رووداو ديجيتال
أكّد الرئيس مسعود بارزاني، على ضرورة التزام بغداد بالدستور العراقي واحترام الشرعية الدستورية لإقليم كوردستان، رافضاً في الوقت ذاته الطريقة التي تتعامل بها بغداد في مسألة الرواتب.
وقال الرئيس مسعود بارزاني في كلمة له، اليوم الخميس (15 أيار 2025)، خلال مؤتمر وحدة اتحادي الطلبة والشبيبة للحزب الديمقراطي الكوردستاني: إن الحكم الديكتاتوري "لن ينجح أبداً"، وأن "أي طرف يريد أن يحكم في العراق بالأغلبية لن ينجح، ويجب إجراء تعداد سكاني شفاف إذا لم تنجح الشراكة".
فيما يخص قضية الرواتب، عبّر عن رفضه للطريقة التي تُعامل بها حكومة إقليم كوردستان، قائلاً: "لقد جعلوا الأمر وكأن الانتماء، ونضال، وكفاح هذا الشعب على مدى كل تلك السنين، وكل أولئك القادة الأبطال، وكل أولئك العظماء، وكل أولئك الشهداء، وكل عمليات الأنفال، والقصف الكيماوي، كانت كلها من أجل المطالبة بالرواتب".
الرئيس بارزاني نوّه إلى أن المسألة إذا كانت تنحصر في الرواتب، فإن "الحكومات السابقة كانت ستُقبّل أيدي الكورد وتكون ممتنة لهم"، معرباً عن الأسف لأن ذلك يجري بـ "وضوح وبتعليمات من بعض الأطراف الداخلية".
وشدد على ضرورة أن تُعامل "شرعية" إقليم كوردستان حيث "جرت انتخابات في أكتوبر الماضي، وأظهرت هذه الانتخابات ثقل كل طرف".
في هذا السياق، تابع: "إذا ذهب بعض الأشخاص لأي غرض كان، أو لأي سبب يقتنعون به، لتقديم شكوى أو اعتراض أو دعوى، فإن التعامل معهم خرق للدستور، خرق للشرعية، خرق لكل شيء. تعال وتعامل مع الإقليم".
ورأى أن "الهدف إذا كان يتمثل في أن الفيدرالية لم تعد موجودة، فليقولوا بصراحة: لم نعد مقتنعين بالفيدرالية، ولذلك يجب أن تكون هناك حكومة مركزية. وعندها، من يقبل ذلك فليقبله، ومن لا يقبله فسيتخذ قراره الخاص".
"وحده الغبار يأتينا بثلاثة أو عشرة أضعاف"
الرئيس بارزاني أشار إلى أن ما يُرسل من حصة إقليم كوردستان "لا يتجاوز القليل، وأحياناً يكون أقل من النصف".
ولفت إلى "أنهم كثيراً ما كانوا ضد تضمين مسألة القومية والدين والمذهب في الإحصاء الأخير. لكن إذا تحدثنا وفق عدد السكان، فإن نسبة سكان كوردستان في المناطق الواقعة حالياً تحت سيطرة حكومة الإقليم والبيشمركة تبلغ نحو 15٪، وهذه النسبة لا تشمل المناطق الخارجة عن إدارة الإقليم. ولو أُضيفت تلك المناطق أيضاً، فقد تصل نسبة الكورد إلى 25٪ أو أكثر من ذلك".
ومع ذلك، "لا يُعامل الإقليم على هذا الأساس. حتى المناطق الخاضعة لسلطة حكومة إقليم كوردستان لا تُعامل على أنها تمثل 15٪ أو 14٪، بل يتم التعامل معها على أساس أنها أقل من 10٪، إلا الغبار الذي يأتينا بثلاثة وعشرة أضعاف".
"بذلنا جهداً كبيراً لتوحيد صوت الكورد في سوريا"
بشأن الوضع في سوريا، قال الرئيس بارزاني: "بذلنا جهداً كبيراً لتوحيد صوت الكورد وموقفهم تجاه دمشق، وأن يتبنوا هم أيضاً طريق السلام".
وأردف: "كان يجب أن تُحل المشكلة في سوريا من خلال الدستور، وأن تنجح هذه العملية في تركيا أيضاً. نأمل أن تُحل جميع المشاكل مع إيران أيضاً، سواء الداخلية منها أو تلك المتعلقة بعلاقاتها مع أوروبا وأمريكا، حتى تستقر المنطقة بشكل عام ويتخلص هؤلاء الناس من كل هذا الألم والمعاناة التي يعيشونها".
"في الحقيقة، نحن نشعر بألم ومعاناة جميع الشعوب وليس نحن فقط. معاناتنا كبيرة جداً لكن معاناة الآخرين ليست قليلة أيضاً، لذلك نتمنى أن تتجه المنطقة بأكملها نحو السلام، نحو الوئام، نحو التفاهم"، أضاف الرئيس بارزاني.
وبدلاً من التخطيط ضد بعضهم البعض، وإرسال المخدرات لبعضهم البعض، وإرسال القنابل والصواريخ لبعضهم البعض"، دعا الرئيس بارزاني إلى أن "يرسلوا التكنولوجيا لبعضهم البعض، ولتقوَ العلاقات التجارية، وليعملوا معاً من أجل الجميع، وليتبنوا تلك السياسة، سياسة التعاون والتنسيق".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً