رووداو ديجيتال
أعلن حزب العمال الكوردستاني عن قرارات مؤتمره الاستثنائي الثاني عشر، التي تضمنت "حلّ البنية التنظيمية للحزب وإنهاء الكفاح المسلح، وبالتالي إنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس تحت اسم PKK".
الحزب أوضح في بيان، اليوم الاثنين (12 أيار 2025)، أن المؤتمر انعقد "في ظل العملية التي بدأت بإعلان القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط، ومن خلال دراسته متعددة الجوانب والرؤى التي قدّمها بطرق وأساليب مختلفة".
كما أكد أن انعقاد المؤتمر أُنجز بـ"نجاح وبشكل آمن، حيث أُجري في منطقتين مختلفتين بشكل متزامن لأسباب أمنية. وشارك فيه ما مجموعه 232 مندوباً".
"إنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس باسم PKK"
رأى المؤتمر أن "نضال الحزب قد كسر سياسات الإنكار والإبادة المفروضة على شعبنا، وأوصل القضية الكوردية إلى مرحلة قابلة للحل عبر السياسة الديمقراطية، وبهذا أكمل مهمته التاريخية".
وفي هذا الإطار، "اتخذ المؤتمر قرار حلّ البنية التنظيمية لـ PKK وإنهاء الكفاح المسلح، على أن تتم إدارة وتنفيذ عملية التطبيق من قبل القائد عبد الله أوجلان، منهياً بذلك الأنشطة التي كانت تُمارس تحت اسم PKK".
حزب العمال الكوردستاني، أكد أن القرارات التي اتُخذت في المؤتمر الثاني عشر، "تشكّل انتقالاً قوياً إلى النضال السياسي الديمقراطي، وستسهم في تطوير مستقبل شعوبنا على أساس الحرية والمساواة".
وشدد على أن قرار المؤتمر بشأن حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح "يُشكّل أرضية قوية للسلام الدائم والحلّ الديمقراطي. ويتطلب تنفيذ هذه القرارات أن يُمنح القائد أوجلان حق إدارة وتوجيه المرحلة، وأن يُعترف بحقّه في العمل السياسي، وأن تُوفّر ضمانات قانونية شاملة".
الحزب أكد كذلك أهمية أن يتحمل يتحمّل البرلمان التركي "مسؤوليته التاريخية" في هذه المرحلة، داعياً الحكومة، والمعارضة الرئيسية، وجميع الأحزاب الممثَّلة في البرلمان، ومنظمات المجتمع المدني، والجماعات الدينية، والمؤسسات الإعلامية الديمقراطية، والشخصيات المجتمعية، والمثقفين، والأكاديميين، والفنانين، والنقابات العمالية، ومنظمات النساء والشباب، والحركات البيئية، لـ "تحمّل مسؤولياتهم والمشاركة في هذه المرحلة".
أدناه نص البيان:
"في ظل العملية التي بدأت بإعلان القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط، ومن خلال دراسته متعددة الجوانب والرؤى التي قدّمها بطرق وأساليب مختلفة، عُقد مؤتمر حزبنا الثاني عشر في الفترة بين 5 و7 أيار، واكتمل بنجاح.
وقد تم تنظيم المؤتمر في ظروف صعبة، في ظل استمرار الاشتباكات، وتواصل الهجمات البرية والجوية، والحصار المفروض على مناطقنا إلى جانب الحظر الذي تفرضه البارتي (الحزب الديمقراطي الكوردستاني). ومع ذلك، أُنجز المؤتمر بنجاح وبشكل آمن، حيث أُجري في منطقتين مختلفتين بشكل متزامن لأسباب أمنية. وشارك فيه ما مجموعه 232 مندوباً. وقد ناقش المؤتمر قضايا القيادة، الشهداء، الجرحى، الكيان التنظيمي لحزب العمال الكوردستاني، أسلوب الكفاح المسلح، وبناء المجتمع الديمقراطي، واتخذ قرارات تاريخية تعبّر عن الدخول في مرحلة جديدة لحركتنا من أجل الحرية.
إنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس باسم PKK
رأى المؤتمر الاستثنائي الثاني عشر لـ PKK أن نضال الحزب قد كسر سياسات الإنكار والإبادة المفروضة على شعبنا، وأوصل القضية الكوردية إلى مرحلة قابلة للحل عبر السياسة الديمقراطية، وبهذا أكمل مهمته التاريخية. وفي هذا الإطار، اتخذ المؤتمر قرار حلّ البنية التنظيمية لـ PKK وإنهاء الكفاح المسلح، على أن تتم إدارة وتنفيذ عملية التطبيق من قبل القائد عبد الله أوجلان، منهياً بذلك الأنشطة التي كانت تُمارس تحت اسم PKK.
لقد ظهر حزبنا، PKK، على مسرح التاريخ كحركة تحررية لشعبنا ضد سياسات الإنكار والإبادة التي تستند إلى معاهدة لوزان ودستور 1924. وقد تأثر عند نشأته بالاشتراكية الواقعية، وتبنّى مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، وخاض نضالاً مشروعاً وعادلاً على أساس استراتيجية الكفاح المسلح. وتشكّل الحزب في ظل سياسات الإنكار والإبادة والاضطهاد والتذويب التي سادت آنذاك. ومنذ عام 1978، خاض نضال الحرية بهدف إثبات الوجود الكوردي وفرض القضية الكوردية كأحد الحقائق الأساسية في تركيا. وبفضل هذا النضال الناجح، تمكّن شعبنا من إنجاز ثورة البعث، وأصبح رمزاً لأمل الحرية والسعي إلى حياة كريمة لدى شعوب المنطقة.
في ظل التطورات الكبرى لثورة البعث في تسعينيات القرن الماضي، نشأت لدى رئيس الجمهورية التركية آنذاك، تورغوت أوزال، رغبة في حل القضية الكوردية عبر السبل السياسية. واستجاب القائد عبد الله أوجلان لتلك الرغبة بإعلانه وقف إطلاق النار في 17 آذار 1993، ما شكّل بداية مرحلة جديدة. لكن التأثيرات الثقيلة للاشتراكية الواقعية، والتوجهات الفوضوية التي فُرضت على خطّنا القتالي، إضافة إلى تصفية الدولة العميقة لتورغوت أوزال ورفاقه، وتمسكها بسياسات الإنكار والإبادة وتصعيد الحرب، كلها أدّت إلى إفشال هذه المرحلة الجديدة. فقد أُحرقت آلاف القرى، وتم تهجير ملايين الكورد، واعتُقل عشرات الآلاف منهم تحت التعذيب، فيما جرى اغتيال الآلاف منهم بطرق مجهولة. في المقابل، واصلَت حركة الحرية الكوردية توسعها كمّاً ونوعاً، وانتشر القتال من قبل الكريلا إلى كوردستان وتركيا. وقد أدّى تأثير هذا الكفاح إلى انتفاضات شعبية كوردية، ما جعل الحرب الخيار الأساسي للطرفين، دون القدرة على تجاوز هذا الواقع. وبهذا فشلت جهود القائد أوجلان في إيجاد حلّ ديمقراطي وسلمي للقضية الكوردية.
إعادة تنظيم العلاقات الكوردية – التركية باتت حتمية
دخلت القضية مرحلة جديدة مع المؤامرة الدولية في 15 شباط 1999. وقد تمكّن القائد أوجلان، بفضل تضحياته وجهوده الكبيرة، من منع اندلاع حرب كوردية – تركية كانت من أهداف تلك المؤامرة. ورغم بقائه في نظام العزلة والتعذيب والإبادة في إيمرالي، فقد واصل إصراره على الحلّ الديمقراطي والسلمي للقضية الكوردية. وقد ناضل طوال 27 عاماً ضد نظام الإبادة في إيمرالي، وتمكّن من إفشال المؤامرة الدولية من خلال تطويره لنظرية المجتمع الديمقراطي، البيئي، المحرَّر من الذكورية، مقدّماً بذلك بديلاً ملموساً لنظام الحرية من أجل شعبنا والنساء والبشرية المضطهدة.
وتماشياً مع رؤيته لحلّ القضية الكوردية، تبنّى القائد أوجلان منظور "تركيا الديمقراطية" و"الأمة الديمقراطية" على أساس العودة إلى ما قبل معاهدة لوزان ودستور 1924، حيث كانت العلاقة بين الكورد والترك قائمة على "الوطن المشترك" و"الشراكة التأسيسية". وأظهرت الثورات الكوردية على مدى تاريخ الجمهورية، والديالكتيك التاريخي للعلاقة الكوردية – التركية الممتدة لألف عام، والنضال القيادي طوال 52 عاماً، أنّ الحل لا يمكن أن يتحقق إلا على أساس الوطن المشترك والمواطنة المتساوية. كما أن التطورات الإقليمية في إطار الحرب العالمية الثالثة تُحتم إعادة تنظيم العلاقات الكوردية – التركية.
شعبنا سيفهم قرار حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح أكثر من أي طرف آخر
لقد شارك شعبنا الشريف في مسيرة القيادة وPKK على مدى 52 عاماً، وواجه سياسات الإنكار والإبادة والتذويب بتضحيات جسام. وهو اليوم على وعي أكبر بقضية السلام والمجتمع الديمقراطي، وسيتحمّل مسؤوليات المرحلة الجديدة بشكل منظم وواعٍ. ونحن واثقون من أن شعبنا سيفهم قرار حلّ PKK وإنهاء أسلوب الكفاح المسلح أكثر من أي طرف آخر، وسينخرط في مهام المرحلة الجديدة القائمة على بناء المجتمع الديمقراطي والنضال السياسي.
إن تشكيل الشعب الكوردي، بقيادة النساء والشباب، لهيئاته الذاتية في كل مجالات الحياة، وتنظيم نفسه على أساس الاكتفاء الذاتي بلغاته وهوياته وثقافته، وقدرته على الدفاع عن نفسه في مواجهة الهجمات، وبناؤه لمجتمع ديمقراطي كومونالي بروح التعبئة، كلها مسائل ذات أهمية حيوية. ونحن نؤمن بأن الأحزاب السياسية الكوردية، والمنظمات الديمقراطية، والقيادات المجتمعية، سيتحمّلون مسؤولياتهم في تطوير الديمقراطية الكوردية وتحقيق الأمة الديمقراطية الكوردية.
إن القرارات التي اتُخذت في المؤتمر الثاني عشر، تشكّل انتقالاً قوياً إلى النضال السياسي الديمقراطي، وستسهم في تطوير مستقبل شعوبنا على أساس الحرية والمساواة. وإن الطبقات الفقيرة والكادحة، وجميع الطوائف الدينية، والنساء، والشباب، والعمال، والفلاحين، وكل الشرائح المهمشة عن السلطة، سيتولّون الدفاع عن حقوقهم والمشاركة في بناء الحياة المشتركة في بيئة عادلة وديمقراطية.
ندعو الجميع للانضمام إلى مسيرة السلام والمجتمع الديمقراطي
إن قرار المؤتمر بشأن حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح يُشكّل أرضية قوية للسلام الدائم والحلّ الديمقراطي. ويتطلب تنفيذ هذه القرارات أن يُمنح القائد أوجلان حق إدارة وتوجيه المرحلة، وأن يُعترف بحقّه في العمل السياسي، وأن تُوفّر ضمانات قانونية شاملة. ومن المهم في هذه المرحلة أن يتحمّل البرلمان التركي مسؤوليته التاريخية. كما ندعو الحكومة، والمعارضة الرئيسية، وجميع الأحزاب الممثَّلة في البرلمان، ومنظمات المجتمع المدني، والجماعات الدينية، والمؤسسات الإعلامية الديمقراطية، والشخصيات المجتمعية، والمثقفين، والأكاديميين، والفنانين، والنقابات العمالية، ومنظمات النساء والشباب، والحركات البيئية، لتحمّل مسؤولياتهم والمشاركة في هذه المرحلة.
إن احتضان قوى اليسار والاشتراكيين في تركيا، والهياكل الثورية، والأشخاص والمنظمات الثورية، لمسيرة السلام والمجتمع الديمقراطي، سيُعزز من نضال الشعوب والنساء والمضطهدين، ويمنحها بُعداً جديداً. فهذا يعني تحقيق أهداف الثوار الكبار الذين كانت كلماتهم الأخيرة: "عاش تضامن الشعبين التركي والكوردي وتركيا المستقلة تماماً!"
يمثّل هذا المسار الجديد من نضالنا الاشتراكي والديمقراطي ما أسميناه بـ"الاشتراكية المجتمعية الديمقراطية"، التي ستتطور بالتوازي مع حركة الديمقراطية العالمية لبناء عالم أكثر عدالة ومساواة. ومن هذا المنطلق، ندعو أصدقاءنا الذين يقودون "الحملة العالمية من أجل الحرية" إلى تعميق التضامن الأممي في إطار نظرية الحداثة الديمقراطية.
وندعو القوى الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه سياسات الإبادة التي استمرت لمئة عام ضد شعبنا، وعدم عرقلة الحلّ الديمقراطي، وتقديم مساهمات بنّاءة في العملية.
نُعلن استشهاد الرفيقين علي حيدر كايتان ورِضا ألطن
في المؤتمر الثاني عشر الذي عُقد بدعوة من قائدنا، أُعلن استشهاد القيادي في الحزب فؤاد – علي حيدر كايتان بتاريخ 3 تموز 2018، واستشهاد رفيقه رِضا ألطن بتاريخ 25 أيلول 2019. وقد اعتُبر الرفيق فؤاد – علي حيدر كايتان، أحد القادة المؤسسين لـ PKK، رمزاً لـ"الوفاء للقيادة والحقيقة والحياة المقدسة"، كما اعتُبر رِضا ألطن، أحد أوائل رفاق درب القائد أوجلان، رمزاً لـ"رفقة درب الحرية".
وقد أهدى المؤتمر الثاني عشر التاريخي لحركتنا التحررية إلى هذين الشهيدين الكبيرين اللذين شاركا في النضال منذ بدايته وحتى يوم استشهادهما دون انقطاع. ونُجدّد في شخصيهما وعدنا لكل شهدائنا بمواصلة درب النصر، ونُعبّر عن عزمنا على تحقيق أحلام شهيد السلام والديمقراطية الرفيق سرّه سُريّا أوندر.
الاشتراكية القومية مصيرها الهزيمة... الاشتراكية المجتمعية الديمقراطية سبيل النصر!
الإصرار على الإنسانية هو الإصرار على الاشتراكية!
يحيا القائد آبو!".
أعلن حزب العمال الكوردستاني عن قرارات مؤتمره الاستثنائي الثاني عشر، التي تضمنت "حلّ البنية التنظيمية للحزب وإنهاء الكفاح المسلح، وبالتالي إنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس تحت اسم PKK".
الحزب أوضح في بيان، اليوم الاثنين (12 أيار 2025)، أن المؤتمر انعقد "في ظل العملية التي بدأت بإعلان القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط، ومن خلال دراسته متعددة الجوانب والرؤى التي قدّمها بطرق وأساليب مختلفة".
كما أكد أن انعقاد المؤتمر أُنجز بـ"نجاح وبشكل آمن، حيث أُجري في منطقتين مختلفتين بشكل متزامن لأسباب أمنية. وشارك فيه ما مجموعه 232 مندوباً".
"إنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس باسم PKK"
رأى المؤتمر أن "نضال الحزب قد كسر سياسات الإنكار والإبادة المفروضة على شعبنا، وأوصل القضية الكوردية إلى مرحلة قابلة للحل عبر السياسة الديمقراطية، وبهذا أكمل مهمته التاريخية".
وفي هذا الإطار، "اتخذ المؤتمر قرار حلّ البنية التنظيمية لـ PKK وإنهاء الكفاح المسلح، على أن تتم إدارة وتنفيذ عملية التطبيق من قبل القائد عبد الله أوجلان، منهياً بذلك الأنشطة التي كانت تُمارس تحت اسم PKK".
حزب العمال الكوردستاني، أكد أن القرارات التي اتُخذت في المؤتمر الثاني عشر، "تشكّل انتقالاً قوياً إلى النضال السياسي الديمقراطي، وستسهم في تطوير مستقبل شعوبنا على أساس الحرية والمساواة".
وشدد على أن قرار المؤتمر بشأن حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح "يُشكّل أرضية قوية للسلام الدائم والحلّ الديمقراطي. ويتطلب تنفيذ هذه القرارات أن يُمنح القائد أوجلان حق إدارة وتوجيه المرحلة، وأن يُعترف بحقّه في العمل السياسي، وأن تُوفّر ضمانات قانونية شاملة".
الحزب أكد كذلك أهمية أن يتحمل يتحمّل البرلمان التركي "مسؤوليته التاريخية" في هذه المرحلة، داعياً الحكومة، والمعارضة الرئيسية، وجميع الأحزاب الممثَّلة في البرلمان، ومنظمات المجتمع المدني، والجماعات الدينية، والمؤسسات الإعلامية الديمقراطية، والشخصيات المجتمعية، والمثقفين، والأكاديميين، والفنانين، والنقابات العمالية، ومنظمات النساء والشباب، والحركات البيئية، لـ "تحمّل مسؤولياتهم والمشاركة في هذه المرحلة".
أدناه نص البيان:
"في ظل العملية التي بدأت بإعلان القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط، ومن خلال دراسته متعددة الجوانب والرؤى التي قدّمها بطرق وأساليب مختلفة، عُقد مؤتمر حزبنا الثاني عشر في الفترة بين 5 و7 أيار، واكتمل بنجاح.
وقد تم تنظيم المؤتمر في ظروف صعبة، في ظل استمرار الاشتباكات، وتواصل الهجمات البرية والجوية، والحصار المفروض على مناطقنا إلى جانب الحظر الذي تفرضه البارتي (الحزب الديمقراطي الكوردستاني). ومع ذلك، أُنجز المؤتمر بنجاح وبشكل آمن، حيث أُجري في منطقتين مختلفتين بشكل متزامن لأسباب أمنية. وشارك فيه ما مجموعه 232 مندوباً. وقد ناقش المؤتمر قضايا القيادة، الشهداء، الجرحى، الكيان التنظيمي لحزب العمال الكوردستاني، أسلوب الكفاح المسلح، وبناء المجتمع الديمقراطي، واتخذ قرارات تاريخية تعبّر عن الدخول في مرحلة جديدة لحركتنا من أجل الحرية.
إنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس باسم PKK
رأى المؤتمر الاستثنائي الثاني عشر لـ PKK أن نضال الحزب قد كسر سياسات الإنكار والإبادة المفروضة على شعبنا، وأوصل القضية الكوردية إلى مرحلة قابلة للحل عبر السياسة الديمقراطية، وبهذا أكمل مهمته التاريخية. وفي هذا الإطار، اتخذ المؤتمر قرار حلّ البنية التنظيمية لـ PKK وإنهاء الكفاح المسلح، على أن تتم إدارة وتنفيذ عملية التطبيق من قبل القائد عبد الله أوجلان، منهياً بذلك الأنشطة التي كانت تُمارس تحت اسم PKK.
لقد ظهر حزبنا، PKK، على مسرح التاريخ كحركة تحررية لشعبنا ضد سياسات الإنكار والإبادة التي تستند إلى معاهدة لوزان ودستور 1924. وقد تأثر عند نشأته بالاشتراكية الواقعية، وتبنّى مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، وخاض نضالاً مشروعاً وعادلاً على أساس استراتيجية الكفاح المسلح. وتشكّل الحزب في ظل سياسات الإنكار والإبادة والاضطهاد والتذويب التي سادت آنذاك. ومنذ عام 1978، خاض نضال الحرية بهدف إثبات الوجود الكوردي وفرض القضية الكوردية كأحد الحقائق الأساسية في تركيا. وبفضل هذا النضال الناجح، تمكّن شعبنا من إنجاز ثورة البعث، وأصبح رمزاً لأمل الحرية والسعي إلى حياة كريمة لدى شعوب المنطقة.
في ظل التطورات الكبرى لثورة البعث في تسعينيات القرن الماضي، نشأت لدى رئيس الجمهورية التركية آنذاك، تورغوت أوزال، رغبة في حل القضية الكوردية عبر السبل السياسية. واستجاب القائد عبد الله أوجلان لتلك الرغبة بإعلانه وقف إطلاق النار في 17 آذار 1993، ما شكّل بداية مرحلة جديدة. لكن التأثيرات الثقيلة للاشتراكية الواقعية، والتوجهات الفوضوية التي فُرضت على خطّنا القتالي، إضافة إلى تصفية الدولة العميقة لتورغوت أوزال ورفاقه، وتمسكها بسياسات الإنكار والإبادة وتصعيد الحرب، كلها أدّت إلى إفشال هذه المرحلة الجديدة. فقد أُحرقت آلاف القرى، وتم تهجير ملايين الكورد، واعتُقل عشرات الآلاف منهم تحت التعذيب، فيما جرى اغتيال الآلاف منهم بطرق مجهولة. في المقابل، واصلَت حركة الحرية الكوردية توسعها كمّاً ونوعاً، وانتشر القتال من قبل الكريلا إلى كوردستان وتركيا. وقد أدّى تأثير هذا الكفاح إلى انتفاضات شعبية كوردية، ما جعل الحرب الخيار الأساسي للطرفين، دون القدرة على تجاوز هذا الواقع. وبهذا فشلت جهود القائد أوجلان في إيجاد حلّ ديمقراطي وسلمي للقضية الكوردية.
إعادة تنظيم العلاقات الكوردية – التركية باتت حتمية
دخلت القضية مرحلة جديدة مع المؤامرة الدولية في 15 شباط 1999. وقد تمكّن القائد أوجلان، بفضل تضحياته وجهوده الكبيرة، من منع اندلاع حرب كوردية – تركية كانت من أهداف تلك المؤامرة. ورغم بقائه في نظام العزلة والتعذيب والإبادة في إيمرالي، فقد واصل إصراره على الحلّ الديمقراطي والسلمي للقضية الكوردية. وقد ناضل طوال 27 عاماً ضد نظام الإبادة في إيمرالي، وتمكّن من إفشال المؤامرة الدولية من خلال تطويره لنظرية المجتمع الديمقراطي، البيئي، المحرَّر من الذكورية، مقدّماً بذلك بديلاً ملموساً لنظام الحرية من أجل شعبنا والنساء والبشرية المضطهدة.
وتماشياً مع رؤيته لحلّ القضية الكوردية، تبنّى القائد أوجلان منظور "تركيا الديمقراطية" و"الأمة الديمقراطية" على أساس العودة إلى ما قبل معاهدة لوزان ودستور 1924، حيث كانت العلاقة بين الكورد والترك قائمة على "الوطن المشترك" و"الشراكة التأسيسية". وأظهرت الثورات الكوردية على مدى تاريخ الجمهورية، والديالكتيك التاريخي للعلاقة الكوردية – التركية الممتدة لألف عام، والنضال القيادي طوال 52 عاماً، أنّ الحل لا يمكن أن يتحقق إلا على أساس الوطن المشترك والمواطنة المتساوية. كما أن التطورات الإقليمية في إطار الحرب العالمية الثالثة تُحتم إعادة تنظيم العلاقات الكوردية – التركية.
شعبنا سيفهم قرار حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح أكثر من أي طرف آخر
لقد شارك شعبنا الشريف في مسيرة القيادة وPKK على مدى 52 عاماً، وواجه سياسات الإنكار والإبادة والتذويب بتضحيات جسام. وهو اليوم على وعي أكبر بقضية السلام والمجتمع الديمقراطي، وسيتحمّل مسؤوليات المرحلة الجديدة بشكل منظم وواعٍ. ونحن واثقون من أن شعبنا سيفهم قرار حلّ PKK وإنهاء أسلوب الكفاح المسلح أكثر من أي طرف آخر، وسينخرط في مهام المرحلة الجديدة القائمة على بناء المجتمع الديمقراطي والنضال السياسي.
إن تشكيل الشعب الكوردي، بقيادة النساء والشباب، لهيئاته الذاتية في كل مجالات الحياة، وتنظيم نفسه على أساس الاكتفاء الذاتي بلغاته وهوياته وثقافته، وقدرته على الدفاع عن نفسه في مواجهة الهجمات، وبناؤه لمجتمع ديمقراطي كومونالي بروح التعبئة، كلها مسائل ذات أهمية حيوية. ونحن نؤمن بأن الأحزاب السياسية الكوردية، والمنظمات الديمقراطية، والقيادات المجتمعية، سيتحمّلون مسؤولياتهم في تطوير الديمقراطية الكوردية وتحقيق الأمة الديمقراطية الكوردية.
إن القرارات التي اتُخذت في المؤتمر الثاني عشر، تشكّل انتقالاً قوياً إلى النضال السياسي الديمقراطي، وستسهم في تطوير مستقبل شعوبنا على أساس الحرية والمساواة. وإن الطبقات الفقيرة والكادحة، وجميع الطوائف الدينية، والنساء، والشباب، والعمال، والفلاحين، وكل الشرائح المهمشة عن السلطة، سيتولّون الدفاع عن حقوقهم والمشاركة في بناء الحياة المشتركة في بيئة عادلة وديمقراطية.
ندعو الجميع للانضمام إلى مسيرة السلام والمجتمع الديمقراطي
إن قرار المؤتمر بشأن حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح يُشكّل أرضية قوية للسلام الدائم والحلّ الديمقراطي. ويتطلب تنفيذ هذه القرارات أن يُمنح القائد أوجلان حق إدارة وتوجيه المرحلة، وأن يُعترف بحقّه في العمل السياسي، وأن تُوفّر ضمانات قانونية شاملة. ومن المهم في هذه المرحلة أن يتحمّل البرلمان التركي مسؤوليته التاريخية. كما ندعو الحكومة، والمعارضة الرئيسية، وجميع الأحزاب الممثَّلة في البرلمان، ومنظمات المجتمع المدني، والجماعات الدينية، والمؤسسات الإعلامية الديمقراطية، والشخصيات المجتمعية، والمثقفين، والأكاديميين، والفنانين، والنقابات العمالية، ومنظمات النساء والشباب، والحركات البيئية، لتحمّل مسؤولياتهم والمشاركة في هذه المرحلة.
إن احتضان قوى اليسار والاشتراكيين في تركيا، والهياكل الثورية، والأشخاص والمنظمات الثورية، لمسيرة السلام والمجتمع الديمقراطي، سيُعزز من نضال الشعوب والنساء والمضطهدين، ويمنحها بُعداً جديداً. فهذا يعني تحقيق أهداف الثوار الكبار الذين كانت كلماتهم الأخيرة: "عاش تضامن الشعبين التركي والكوردي وتركيا المستقلة تماماً!"
يمثّل هذا المسار الجديد من نضالنا الاشتراكي والديمقراطي ما أسميناه بـ"الاشتراكية المجتمعية الديمقراطية"، التي ستتطور بالتوازي مع حركة الديمقراطية العالمية لبناء عالم أكثر عدالة ومساواة. ومن هذا المنطلق، ندعو أصدقاءنا الذين يقودون "الحملة العالمية من أجل الحرية" إلى تعميق التضامن الأممي في إطار نظرية الحداثة الديمقراطية.
وندعو القوى الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه سياسات الإبادة التي استمرت لمئة عام ضد شعبنا، وعدم عرقلة الحلّ الديمقراطي، وتقديم مساهمات بنّاءة في العملية.
نُعلن استشهاد الرفيقين علي حيدر كايتان ورِضا ألطن
في المؤتمر الثاني عشر الذي عُقد بدعوة من قائدنا، أُعلن استشهاد القيادي في الحزب فؤاد – علي حيدر كايتان بتاريخ 3 تموز 2018، واستشهاد رفيقه رِضا ألطن بتاريخ 25 أيلول 2019. وقد اعتُبر الرفيق فؤاد – علي حيدر كايتان، أحد القادة المؤسسين لـ PKK، رمزاً لـ"الوفاء للقيادة والحقيقة والحياة المقدسة"، كما اعتُبر رِضا ألطن، أحد أوائل رفاق درب القائد أوجلان، رمزاً لـ"رفقة درب الحرية".
وقد أهدى المؤتمر الثاني عشر التاريخي لحركتنا التحررية إلى هذين الشهيدين الكبيرين اللذين شاركا في النضال منذ بدايته وحتى يوم استشهادهما دون انقطاع. ونُجدّد في شخصيهما وعدنا لكل شهدائنا بمواصلة درب النصر، ونُعبّر عن عزمنا على تحقيق أحلام شهيد السلام والديمقراطية الرفيق سرّه سُريّا أوندر.
الاشتراكية القومية مصيرها الهزيمة... الاشتراكية المجتمعية الديمقراطية سبيل النصر!
الإصرار على الإنسانية هو الإصرار على الاشتراكية!
يحيا القائد آبو!".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً