدين تصديقها مستندين إلى إفادة الراهبة، الأخت مايكل، التي قالت إنها لم تجد أي دليل على إطعام روزالين لابنتها آنا. أعضاء المجلس يستجوبون آنا، لكنها تكرر أنها تتغذى فقط على "المن من السماء"، بالرغم من أن آنا ستموت حتماً ما لم تأكل قريباً بعد أن ساءت صحتها جداً، تناشد ليب الأسرة لاتخاذ إجراءات سريعة، أو على الأقل أن تستأنف والدتها إطعامها بواسطة القبلات. رفضت روزالين، قائلة إنه بعد أن تتوفى آنا المقدسة، سيكون كلا طفليها في الجنة.

 

تقنع ليب صديقها الصحفي ويليام بالمساعدة في خطة لإنقاذ آنا ونقلها إلى دبلن، وبينما كانت عائلة آنا، ذات مساء في القداس، نقلت ليب آنا، التي اقتربت الآن من الموت، إلى بئر clootie المقدسة القريبة. أخبرتها أنه على الرغم من أن "آنا" ستموت، إلا أنها ستولد من جديد كفتاة جديدة اسمها "نان". تغلق آنا عينيها وتوحي لها ليب بأنها ستموت الآن لتعود إلى الحياة، وهذا ينسجم مع أفكار آنا أو رغبتها بالتخلص من آنا وأن تولد ثانية كفتاة اسمها نان، وبالفعل هذا ما يحدث، عندها تتمكن ليب أخيراً من إطعامها. عادت ليب إلى منزل عائلة آنا بمفردها وأشعلت فيه النيران عن عمد.

تخبر ليب مجلس القرية أن آنا ماتت لأسباب طبيعية وأن الحريق كان حادثاً. يصدق المجلس هذه القصة مجبرين لأنهم قلقون من مسؤوليتهم المحتملة عن وفاة آنا، بالرغم من غضب القس الذي بموت آنا وعدم الحصول على جسدها، حرمهم من المعجزة والقديسة آنا، وفي حالة عدم وجود جثة داخل بقايا المنزل المتفحمة، فإنهم ينهون عمل ليب بدون أجر. في اللقاء الأخير بين ليب والأخت مايكل، تقول لها الراهبة إنها بعد مغادرة القداس، أمس، في وقت مبكر، رأت رؤية، آنا مع ملاك يحملها على حصان ويغادر المنطقة، في إشارة إلى تضامنها مع خطة ليب لإنقاذ آنا. ثم طلبت من ليب أن تقسم أن آنا قد ذهبت إلى مكان أفضل، فتعدها بأنها ستكون بمكان أفضل.

في دبلن، تجتمع ليب مع ويليام ونان، التي استعادت صحتها. الثلاثة الآن يمثلون عائلة تدعى شيشاير وهم يبحرون في طريقهم إلى سيدني.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

بيام سربست

بيام سربست تهبط 22 متراً تحت الأرض من أجل "الجوهرة الزرقاء"

هل فكّرتم كيف تصل الأحجار الكريمة، بمختلف أسمائها ومواصفاتها وألوانها وأسعارها، يبلغ ثمن بعضها ملايين الدولارات، إلى تيجان الأباطرة والملوك وأسواق المجوهرات المعروفة في أنتويرب البلجيكية التي تُلقّب بعاصمة الألماس، إضافة إلى لندن وباريس ونيويورك؟