برلماني بريطاني: ترسيم خط سايكس - بيكو كان خطأ

20-02-2023
شهيان تحسين
الكلمات الدالة سايكس بيكو بريطانيا اقليم كوردستان
A+ A-
 
رووداو دیجیتال

وصف برلماني بريطاني الخط الذي قسمت اتفاقية سايكس – بيكو بموجبه المنطقة بأنه "كان خطأ بالصورة التي رسم بها".
 
اتفاقية سايكس بيكو في 1916 هي معاهدة سرية لاقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، وتقسيم الدولة العثمانية التي كانت المسيطرة على تلك المنطقة في الحرب العالمية الأولى. 
 
بدأت المفاوضات في (23 تشرين الثاني 1915) وانتهت في (3 كانون الثاني 1916) بتوقيع الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس على وثائق مذكرات تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية، وقسمت اتفاقية سايكس بيكو الولايات العربية العثمانية خارج شبه الجزيرة العربية إلى مناطق تسيطر عليها بريطانيا وفرنسا فخصصت لبريطانيا ما هو اليوم فلسطين والأردن وجنوب العراق ومنطقة صغيرة إضافية تشمل موانئ حيفا وعكا للسماح بالوصول إلى البحر المتوسط، أما فرنسا فتسيطر على جنوب شرق تركيا وشمال العراق وسوريا ولبنان.
 
بعد زيارته لشبكة رووداو الإعلامية في (13 شباط 2023)، أجاب البرلماني البريطاني لويد رسل مويل، خلال حوار تلفزيوني على أسئلة شهيان تحسين حول مجموعة من القضايا التي تهم المنطقة.
 
وعن الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، قال لويد رسل مويل: أعتقد أن خط سايكس – بيكو كان خطأ بالصورة التي رسم بها"، وأردف أنه "لا يمكن" إلغاء تاريخ دام 100 سنة "لكن ما نريده هو أن يتمتع الكورد بالديمقراطية والحرية وحق تقرير المصير".
 
معاهدة لوزان التي تمخضت عن مفاوضات مؤتمر لوزان الذي بدأ في تشرين الثاني 1922 بين تركيا من جهة، وبين بريطانيا و فرنسا - الجمهورية الثالثة ومملكة إيطاليا  واليونان بشكل رئيس، ومعها بقية دول الحلفاء يوغوسلافيا ورومانيا واليابان، من جهة أخرى. أبرمت معاهدة لوزان في (24 تموز 1923) كمعاهدة سلام ألغت معاهدة سيفر  للعام 1920 التي أجبرت الدولة العثمانية على توقيعها بوصفها إحدى الدول الخاسرة في الحرب العالمية الأولى. رسمت المعاهدة حدود عدة بلدانٍ مثل اليونان وبلغاريا وتركيا الحاليّة وسوريا والعراق. في أوروبا تنازلت تركيا عن مطالبها بجزر الدوديكانيز في بحر إيجه، واكتفت بربع مساحة إقليم تراقيا (أقل بقليلٍ من 24 ألف كم مربع) أو ما يعرف بتراقيا الشرقيّة، كما تنازلت عن قبرص.
 
وفي معرض إجابته على سؤال شهيان تحسين: كانت كوردستان الكبرى قائمة على خارطة العالم قبل 100 سنة، لكنها بعد اتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان، لم تعد موجودة على الخارطة، ألا تشعرون في بريطانيا بأن بريطانيا تتحمل مسؤولية تجاه كوردستان؟
 
قال لويد رسل مويل: تتحمل المملكة المتحدة الكثير من المسؤوليات، وتاريخها ليس كاملاً بلا عيوب. ما أريد قوله هو أن بريطانيا ارتكبت الكثير من الأخطاء على مدى تاريخها، لكننا في النهاية نحاول تصحيح الأمور.
 
وعن كون تقسيم كوردستان الكبرى واحداً من أخطاء بريطانيا، قال لويد رسل مويل: "أعتقد أن خط سايكس – بيكو كان خطأ بالصورة التي رسم بها. أظن أن هذا واضح. أقصد أن غالبية البريطانيين عندما يجري الحديث عن الكورد، يطرحون هذا السؤال: هل هم الشعب الذي اغتصب وطنهم وتعرضوا للظلم؟" لا شك أننا لا نستطيع إعادة كتابة التاريخ. كما لا نستطيع العودة بالزمن وإلغاء ما جرى خلالها، و100 سنة فترة طويلة، وقد ثبتت الحدود منذ 1945. فما حدث بعد 1945، وانتهاء الحرب العالمية الثانية وتشكيل الأمم المتحدة. قلنا دعوا الحدود تثبت ولم يعد تغيير الحدود ممكناً إلا بإحدى ثلاث طرق: الصراعات العنفية التي نريد اجتنابها، أو الانفصال السلمي وهو غير ممكن لأن العراق رفض الاستفتاء (على استقلال إقليم كوردستان)، أو من خلال مفاوضات في الأمم المتحدة لم تجر قط. لهذا فإننا في موقف صعب للغاية. لذا لا أعتقد أن الهدف من هذا هو إعادة كوردستان إلى الخارطة بالصورة التي كانت عليها. لكن ما نريده هو أن يتمتع الكورد بالديمقراطية والحرية وحق تقرير المصير.
 
وأردف يقول: أما كونهم يتبعون أي دولة الآن، فأعتقد أنه لا يمكننا تغيير ذلك، وما يمكن أن نفعله ويجب أن يكون لنا تأثير فيه، مع وجود إقليم كوردستان هنا، وشمال وشرق سوريا، وبالتأكيد في جنوب تركيا وشرق (كوردستان) في إيران، هو أن يُمنح للكورد الحرية ويكون لهم الحق في إدارة شؤونهم بأنفسهم، وأعتقد أن بإمكاننا المضي في هذا الاتجاه تدريجياً.
 
استخدمت اتفاقية سايكس بيكو لتكون الأساس المباشر للتسوية الأنجلو- فرنسية المؤقتة 1918. بعد فترة وجيزة من الحرب تنازل الفرنسيون عن فلسطين والموصل  للبريطانيين ووضعت بلاد الشام ومابين النهرين تحت الانتداب في مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920 حسب إطار سايكس بيكو؛ استمر الانتداب البريطاني على فلسطين حتى 1948، واستعيض عن الانتداب البريطاني على العراق بمعاهدة مماثلة مع العراق المنتدب، واستمر الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان حتى سنة 1946. انكشفت بنود الاتفاقية بوصول البلاشفة إلى سدة الحكم في روسيا في 23 تشرين الثاني 1917 وتكررت في صحيفة الغارديان البريطانية في (26 تشرين الثاني 1917)، بحيث "كان البريطانيون محرجين والعرب مستائين والأتراك مسرورين"، ولايزال إرث الاتفاقية يلقي بظلاله على النزاعات الحالية في المنطقة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب