رووداو ديجيتال
أكد المتحدث باسم جبهة الإنقاذ والتنمية، خالد الدبوني، أن الزيارة التي يجريها رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، إلى الإمارات حالياً، تعطي مؤشراً إيجابياً عن بغداد وأربيل، مبيناً أن دول الخليج تحاول أن تستعيد "العلاقة العربية مع العراق وأربيل من ضمن المظلة العراقية ولديها الاستعداد للتعاون والتنسيق وصولاً إلى التكامل الاقتصادي".
وقال الدبوني لشبكة رووداو الإعلامية إن "هذه الزيارة والزيارات السابقة تعطي مؤشراً ايجابياً بالنسبة للعراق وبالنسبة لأربيل"، مضيفاً أن "الإمارات سبقت الجميع بالدخول إلى كوردستان منذ 2007 ولولا داعش عام 2014 والاوضاع الأمنية لكان هناك طفرة أكبر بكثير في الاقليم بسبب السياسة الاقتصادية الناجحة في الاستثمار والتنمية".
وأشار إلى أن التقارب بين الجانبين "ليس وليد الصدفة هناك تقارب خليجي بشكل عام، وسياسة الانفتاح التي اتبعتها بغداد وأربيل منذ 2018 لها انعكاساتها على الواقع الاقتصادي والسياسي أيضاً الإيجابي في ظل التنافس الاقتصادي المحموم فهناك إيران وتركيا والصين التي لديها مشاريع ونظرة اقتصادية تحاول أن تنفذها في المنطقة وهذا يصب في مصلحة العراق ومن ضمنها كوردستان لتلبية احتياجات الشعب في كافة المستويات".
ومضى بالقول إن "هناك سياسة انفتاح في العراق ويقابلها أيضاً تعاون وتنسيق دول الخليج ومن ضمنها الإمارات، حيث تحاول دول الخليج أن تستعيد العلاقة العربية مع العراق وأربيل من ضمن المظلة العراقية ولديها الاستعداد للتعاون والتنسيق وصولاً إلى التكامل الاقتصادي ما بين الإمارات والعراق والسعودية والعراق".
وتابع أن الإخفاقات السياسية سابقاً أدت إلى التباعد السياسي والاقتصادي ما بين الطرفين "ونحن الآن في موقف جيد جداً من ناحية النوايا والأفعال على الأرض".
ووصل رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، إلى الإمارات أمس الجمعة، في مستهل زيارة رسمية تلبية لدعوة رسمية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ولفت الدبوني إلى أن "الزيارة تأتي بناء على دعوة من الامارات وبالتأكيد ستطرح رؤية ربما تكون سياسية وأتوقع أن تكون اقتصادية اكثر من السياسية للمرحلة المقبلة".
وحول تأثير العلاقات بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية على الانفتاح الخارجي، أشار إلى أنه "كلما تحسنت العلاقة ما بين بغداد والإمارات فإن ذلك سينعكس إيجاباً على العلاقة ما بين أربيل والإمارات، وهذا التوافق السياسي سيطرح نفسه كفاعل سياسي جديد في المنطقة وفي إقليم كوردستان".
وذكر أن "الدعم المتبادل ما بين بغداد وأربيل باتجاه السياسة الخارجية يصب في مصلحة الطرفين وكلما كان هناك تنسيق وتعاون ما بين الاثنين مع الأطراف الخارجية ستكون هناك مخرجات إيجابية على الأرض مع الأخذ بنظر الاعتبار على الرغم أنه لا زال هناك بعض المشاكل العالقة فلحد الآن الموازنة لم تلب احتياجات جميع المحافظات لحد الآن وهناك مشاكل في التمويل لكن بالرغم من ذلك وجود النية السليمة بين الطرفين يدعونا إلى التفاؤل والنظر بإيجابية إلى المرحلة المقبلة".
وبشأن الانفتاح على الدول العربية، أوضح الدبوني أن "الأحزاب السنية كانت دائماً تحاول إيجاد التقارب بين الدول العربية والعراق، وكنا نحاول أن نشرك الدول العربية فيما يسمى بالمعادلة السياسية داخل العراق ولكن للأسف كانت تجابه بالصد والرفض سواء كان بسبب هذا الطرف أو ذاك، وبعد تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش بالتحديد في 2018 تغيرت الرؤية في بغداد وأصبح هناك دعم من قبل بغداد للأحزاب السنية في التقارب مع الدول العربية وكانت هي ما يسمى بقناة الاتصال ما بين الدول العربية وبغداد".
وأردف قائلاً: "أسفر ذلك عن فعل جيد فهناك تقارب سعودي واماراتي وقطري أيضاً مع العراق إضافة إلى مجلس التعاون الذي يضم مصر والعراق والأردن أيضاً وهناك الكثير من الاتفاقيات التي أبرمت وأنجزت ما بين هذه الدول وننتظر فقط ان تكون هذه الاتفاقيات يخرج لها آليات لتنفيذها على الأرض"، مبيناً أنه "لحد الآن هناك عدم فاعلية لتنفيذ هذه الاتفاقيات نحتاج للجدية أكثر لتفعيلها على الأرض لمصلحة دول المنطقة ومن بينها بالتأكيد إقليم كوردستان".
واليوم السبت، عقد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اجتماعاً مع ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، محمد بن زايد، في إطار الزيارة الرسمية التي يجريها إلى الإمارات.
وأفاد موفد شبكة رووداو الإعلامية إلى أبو ظبي، هلكوت عزيز بأن نيجيرفان بارزاني ومحمد بن زايد يبحثان في اجتماعها المنعقد حالياً سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وتوسيع مجالات الشراكة والتعاون بين إقليم كوردستان والعراق وبين الإمارات.
وكان نيجيرفان بارزاني وصل في زيارة رسمية إلى أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة يوم أمس الجمعة 11 حزيران 2021، وكان في استقباله بمطار البطين وزير الدولة أحمد علي الصايغ والسفير العراقي مزهر الجبوري والقنصل العام الإماراتي في إقليم كوردستان.
وتعد الإمارات، بعد تركيا وإيران والصين، الشريك التجاري الرابع لإقليم كوردستان ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين مليار دولار في السنة، وتأتي هذه الزيارة بينما توجد بإقليم كوردستان 120 شركة إماراتية يبلغ حجم استثماراتها السنوية ثلاثة مليارات دولار.
وكان رئيس إقليم كوردستان استقبل في الثالث من أيار المنصرم، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة أحمد إبراهيم الظاهري، الذي حمل إليه تحيات رئيس ورئيس وزراء وولي عهد أبو ظبي وسلمه دعوة رسمية لزيارة دولة الإمارات موجهة من ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي عبر من خلالها عن الرغبة في تنمية العلاقات في كل المجالات مع إقليم كوردستان.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً