بلال حاجي.. قصة الرجل الذي هاجر إلى أوروبا ليكتشف أن كوردستان هي ملاذه الوحيد

22-07-2018
زوزان سعدون
زوزان سعدون
بلال عبد الحميد حاجي
بلال عبد الحميد حاجي
الكلمات الدالة تيدكس كوردستان ألمانيا
A+ A-

رووداو - أربيل

نظم أمس السبت، مؤتمر "تيدكس نيشتمان" الدولي في أربيل، بمشاركة 12 متحدثاً، من بينهم، بلال عبد الحميد حاجي، وهو من أهالي أربيل بعد أن تلمس مصاعب كثيرة خلال رحلة هجرته إلى أوروبا حيث لاقى معوقات كثيرة في الطريق الذي مضى به إلى أن وصل إلى ألمانيا ليكتشف بعدها أن بلاده هي ملاذه الوحيد الذي لابد أن يعود إليها.

وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية قال حاجي إنه "آمل من الذين يفكرون في الذهاب إلى أوروبا، أن يستبدلوا تلك الفكرة بأخرى، فكل شخص يستطيع أن يحدث تغييراً في حياته، إن لم يكن ناجحاً في عمله فليغير منه، لا أن يفكر بالهجرة". وفيما يلي نص المقابلة.

 رووداو: ماهي المصاعب التي واجهتك في ألمانيا؟

بلال عبدالحميد حاجي: بعد كل المصاعب التي واجهتني هنا، قررت الهجرة إلى أوروبا، إنه بالتأكيد قرار صعب، لكن كثرة المصاعب هنا تجعل المرء يظن أنه لن يلاقي أية مصاعب هناك وأن الحياة في أوروبا حافلة بالمسرات، لكن لا، لن يعرف المرء الحقيقة قبل وصوله إلى هناك، فالحياة هناك كما هي هنا تكتنفها المصاعب، لكن على المرء أن يكون قوياً في مواجهة الصعاب، خاصة وأن الحياة توجد بها أفراح وأتراح، الذي يهاجر، يسلم أمره إلى القدر، ويختار طريقاً لا يعرف هل سيصل إلى نهايته حياً أم يموت في الطريق، إنه طريق صعب فيه البرد والجوع والعطش والسهر حتى تصل إلى وجهتك، وعند الوصول إلى تلك الوجهة تجدها ليست على الحالة التي تصورتها أنت هنا وقلت في خيالك سأفعل كذا وكذا وأوفر حياة سعيدة لعائلتي، أنا تركت عائلتي خلفي هنا، ووعدت بأن آخذهم فيما بعد، وقلت خلال ستة أشهر أو سنة أو اثنتين سأتمكن من أخذكم إلى هناك.

رووداو: هل كانت فرص العمل مهيأة لك في ألمانيا أم أن الحياة الاجتماعية هناك لم تكن كما كانت في بلدك؟

حاجي: من المؤكد أن هناك الكثير من الصعاب، لكني كنت أفتقد أولادي وأهلي وبلدي، لن يعرف المرء كم هي عزيزة عليه هذه البلد إلا بعد أن يغادرها. يفكر المرء في الليالي ويسأل نفسه: ماذا فعلت؟ لماذا تركت بلدي؟ ما الذي كان ينقصني في بلدي؟ لم أكن أعاني من أية مشكلة، غير عدم الحصول على عمل لفترة. بالنتيجة أجريت تقييماً، فوجدت أن مشاكلي هنا أستطيع التغلب عليها، لكن في كثير من الأحيان لم أكن أستطيع العثور على حل لمشاكلي هناك، كان يصلني بريد لا أفهم ماذا كتب فيه، فكنت أضطر للبحث عن شخص يقرأ لي البريد وبترجم لي ما فيه.

رووداو: هل تعتقد أن مؤتمر تيدكس استطاع إيصال رسالتك للاخرين كما تطمح له؟

حاجي: أنا جئت إلى هنا لأبلغ هذه الرسالة إلى الذين يريدون الهجرة إلى أوروبا، وأخبرهم بأن هذا ليس بالفكرة الجيدة، صحيح أني خضت تلك التجربة الخاطئة، لكني أقدمها نصيحة، أنا عشت العذابات هناك نتيجة الثقافة المختلفة أسلوب الحياة المختلف، الحياة مقيدة بقيود صارمة هناك، وهذا لا يعني أنه لا قانون بحكم بلدنا، وكل شخص يستطيع هنا أن يطبق القانون، وأن لا يتسبب بمشاكل للمحيطين به.لكننا نعيش هنا في تشاؤم، في حين أن التشاؤم ليس جيداً، التفاؤل خير، نعم وطنك مهما كانت حاله أحب وأعز وأطيب.

رووداو: ماذا تقول لكل مواطن ابتعد عن وطنه واختار الغربة مكاناً لتوفير متطلبات الحياة هناك؟

حاجي: آمل من الذين يفكرون في الذهاب إلى أوروبا، أن يستبدلوا تلك الفكرة بأخرى، فأنا بعد عودتي إلى هنا باتت حياتي جيدة ، لدي عملي الذي أعمله، وهو عمل جيد جداً والحمد لله، أعيش منه. ويستطيع هؤلاء أيضاً، وكل شخص يستطيع أن يحدث تغييراً في حياته، إن لم يكن ناجحاً في عمله فليغير منه، لا أن يفكر في بيع كل ما له ويسلم أمره إلى مهرب ويبيع ما عنده، أنا عن نفسي بعت سيارتي، هذا ليس تصرفاً جيداً، أنا أوصيهم بالتخلي عن تلك الفكرة ويخدموا بلدهم، هذا الوطن الذي يزخر بالبركات، وهنا يستطيع المرء أن يخدم مواطنيه ووطنه.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب