رووداو ديجيتال
من قلب منطقة بازيان التابعة لمحافظة السليمانية، وعلى مساحة تمتد إلى سبعين ألف متر مربع، يقف مصنع "مايا" كأول منشأة من نوعها في إقليم كوردستان، تجمع بين صناعة البطاريات المتطورة وتدويرها، في مشروع صديق للبيئة.
يقول محمد عبد الهادي، مدير مصنع البطاريات، إن "مصنع مايا يُعد من أكثر المصانع تطوراً في مجال إنتاج بطاريات السيارات بمختلف أنواعها وأحجامها، بما يتوافق مع احتياجات السوق المحلي".
ويضيف: "لاحظنا مؤخراً تزايد الاعتماد على بطاريات MF في المركبات التي تعمل بنظام التشغيل والإيقاف الذكي (Start Stop Inville)، وهي مركبات تحتاج إلى بطاريات خاصة تتمتع بعمر أطول وعدد دورات شحن أكبر، لذلك بادرنا بتصميم وإنتاج بطارية EFP المخصصة لهذه الفئة".
تأسس مصنع مايا قبل أكثر من عامين، لكنه تمكّن خلال فترة قصيرة من حجز مكانة مرموقة في السوقين المحلي والخارجي، بإنتاج يومي يصل إلى أكثر من 4 آلاف بطارية، تشمل 41 حجماً مختلفاً، تتراوح سعتها بين 35 و240 أمبيراً، لتغطي احتياجات السيارات الصغيرة والشاحنات الثقيلة على حد سواء.
المصنع يضم أكثر من مئتي عامل وعاملة، وتبرز فيه مشاركة النساء في عدد من المراحل الحيوية على خطوط الإنتاج، ما يعكس بيئة عمل متوازنة تجمع بين الدقة والمهارة.
وفي القسم الأخير من خطوط الإنتاج، تشرح دية بختيار، المشرفة على قسم الإكمال: "بعد تعبئة البطارية بمادة التيزاب ذات التركيز المناسب للظروف المناخية، نضعها داخل الخزانات وعددها 18 خزّاناً، يسع كل واحد منها 216 بطارية. تختلف مدة الشحن حسب نوع البطارية، وتتراوح بين 13 و36 ساعة. بعد التأكد من سلامتها من قبل قسم مراقبة الجودة، تُرسل البطاريات إلى قسم الإكمال".
ولضمان أعلى معايير الجودة، يحتوي المصنع على مختبر هو الأول من نوعه في العراق لفحص بطاريات السيارات. تؤكد برجه علي، مديرة قسم السيطرة النوعية، أن "كل بطارية تمر عبر أكثر من 13 اختباراً كهربائياً للتأكد من كفاءتها وضمان عدم فقدانها قدرتها خلال فترة الضمان، وهي اختبارات تتفوق في دقتها على كثير من العلامات التجارية الأخرى".
لا يقتصر طموح مايا على الإنتاج فقط، بل يشمل التدوير البيئي أيضاً. يوضح مريوان صفاء الدين، مدير معمل إعادة التدوير: "بدأ مصنع إعادة تدوير البطاريات عمله عام 2020، وهو قادر على تفكيك وإعادة تدوير 3 آلاف طن من البطاريات شهرياً بطريقة علمية تحافظ على بيئة المصنع ومحيطه. نحن المصنع الوحيد في العراق الذي ينتج أربعة أنواع من النحاس (السالب، الموجب، النقي، وCOS بجودة عالية".
مايا لا تكتفي بتغطية السوق المحلي، بل تُصدّر منتجاتها إلى خمس دول هي: الأردن، سوريا، موريتانيا، لبنان.
وقد نال المصنع شهادات آيزو الدولية في مجالات الإدارة والجودة والبيئة، ويواصل مسيرته تحت شعار: "فخر الصناعة المحلية... وصُمّمت لتدوم".
أوضح زردشت محمد، عضو اللجنة التحضيرية لـ"لجنة تنسيق المكونات السورية"، أن اللقاء المزمع عقده في بروكسل هو "اجتماع تحضيري تشاوري بين عدد من المكونات السورية، يهدف إلى تبادل الرؤى واستطلاع سبل العمل المشترك".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً