رعد الصخري: موقف مقتدى الصدر من الاستفتاء ليس صريحاً وقد يتغير بعد زيارة الوفد الكوردستاني للنجف

19-08-2017
أوميد عبدالكريم إبراهيم
أوميد عبدالكريم إبراهيم
 ممثل مكتب مقتدى الصدر في كركوك، رعد الصخري
ممثل مكتب مقتدى الصدر في كركوك، رعد الصخري
الكلمات الدالة التيار الصدري إقليم كوردستان استفتاء رعد الصخري مقتدى الصدر
A+ A-

رووداو - أربيل

تحدث ممثل مكتب مقتدى الصدر في كركوك، رعد الصخري، عن استفتاء استقلال إقليم كوردستان، وموقف تيارهم منه، كما شرح الصخري أسباب زيارة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى السعودية والإمارات، و حقيقة موقفه من الحشد الشعبي.

وقال رعد الصخري، لشبكة رووداو الإعلامية، إنه "بالنسبة للنقاشات والحوارات الأخيرة المتعلقة بمصير الإقليم، فإننا جميعاً نطمح لتحقيق مصالح الإقليم ومصالح الشعب العراقي بشكل عام، باعتبار أن الإقليم جزء من الشعب العراقي، فإذا كان هذا من مصالحه، فإننا كحوزة وكرجال دين نقف مع كل ما يضمن له مستقبله ومصالحه، أما النقاشات والحوارات التي تجري في بغداد، فنحن نسمع عادةً سجالات عالية وتصريحات مرتفعة، إلا أنها تخفت في فتراتها الأخيرة، ونسأل الله ألا تؤدي مسألة الاستفتاء إلى التناحر وارتفاع الأصوات خلال النقاشات".

وأضاف ممثل مكتب مقتدى الصدر في كركوك، أن "كتلة الأحرار لم تحدد مصيرها حتى الآن، وسبق أن قلتُ إنني لستُ ناطقاً باسم هذه الكتلة، كما أنني لستُ سياسياً".

وتابع أن "السيد مقتدى الصدر سبق أن أبدى رأيه في مسألة استفتاء الإقليم، ولكن إذا التقى بالوفد الكوردي واستمع إلى مقترحاته وآرائه، فقد يتغير شيء من رأيه، والله أعلم، وبشكل عام فإن السيد مقتدى الصدر يكن للشعب الكوردي كل الاحترام، ووقف مع الشعب الكوردي في الأزمات سابقاً، وعندما حدث سجال كبير مع الحكومة، انبرى السيد مقتدى الصدر لزيارة أربيل في خضم الخلافات بين السياسيين الشيعة وحكومة الإقليم، إلا أنه تعدى تلك الخطوط والخلافات، وتوجه إلى أربيل، وبعد ذلك أصدر كتاباً بعنوان (الهدف من زيارة أربيل)، والسيد مقتدى الصدر كان وما زال وسيبقى بإذن الله، واقفاً مع الشعب الكوردي، ومع كل الشعب العراقي".

وزادَ بالقول: "نحن نثمن التضحيات الكبيرة لقوات البيشمركة، كما أن هذه القوات هي بمثابة صمام الأمان لمحافظة كركوك، وهي التي تحافظ عليها وتحميها وتمنع دخول داعش إليها، ونحن نعتبر شهداء البيشمركة شهداءنا، وهم أعزاء علينا، والتضحيات التي قدموها سيكتبها التاريخ ولن ينساها، ونسبة تعرض كركوك للتفجيرات والعمليات الداعشية تعتبر ضئيلة وربما معدومة بالمقارنة مع المناطق الأخرى، وهذا بفضل الله أولاً، ثم بفضل قواتنا الأمنية من الشرطة والبيشمركة، حيث مارس الجميع دوره في هذه المحافظة وشكراً لهم جميعاً، من قوات الأسايش إلى باقي القوات الأمنية التي تبادر لحماية المواطن الكركوكي الذي يحتاج للأمن والاستقرار النفسي بعد أن تعرض لهزات كبيرة من قبل مسلحي داعش".

وأردف الصخري إننا "نتبع لقيادة وننتظر أوامرها ولا يمكن أن نتحرك من دون توجيهاتها، وبالتأكيد ستصب توجيهات القيادة في مصلحة الجميع، لأن خط ونهج السيد مقتدى الصدر معروفٌ باحتواء الجميع وحل المشاكل العالقة من خلال الحوار وليس بطريقة أخرى".

مشيراً إلى أنه "سبق للسيد مقتدى الصدر، أن ناشد السيد رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، بتأجيل الاستفتاء، وحتى الآن لم يتخذ السيد مقتدى الصدر موقفاً صريحاً من الاستفتاء حتى نتبناه إعلامياً وجماهيرياً، وربما يكون هناك موقفٌ رسمي أخير يمكننا تبنيه في هذه المحافظة بعد زيارة الوفد الكوردي".

وقال الصخري: "ما يهمنا قبل كل شيء هو مصلحة المواطن الكوردي، بغض النظر عن المصالح القومية، وما يشير إليه البعض من تأسيس إمبراطورية كوردية وما شابه ذلك، فمن حق الكورد أن تكون لهم دولة، بل لا بد أن تكون لهم دولة، ولكن القراءات والاحتمالات والتأملات لا بد أن تثبت لنا بأن المواطن الكوردي سينعم بميزانية أكبر من الميزانية الحالية، ودخل يومي أكبر، وأمن أكبر، أي بمعنى إذا تحققت مصالح أكبر للمواطن الكوردي، فلا أعتقد أن يكون هناك معارض لمسألة الاستفتاء، لأن ما يهم الأناس المنصفين وغير الحزبيين وغير الطامعين بالمحاصصة، أي الذين تهمهم مصلحة المواطن أكثر من أي اعتبار آخر، وعليه إذا توصلنا إلى قناعة بأن المواطن الكوردي ستكون له زيادة في كل شيء، من الأمن والمال والرفاه والاستقرار وغير ذلك، فلا أعتقد أن يكون هناك معارض لمسألة الاستفتاء، بل قد يكون تأجيل الاستفتاء قراراً غير صحيح، وإذا وضعتنا الاحتمالات والتوقعات بين مطرقة ضعف الميزانية وسندان الخلاف الذي سيحدث بعد الاستفتاء، فنحن بالتأكيد نريد أمن وصون حياة المواطن الكوردي، لأنها أهم من كل شيء".

وأكد الصخري قائلاً: "نحن لم نكن يوماً ضمن تشكيل يُملى عليه من قبل دولة مجاورة، سواء إيران أو تركيا أو سوريا أو السعودية أو أي دولة أخرى، نحن كنا وما زلنا نتبع الشعب العراقي، ولم ننتمي لأي دولة أو ننفذ أجنداتها، حتى أن السيد مقتدى الصدر خلال لقائه بالصحفيين يوم أمس، قال: لقد تقبلت نقداً لاذعاً من الجميع بسبب زيارتي للسعودية، إلا أنني لم أتقبل أن أكون عميلاً، فكلمة أن السيد مقتدى الصدر يأخد من هنا وهناك ما كانت أبداً حتى تكون هناك خطوات للخروج من سيطرة دولة معينة، لأننا لم نكن في يوم من الأيام تحت سيطرة دولة ما أو ننفذ أجندات معينة حتى تكون لدينا خطوات للخروج منها، وسيبقى السيد مقتدى الصدر بإذن الله مقدماً على كل الخطوات التي تجدي نفعاً لما فيها المصلحة الإسلامية والإقليمية".

منوهاً إلى أن "السيد مقتدى الصدر أوضح خلال زيارته للسعودية والإمارات أن هذه الزيارات شخصية أكثر من كونها رسمية، فلم يذهب السيد مقتدى الصدر ليمثل الحكومة العراقية، كما لم يذهب كممثل لمراجع الشيعة أو أي شيء من هذا القبيل، فالسيد مقتدى الصدر رأى أن الفجوة كبيرة بين العراق والدول المحيطة به، وأن هناك فرصة مواتية لاحتمال التغيير في السياسات التي كانت تنتهجها السعودية مع العراق ودول الجوار، فاستثمر هذه الفرصة لكي لا تُغلق جميع الأبواب أمام من يسعى للتغيير، ونرى أن هناك تغييرات كبيرة سلوكياً وعملياً في النهج السعودي، لا سيما في موسم الحج الحالي، والاستقبال الذي لاقاه الحجاج العراقيون في المنافذ والمطارات السعودية، ولم يكن هذا النهج موجوداً قبل زيارة السيد مقتدى الصدر، ونحن لا نقول إن تغيير النهج جاء بسبب زيارة السيد الصدر فقط، ولكن كان هناك طموح واستعداد للتغيير من قبل الشعب والحكومة السعودية، لما رأته من فشل أسلوب العنف والتعصب والتشدد، فكان السيد مقتدى الصدر، البابَ الذي دخلوا من خلاله لأجل تغيير بعض سلوكياتهم التي كنا ننتقدها دائماً، والتي كان حجاج بيت الله يعتبرونها تصرفات همجية وتعصبية، ولعلها جميعاً قد اضمحلت الآن، وإذا تحققت المصالح والأهداف العامة، فلا يهمنا من يتكلم على السيد مقتدى الصدر أو علينا".

مضيفاً أن "السيد مقتدى الصدر يريد أن تكون هيكلية القوات العراقية كما هي عليه الآن دون إضافة هيكليات أخرى، أي أن تكون المؤسسات الأمنية عبارة عن الجيش والشرطة والأمن الوطني والمخابرات، أما زيادة هذه القوات، وقد تكون غير مسيطرة عليها، فهو ما لا يرغب به السيد مقتدى الصدر الذي يرغب بحصر السلاح في يد الدولة من خلال هذه المؤسسات لا عن طريق استحداث مؤسسات أخرى، والحشد الشعبي المقدس له دور كبير جداً بشجاعته وبسالته وما قدمه للعراق، والشهداء الذين ذهبوا قرابين لهذه الأرض وهذا البلد، وعليه لا يريد السيد مقتدى الصدر أن يخرج أولئك الرجال الأشاوس الأبطال إلى التقاعد أو أن يُنهي الحشد ببيان، فهذا غير صحيح ولا نطمح إليه، بل نطمح لإيجاد مكانة كبيرة للحشد الشعبي من خلال وجوده في أفضل الأماكن، في الجيش العراقي والشرطة، وكلام السيد مقتدى الصدر يصب في مصلحة الحشد الشعبي وليس ضده كما يفهمه البعض، أو كما يبرره بعض الإعلاميين والمحللين السياسيين.

واختتم ممثل مكتب مقتدى الصدر في كركوك بالقول: "لا نعلم بعد مصير الانتخابات المقبلة، فهل ستكون أم لا؟، وما هي وجهتها وألوانها؟، فنحن لا نعرف شيئاً عن هذا الموضوع حتى الآن".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب