رووداو – أربيل
فوزي سليمان هو المتحدث باسم هيئة الدفاع في مقاطعة عفرين، والمتحدث باسم وحدات حماية الشعب في منطقة الشهباء، وكان قد التحق بحزب العمال الكوردستاني في بدايات عام 1990، وفي عام 1991 شارك بدورة تعليمية في أكاديمية معصوم قورقماز في البقاع، وواصل العمل السياسي والعسكري والإعلامي في جبال كوردستان، ويعتقد سليمان في هذه المقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، أن تحرير منبج هو مفتاح تحرير مناطق الشهباء كافة، وخطوة فعالة لتوحيد مقاطعات كوردستان سوريا.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية:
رووداو: ماذا تخبرنا عن منطقة الشهباء، موقعها ومساحتها وحدودها الجغرافية، الأهمية العسكرية والجيوبولوتيكية للمنطقة، المساحة التي تقع تحت سيطرة قوات حماية الشعب في الشهباء مقارنة بإجمالي مساحة المنطقة، مناطق تواجد داعش في الشهباء، وكذلك أماكن تواجد المجاميع المسلحة الأخرى هناك؟
سليمان: منطقة الشهباء تبدأ تحديداً من غرب التخوم الإدارية لمقاطعة كوباني وصولاً إلى أعزاز المتاخمة لمقاطعة عفرين بخط نظر ما يقارب 150 كلم شمالاً حيث تحدها تركيا، ومن الجنوب حلب الشهباء والرقة، وتكمن أهميتها الاستراتيجية في موقعها الهام في الأحداث التي تشهدها بالنسبة لعموم سوريا، وخصوصاً كوردستان سوريا، حيث تعمل العديد من الأطراف المعروفة كالدولة التركية وبعض دول الخليج على جعلها قاعدة لانطلاق المجاميع المرتبطة بها وتنفذ أجندتها، وذلك من خلال مسميات عديدة، أهمها ما كان يسمى بالمنطقة الآمنة، وذلك بهدف عرقلة توحيد مناطق كوردستان سوريا، إن لم نقل ضربها.
ومع انطلاق حملة تحرير مدينة منبج ومحاصرة وتحرير أكثر من مائة قرية ومنطقة، وبالتزامن مع تحرك قوات سوريا الديمقراطية في مقاطعة عفرين وتحرير العديد من المراكز المهمة والقرى، وصولاً إلى قرية "احرص"، تكون المسافة الفعلية المتبقية لالتقاء قواتنا هي خمسون كلم، وأغلب المساحة يسيطر عليها داعش، وهناك بعض المناطق والقرى التي تسيطر عليها مجاميع ما يسمى الائتلاف المرتبطة بتركيا، إلا أن الغلبة هي لقوات سوريا الديمقراطية، والتي لا تزال تمتد بقوة ضمن تحالف دولي ضد الإرهاب.
رووداو: يعتبر تحرير منبج حلقة مهمة لتوحيد كانتوني كوباني وعفرين، بعد تحرير منبج هل يتوحد الكانتونين، وهل ترى في تحرير منبج خطوة مصيرية لتوحيد الكانتونات؟
سليمان: إن تحرير منبج هو مفتاح تحرير منطقة الشهباء بالكامل، ويمكن القول إن عملية تحرير مدينة منبج في حكم المنتهية، وبالنسبة لنا فإن توصيل المقاطعات الثلاث ببعضها أمر مصيري واستراتيجي ويمس أمننا بشكل مباشر، ومن مصلحتنا إبعاد التهديد الذي يستهدفنا من هذه المنطقة بشكل مباشر ولا يزال، ومن العديد من القوى التي تقف بالضد من تطلعات شعبنا، وعليه فإن تحرير منبج ومنطقة الشهباء هي من أولى أولوياتنا، وتعد هدفاً لابد من تحقيقه، وهذا الأمر مهم أيضاً بالنسبة للعديد من شركائنا على الأرض وخطوة عملية لتوحيد الكانتونات الثلاث.
روداو: ماهو الهدف التالي لوحدات حماية الشعب بعد تحرير منبج؟
سليمان: إننا في سوريا أصحاب مشروع معلن للجميع وواضح، ويتمثل مشروعنا في سوريا ديمقراطية فيدرالية لا مركزية، ونحن ككورد وسوريين يهمنا أكثر من الجميع القضية السورية والشعب السوري، وهناك العديد من القوى الثورية وكذلك الفعاليات الجماهيرية التي توجه لنا وباستمرار الدعوات للتدخل في مناطق تواجدها، وإنقاذهم من جحيم الإرهاب، وبشكل أكثر وضوحاً، هناك نداءات من الأهالي في محافظة إدلب وغيرها من المحافظات والمناطق في عموم سوريا، ولكن كما ذكرت فهناك أولويات وتدرجاً، وباختصار شديد سوريا ومصلحتها تهمنا وتمسنا بشكل مباشر.
رووداو: بعد أن تحركت قوات سوريا الديمقراطية باتجاه شمال الرقة بدأ الجيش السوري من الجنوب بالتحرك، ما مغزى من هذا، هل هي منافسة بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري تحت اسم من يستطيع إلحاق أكثر هزيمة بداعش، أم أنه اتفاق بين طرفين لتضيق الخناق على داعش؟
سليمان: إن التحركات التي قام بها النظام السوري مؤخراً في ريف الرقة، ورغم الدعاية المرافقة لها، إلا أنها محدودة وتكاد لا تذكر، طبعاً لكل طرف حساباته الخاصة وتحركاته، ولكن باعتقادنا فإن النظام السوري غير قادر على تحقيق الكثير على الأرض، والأكثر من هذا وذاك يسعى الكثيرون على الاستحواذ على أكبر مساحة ممكنة من الجغرافيا السورية، اعتقاداً منهم أن ذلك سيكون ثقلاً وورقة رابحة على طاولة المفاوضات المتعثرة.
رووداو: هناك من يدعي بوجود اتفاق أمريكي روسي حول سوريا ومناطق نفوذ بينهما، هل تؤيد هذا الادعاء، وهل تؤيد الاتفاق الأمريكي الروسي إذا كان موجوداً، ولماذا؟
سليمان: لاشك في أن لروسيا وأمريكا مصالح في المنطقة، وهناك تناغم موزون ودقيق بين القوتين، وهو ليس بالأمر الخفي على أحد، رغم دعم كل منهما لأطراف مضادة ومتناحرة، إلا أنهما على ما يبدو متفقتين على الكثير من الأمور، وهذه واحدة من أسباب إطالة أمد الأزمة في سوريا، وبالنسبة لنا نحن الكورد في كوردستان سوريا، فإننا نثمن ونقدر عالياً أي رأي سياسي يعطي المكانة لنا، مبنية على أسس سليمة وواضحة، وإلى الآن لم نجد هذا الرأي السياسي، هناك مواقف معنوية، ونحن بغنى عنها، وشبعنا كذلك، ما نقصده بالرأي السياسي هو أننا شعب وأصحاب أرض وهوية تاريخية، ولنا الحق في اختيار شكل الحياة التي نريدها على هذه البقعة الجغرافية، وما عدا ذلك لا يهمنا أي رأي.
رووداو: في الآونة الأخيرة سمعنا كثيراً عن عبور الجيش التركي إلى عفرين وخاصة منطقة جدنريس، هل تلك الأقاويل صحيحة، وماذا فعل الجيش التركي بعد عبوره إلى كوردستان سوريا، هل هناك مخاوف من تكرار ذلك، وماهو موقف وحدات حماية الشعب من عبور الجيش التركي، وهل هناك توصيات أمريكية حول ذلك؟
سليمان: نعم هناك خروقات متكررة للدولة التركية لكوردستان سوريا، وتبدأ من الحصار المفروض علينا منذ خمس سنوات، بالإضافة إلى دفع المجاميع الإرهابية مثل داعش والنصرة وأحرار الشام والسلطان مراد وغيرها لمحاربتنا، فلتركيا فوبيا كوردية أوصلت نظام الحكم فيها إلى حالة من الهيستيريا والجنون، إلى درجة أنها قامت في الآونة الأخيرة بعبور حدود دولة أخرى، ففي ناحية "شية" قامت بقلع الآلاف من أشجار الزيتون ومنع الأهالي من الوصول لأراضيهم واستهدافهم بالأسلحة وقتل العديد من المواطنين، وكذلك استهداف مدينة عفرين وقراها بقصف مدفعي أدى إلى استشهاد العديد من المواطنين، كل ذلك يهدف بالأساس إلى إشغال قواتنا وتحركاتها بأمور لا نريد الالتهاء بها، رغم ذلك فإن استمرار الدولة التركية بممارسة سياسة معاداة الكورد وتجربتنا في كوردستان سوريا لن تظل بلا رد، وهي بالأساس تلقى الرد الخجول من بعض الدول والهيئات الدولية، ولكنها ليست بالمستوى المطلوب.
رووداو: هناك ادعاءات بخصوص حصول وحدات حماية الشعب على مساعدات عسكرية روسية في منطقة عفرين، ماذا تقولون بخصوص ذلك، ولو قدمت روسيا لكم مساعدات هل تتقبلونها؟
سليمان: نعم هناك ادعاءات كثيرة إلى حد الاتهامات، ومنها كما تفضلتم مسألة ترويج الدعم الروسي لعفرين، أو كما يقال إن هناك تقاسم أمريكي روسي في كوردستان سوريا، إنها بصراحة مجرد ادعاءات وما من شيء على أرض الواقع، إننا لن نتوانى في إقامة العلاقات مع كافة المجتمع الدولي، فنحن بأمس الحاجة إلى علاقات سليمة مبنية على أسس صحيحة نسمع من خلالها صوتنا للرأي العام العالمي، ولكن إن كان يقصد بالعلاقات بأنها "تبعية"، فهذا أمر مرفوض ونحن في غنى عنه، فروسيا دولة عظمى لها وزنها وثقلها على الساحة السياسية ولها مصالح في المنطقة، ويمكننا تطوير العلاقات معها، ولكن لم أسمع إلى الآن بدعم روسي لعفرين، في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لكل أشكال الدعم والمساندة، لأننا نحارب إرهاباً مدعوماً دولياً.
رووداو: ما هي حقيقة علاقتكم العسكرية بأمريكا، هل تلك مجرد علاقات تنسيق عسكري ضد داعش، أم هو اتفاق استراتيجي أمريكى كوردي في كوردستان سوريا؟
سليمان: إننا نأخذ مكاننا ضمن تحالف دولي معروف ضد الإرهاب، ولتخوف أبناء شعبنا ما يبرره، لأننا ككورد تاريخياً كنا دائماً ورقة رابحة مخبأة في أدراج مكاتب الكثير من القوى، تستخدم حسب الضرورة والحاجة، وعند الانتهاء منها يتعرض شعبنا لأسوأ الممارسات اللاإنسانية والوحشية، فالأتراك فعلوا ذلك وكذلك الإيرانيون والعرب، وخلال الثورة السورية أيضاً وجه الكل الدعوة لنا للوقوف إلى جانبهم، عبر الأغنية المعروفة والمقيتة، أين أنتم يا أحفاد صلاح الدين، فقلنا للجميع إن هذه الأغنية قديمة وبالية، إننا تجاوزنا تلك السياسة الخادعة، وقلنا للجميع إننا قبل كل شيء سنعمل لأجل الشعب الكوردي، ولمصلحة سوريا، فكان العداء رهيباً ولا يزال، وبناءً على ما تقدم فإن لعلاقتنا مع الأمريكان والتحالف الدولي مصلحة لنا ولهم، ونأمل أن تتطور هذه العلاقة إلى مستويات سياسية، وهذه ما تشير له بوصلة مستوى العلاقة بشكل عام، فالكورد اليوم أضحوا قوة على الأرض يأخذها الجميع في حساباتهم.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً