رووداو - أربيل
وصل وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الإثنين، 14 كانون الثاني، 2019، إلى بغداد، وبعد عقد عدة اجتماعات فيها سيتوجه إلى أربيل ليبدأ سلسلة من اللقاءات يوم غد الثلاثاء.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها شبكة رووداو الإعلامية إلى أن لودريان سيجتمع في أربيل مع الرئيس مسعود البارزاني ورئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني ومستشار مجلس أمن الإقليم، مسرور البارزاني.
وتعد فرنسا إحدى أهم دول الاتحاد الأوروبي، وهي إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ما يجعلها دولة ذات ثقل في المجتمع الدولي.
ولدى إقليم كوردستان وفرنسا علاقات تاريخية، خاصة بعد إصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 688 عام 1991 الذي تضمن فرض منطقة حظر طيران لحماية شعب إقليم كوردستان من هجمات نظام صدام حسين آنذاك.
وفي الحرب ضد داعش، لم تتوان باريس عن تقديم الدعم لأربيل وقوات البيشمركة، وفي إطار هذا الدعم زار الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا أولاند، عام 2014 إقليم كوردستان، ليكون أول رئيس يزور الإقليم ويجتمع مع كبار المسؤولين، وكرر الزيارة عام 2016.
وفي 12 آب 2014 دعا وزير الخارجية الفرنسي آنذاك، لوران فابيوس، وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، إلى عقد اجتماع طارئ، لبحث تهديدات داعش على إقليم كوردستان وسبل تقديم الدعم للإقليم.
ومع بداية اندلاع الحرب مع تنظيم داعش، تحدث الرئيس الفرنسي السابق هاتفياً مع مسعود البارزاني في الثالث عشر من آب 2014، بعد عدة أيام فقط من محاولة هجوم التنظيم على إقليم كوردستان، وأكد له أن الأسلحة الفرنسية ستصل الى قوات البيشمركة بأقرب وقت، وخلال العامين التاليين، أجرى وزير دفاع فرنسا إقليم كوردستان عدة مرات.
وفي حزيران 2016 وصلت قافلتان من المساعدات العسكرية الفرنسية إلى إقليم كوردستان، كانت تضم صواريخ من طراز MM90 ومئات الآلاف من قطع الرصاص والقنابل اليدوية والمناظير الليلية، بعد مرور شهرين من زيارة أجراها وزير الدفاع إلى الإقليم، اطلع خلالها على الاحتياجات العسكرية للبيشمركة.
وكان لفرنسا دوراً مهماً في تدريب قوات البيشمركة، ففي أيلول 2014 بدأت الحكومة الفرنسية بإرسال المستشارين العسكريين إلى إقليم كوردستان لتدريب البيشمركة في المعسكرات الخاصة، على استخدام الأسلحة الثقيلة والمتطورة في الحرب ضد داعش.
وفي مجال القوات الجوية، ساعدت فرنسا قوات البيشمركة، حيث شاركت في الحرب ضد داعش بـ10 مقاتلات حربية واستهدفت مواقع التنظيم بالقرب من حدود إقليم كوردستان، فيما أكد المسؤولون الفرنسيون وعلى رأسهم وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيين، في عدة مناسبات دعمهم لقوات البيشمركة خلال زيارات عديدة لإقليم كوردستان.
ومع تسنم ماكرون الرئاسة الفرنسية في آيار 2017، ظلت العلاقات بين أربيل وباريس وطيدة، وكان ماكرون أول رئيس دولة يطالب بحل الخلافات بين الحكومة العراقية وإقليم كوردستان عن طريق الحوار، وأعلن قصر الإليزيه استعداد الرئاسة الفرنسية للتوسط بين الجانبين.
وبعد إجراء استفتاء استقلال إقليم كوردستان في 25 أيلول 2017، أجرى الرئيس الفرنسي اتصالات هاتفية مع مسؤولي العراق وإقليم كوردستان وعبر عن قلقه إزاء التوترات الناشئة بين الطرفين.
وأكد ماكرون على ضرورة حل الخلافات بين حكومتي العراق وإقليم كوردستان عن طريق الحوار وكسر الحصار الذي كان مفروضاً على الإقليم.
وفي شهر تشرين الثاني، تلقى نيجيرفان البارزاني رسالة من رئيس فرنسا أكد الأخير فيه: "دعم حقوق شعب إقليم كوردستان في إطار العراق"، مؤكداً موقف بلاده الداعي للجوء إلى إلى المفاوضات السلمية.
واستقبل ماكرون نيجيرفان البارزاني في قصر الإليزيه، في 2 كانون الأول 2017، وقال في مؤتمر صحفي: "أكدت للسيد نيجيرفان البارزاني أن فرنسا ملتزمة بالتنفيذ الكامل للحقوق الدستورية لكورد العراق وتأسيس إدارة شاملة في هذا الإطار".
كما زار جان إيف لوديان أربيل في شباط 2018، في إطار جهود باريس لكسر الحصار الدبلوماسي على إقليم كوردستان. في ذلك الوقت.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً