رووداو ديجيتال
برزت منطقة جولميرك بولاية هكاري في تركيا، خلال السنوات الأخيرة كواحدة من أهم الوجهات السياحية الطبيعية في المنطقة، حيث تستقطب سنوياً نحو 150 ألف سائح يتوافدون للاستمتاع بمعالمها الخلابة ومناظرها الطبيعية الفريدة.
ويُعتبر وادي "سبيخانه" من أبرز هذه المعالم وأكثرها جذباً للزوار، خاصة بعد انحسار الثلوج وإعادة فتح الطرق المؤدية إليه مع حلول فصل الربيع.
واحة طبيعية
مع تفتح أزهار الربيع وانتشار الخضرة في أرجاء المنطقة، يتوافد الزوار مجدداً إلى "سبيخانه" لنصب مخيماتهم على سفوح الجبال الشاهقة والاستمتاع بالأنهار والجداول المنعشة التي تخترق المكان.
يقول المتسلق كهرمان أيتان في حديثه لرووداو: "هذا المكان يُسمى سبيخانه، وهو يجسد جمال جولمرغ والمنطقة بأكملها. أدعو الجميع لزيارة هذا المكان الساحر، لكن مع ضرورة المحافظة عليه وعدم إلحاق أي ضرر به أو ترك المخلفات فيه".
ويضيف أيتان: "ليأت الجميع مع عائلاتهم وأصدقائهم للاستمتاع بهذا المكان الذي يحمل أهمية خاصة بالنسبة لنا نحن الكورد".
تحديات بيئية ومناخية
من جانبه، يلفت كنان جانان، ممثل جمعية حماية البيئة، إلى التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة، قائلاً لرووداو: "كان هذا المكان قبل 20 ألف عام مغطى بالكامل بالثلوج والجليد، لكن منذ 9-10 سنوات بدأت عملية الذوبان".
ويحذر جانان من التأثير السلبي للأنشطة البشرية، مؤكداً: "هناك تأثير واضح لتدفق الزوار على البيئة الطبيعية، لذا نناشد جميع الزائرين توخي الحذر".
تجربة سياحية فريدة
يتميز وادي سبيخانه بموقعه على ارتفاع 3200 متر فوق سطح البحر، ومنحدراته الصخرية التي يعود تاريخ تكوينها إلى 20 ألف عام، إضافة إلى جداوله المائية المحاطة بالورود والزنابق البرية، مما يقدم للزوار تجربة سياحية لا تُنسى.
تصف السائحة جيجك ساكه تجربتها قائلة لرووداو: "المكان ساحر بحق، يُطلق عليه بالتركية اسم (جنة جهنم). ما يثير الإعجاب هنا وجود الثلوج في عز فصل الصيف، بينما ترتفع درجات الحرارة في باقي أنحاء العالم، مما يجعله ملاذاً منعشاً ومثالياً للهروب من حر الصيف".
وتضيف: "تتفتح أزهار الربيع في كل مكان، وتنتشر عبير النباتات العطرة في الهواء، مما يخلق أجواء ربيعية ساحرة".
دعوات للمحافظة على التراث الطبيعي
من جهته، يعبر السائح جاهد يغيت عن إعجابه بالمكان قائلاً لرووداو: "إنه مكان يشبه الجنة حقاً، حيث تتجاور الورود والزنابق والبنفسج مع الثلوج والجليد في منظر خلاب، وخلفنا كوردستاننا الجنوبية، تلك مملكة ساحرة".
ويؤكد يغيت على أهمية المحافظة على هذا التراث الطبيعي: "من واجبنا جميعاً المحافظة على نظافة هذه الأماكن الجميلة وحمايتها للأجيال القادمة".
تشهد المنطقة الممتدة من جولميرك وكفر وجيلو وسات وسبيخانه وصولاً إلى تشارتشلا نمواً سياحياً ملحوظاً، حيث تستضيف سنوياً حوالي 150 ألف سائح، مما يعكس الإمكانات الهائلة لهذه المنطقة في قطاع السياحة البيئية والجبلية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً