رووداو – أربيل
تتولى الحكومة والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق العمال الأجانب حل أغلب المشاكل التي تواجه هؤلاء العمال من خلال "التصالح" ولا تحيلها إلى المحاكم، وتقول وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إن 95% من الأجانب العاملين في مشاريع بإقليم كوردستان يقيمون في الإقليم بطرق غير شرعية.
وأعلن مدير العمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإقليم كوردستان، كارزان علي، لشبكة رووداو الإعلامية: "يقضي القانون بأن يكون جميع العمال القادمين إلى إقليم كوردستان يحملون تأشيرة عمل، لكن 95% من العمال في المشاريع دخلوا بتأشيرات سفر عادية وقد دخل الإقليم خلال هذه السنة أكثر من ألفي عامل وأقل من مائة من هؤلاء يحملون تأشيرة عمل".
ويرى علي أن دخول العمال بهذه الطريقة إلى الإقليم غير قانوني: "هناك عمال بنغلاديشيون دخلوا الإقليم بتأشيرة سفر عادية ويعملون في أربيل منذ عشر سنوات، وقد طلبنا عدة مرات أن يكون دخول هؤلاء العمال من خلال الحصول على تأشيرتنا، لكننا لم نتلق رداً ولا يجري تنفيذ هذا القانون".
يدخل بعض العمال الأجانب إلى إقليم كوردستان بموافقة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ويدخل بعضهم الآخر بموافقة وزارة الداخلية، ويقول كارزان علي: "هناك نوعان من العمال الأجانب في إقليم كوردستان، عاملات الخدمة في البيوت وجميعهن نساء، وعمال المشاريع. تدخل عاملات الخدمة بموافقة وزارتنا وبموجب القانون والتعليمات عن طريق شركات خاصة باستقدام العمالة الأجنبية ومشاكلهن أقل مقارنة بعمال المشاريع الذين يدخلون الإقليم بموافقة من وزارة الداخلية".
أغلب عاملات الخدمة من إندونيسيا، نيبال، الفلبين، غانا وسيراليون، ويقول مدير العمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية: "لا يحق لهؤلاء العمل في القطاع الخاص، لكن قسماً منهن يعملن خلسة في أماكن أخرى، وهؤلاء يتم ترحيلهن إلى بلادهن عند ثبوت ذلك".
ويقول كارزان علي إن انتهاء الأزمة المالية وعودة العمل في الدوائر الحكومية إلى طبيعته زاد من الطلب على عاملات الخدمة في البيوت بنسبة 50% مقارنة بفترة الأزمة المالية.
وعن المشاكل التي تعانيها عاملات الخدمة في البيوت، قال علي: "مشاكلهن قليلة بفضل عملهن في مكان محدد. لكن أغلب مشاكلهن هي التملص من دفع أجورهن أو إجبارهن على العمل أكثر من الساعات المحددة لعملهن، وأحياناً المعاملة القاسية والعمل الشاق، أو حجز جوازات سفرهن".
ومن المشاكل الأخرى للعمالة الأجنبية، وخاصة النساء، التعرض للتحرش أو الاعتداء من قبل أرباب العمل، ولا يخفي مدير العمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تعرض العاملات الأجنبيات للاعتداء: "يتعرض فسم منهن للاعتداء، ولكن لم تسجل أي عاملة شكوى، وبعضهن يقمن علاقات طوعية مع رب البيت أو جار له أو غيرهم، وعموماً يمكن القول إن 70% من العاملات طيبات وبلا مشاكل".
تقضي تعليمات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بأنه لا يحق لعاملات الخدمة امتلاك هاتف نقال أو استخدامه، وبإمكان العاملة استخدام هاتف رب البيت مرتين كل شهر ولمدة نصف ساعة في كل مرة للاتصال بأهلها في بلدها الأم، ويقول علي: "أغلب مشاكل هؤلاء العاملات هو بسبب الهاتف النقال، فمثلاً هناك حوادث سافر فيها أصحاب الدار للحج وخلال تلك الفترة أقامت العاملة علاقة مع جار كان يتسلل في الليل ويلتقي بها".
والعمال الذين يقعون في مشاكل مع أصحاب العمل قلما يلجأون إلى المحكمة ويكتفون بحل المشكلة من خلال التصالح.
عن هذه الحالة يقول علي: "لعدم حسم القضايا سريعاً في المحاكم، يتم حل معظم المشاكل عن طريق التصالح ويتم ذلك عندنا، فهناك عاملات اشتكين من عدم دفع رواتبهن والإساءة إليهن وحجز جوازات سفرهن ووثائق إقامتهن، فكنا نشكل لجاناً ونلزم صاحب الدار بدفع رواتبهن وإعادة جواز سفرهن وأوراق إقامتهن وحجز تذكرة سفر للعاملة وأعدناها إلى بلدها".
هناك منظمة وحيدة للدفاع عن حقوق العمال الأجانب في إقليم كوردستان، وقد سجل مدير المنظمة 200 حالة انتهاك ضد العمال الأجانب العام الماضي.
وقال سكرتير منظمة ثقافة والدفاع عن حقوق العمال الأجانب، محمد هزار، لشبكة رووداو الإعلامية: "أغلب الانتهاكات هي عبارة عن الضرب والتعذيب وحجز جوازات السفر والحبس والامتناع عن دفع الأجور والتحرش والاعتداء والاتجار بهم".
وأضاف هزار: "مشكلة العمال، خاصة الذين يتعرضون للاعتداء يطول البت فيها في المحاكم، لهذا نتولى حلها من خلال التصالح والتعويض المادي".
يعمل برلمان كوردستان على تعديل قانون العمل، وتقول مقررة لجنة الشؤون الاجتماعية والدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان في برلمان كوردستان، بدرية إسماعيل: "هناك الكثير من قضايا العمال الأجانب وخاصة قضايا الاعتداء، جرى حلها من خلال التعويض المادي والتصالح، وكان حلها بعلم من الحكومة وهم أيضاً يلجأون إلى التصالح، فالقانون يحتوي على الكثير من الثغرات ونريد تعديله خلال الدورة الحالية لبرلمان كوردستان".
تشير إحصائيات منظمة ثقافة والدفاع عن حقوق العمال الأجانب إلى مقتل خمسة عمال أجانب في إقليم كوردستان حتى الآن (ثلاثة في أربيل وإثنان في السليمانية) ووفاة 16 عاملاً أجنبياً وفاة طبيعية أو أثناء العمل، ويقول مدير العمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإقليم كوردستان، كارزان علي: "كانت لدينا ثلاث حالات قتل وانتحار عمال أجانب في أربيل، قتل أحدهم من قبل لص، وانتحر أحدهم، وقتل عامل بنغلاديشي بسبب مشكلة وقعت بين عائلتين".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً