رووداو ديجيتال
يعمل مركز أوركيش في قامشلو، منذ افتتاحه قبل ستة أشهر، على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي لأطفال مسلحي داعش من الأجانب، وهم 50 طفلاً، بهدف تهيئتهم لـ "تقبل الآخرين والاندماج في مجتمعاتهم مستقبلاً".
داخل المركز المتخصص في شمال شرق سوريا، يلعب أطفال كرة القدم بينما يستمع آخرون لدروس باللغتين الإنكليزية أو العربية، في إطار مساعي الإدارة الذاتية لإعادة تأهيل ابناء مسلحي داعش بعيداً عن التنظيم.
مركز أوركيش للتأهيل والإصلاح قرب مدينة قامشلو المخصص للأطفال الأجانب، هو الثاني من نوعه في مناطق شمال شرق سوريا.
يقول مدير مشروع إعادة التأهيل آراس درويش لوكالة فرانس برس إن هدف المركز هو "تهيئة الأطفال لناحية تقبّل الآخرين والاندماج في مجتمعاتهم مستقبلاً والعيش بشكل أفضل وسليم، والتصرف في المجتمع في السياق الطبيعي".
يضم المركز الذي افتتح قبل ستة أشهر أكثر من 50 طفلاً من جنسيات عدة، بينها الألمانية والفرنسية والبريطانية والأميركية، نقلوا من سجن غويران الذي شهد قبل أكثر من عام هجوماً للتنظيم أودى بحياة المئات، كما من مخيمي روج والهول حيث تُحتجز عائلات مسلحي داعش.
ويقدم المركز دعماً نفسياً لأطفال ذكور تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً. وتتنوّع الدروس بين اللغتين العربية والإنكليزية والرياضيات والرسم وحتى الموسيقى. كما يتدرّب الأطفال على لعبة الشطرنج ويُسمح لهم بمشاهدة أفلام وثائقية ورسوم متحركة.
يوضح درويش أن هدفهم هو "تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي"، مشيراً على سبيل المثال إلى أن دروس الرسم تساعدهم على التعبير عما يدور داخلهم، وعن صور وذكريات.
بدورها تشرح المرشدة النفسية في المركز ريم الحسن (28 عاماً)، أن هناك "فرقاً كبيراً بين ما كان عليه الأطفال لدى مجيئهم واليوم. في البداية، لم يكن لديهم تواصل بصري ورفض بعضهم تلقي دروس من معلمات".
وتوضح أن "الوضع اليوم أفضل، نشهد تحسناً تدريجياً وإن بطيئاً"، مضيفة: "نقدم الدعم النفسي من خلال جلسات جماعية وأخرى فردية، من أجل تجاوز القاسم المشترك بين جميع الأطفال وهو التشدد".
يتألف مركز أوركيش المحاط بكاميرات مراقبة ويخضع لحراسة أمنية مشددة، من مبنى رئيسي من طبقتين تضمان قاعات التدريس وغرف نوم وصالات ترفيه. وتجاور المبنى غرف للطعام.
يشكل مصير الأطفال بعد إتمامهم سن 18 عاماً أحد التحديات التي تنتظر الإدارة الذاتية.
ويقول الرئيس المشترك لمكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة خالد رمو: إن هناك "ثمة خيارين، إما وضع برنامج تأهيل جديد يناسب أعمارهم، أو ممارسة ضغوط دبلوماسية من أجل أن تستعيدهم دولهم".
ويشرح ذلك بقوله: "لا نرغب بوجود الأطفال بشكل دائم في المراكز لكن الجهود الدبلوماسية بطيئة، وأطفال كثر بحاجة إلى تأهيل".
ويرى رمو أن نجاح مراكز التأهيل "بمثابة إنقاذ للمنطقة من ظهور جيل جديد متطرف".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً