دلاور علاء الدين في "ميري 2025": مواطنو إقليم كوردستان يتطلعون إلى حل دائم لأزمة الرواتب

 

جاء ذلك في كلمته بمستهل انطلاق فعاليات اليوم الأول من "ملتقی الشرق الأوسط 2025 (ميري): صياغة المستقبل: رؤى للسلام والازدهار" في أربيل.  

 

وأضاف علاء الدين: "سوف نستمع خلال الملتقى إلى صانعي القرار والأحزاب الحاكمة والمعارضة للتعرف على رؤاهم بشأن معالجة هذه التحديات الملحة". 

 

كما تطرق إلى الانتخابات النيابية المقبلة، قائلاً: "نريد الاستماع لصانعي السياسات خلال الملتقى فيما إذا كانت هذه الانتخابات ستشهد حقاً تغييراً كبيراً في ظل غياب ديمقراطية ناضجة في العراق".  

 

وأشار خلال كلمته إلى قضاء سنجار في محافظة نينوى، بالقول: "سكان سنجار يطالبون بتطوير الخدمات وإصلاح البنية التحتية في منطقتهم، وتلبية هذه المطالب ستسهل عملية عودة النازحين".  

 

فيما يتعلق بالمساواة بين الرجال والنساء، وفي العراق والشام، لا نزال نحتاج إلى وطن يتسع للشعوب العديدة: العرب والكورد والتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن، وبيتاً لمذاهب ومعتقدات الإسلام والمسيحية والإيزدية والصابئة المندائية والكاكائية واليهودية والزرادشتية والبهائية. ولهذا، نحتاج إلى مشاركة جميع أصحاب المصلحة في حوار جاد لرسم مسارنا الخاص نحو الاستقرار والسلام والازدهار. لقد حان الوقت للبدء في بناء أممنا وتقوية دولنا، وهذا هو سبب وجودنا هنا في هذه القاعة.

 

في تشرين الأول من العام الماضي، وفي هذه القاعة بالذات، أطلقنا منتدى العراق والشام، وهي شبكة متنامية من مراكز الفكر الإقليمية التي أُنشئت لتعزيز الحوار الجاد بين جميع أصحاب المصلحة، وتعزيز التكامل الاجتماعي والاقتصادي الإقليمي بما يتجاوز الصراعات المدمرة اليوم في المنطقة. في حزيران من هذا العام، اجتمع أعضاء المنتدى في عمّان وأصدروا مجموعة من توصيات السياسات التي نشرناها وأتحناها على موقعنا الإلكتروني لمعهد الشرق الأوسط للبحوث (ميري). البارحة بعد الظهر، اجتمع أعضاء المنتدى إلى جانب عشرات من صانعي السياسات وخبراء مراكز الفكر الدولية وكبار الدبلوماسيين لمناقشة أحدث ديناميكيات الأمن في منطقتنا، وأسفرت مناقشاتهم عن مجموعة من توصيات السياسات العملية والجديدة لفائدة جميع أصحاب المصلحة. وبالتأكيد، في الجلسات المفتوحة صباح الغد، سنسلط مزيداً من الضوء على بلاد الشام وسوريا.

 

يُعقد ملتقانا اليوم بعد عام واحد من الانتخابات العامة في إقليم كوردستان. مر أكثر من 3 سنوات منذ أن كان لدينا برلمان فعال وحكومة جديدة منتخبة. في تلك السنوات الثلاث، شهد إقليم كوردستان توترات واشتباكات عنيفة بين الفاعلين السياسيين، مما شكل تهديداً لاستقرار المنطقة. لقد شهدنا توترات عنيفة أثرت على إقليمنا الحساس وشكلت تهديداً كبيراً لمنطقتنا. السؤال المطروح أمامنا: هل هذا هو الوقت المناسب لحل هذه المشاكل عن طريق التعاون السياسي وتنشيط البرلمان وتشكيل حكومة جديدة، من أجل معالجة أهم احتياجات الناس، وهو إيجاد حل دائم ومستدام لأزمة الرواتب وإضفاء الطابع المؤسسي على العلاقة بين أربيل وبغداد؟ خلال هذا المؤتمر، سوف نستمع إلى صناع القرار من الأحزاب الحاكمة والمعارضة ونتعرف على رؤاهم لمعالجة هذه التحديات الملحة.

 

في 11 من الشهر المقبل، سيشهد العراق انتخابات جديدة، ومن الآن، تستعد الأطراف السياسية لكرنفال واحتفالية انتخابية أخرى. من هنا، أطلب من القادة السياسيين الذين سيتحدثون في هذا الملتقى، إذا أمكن وبقدر المستطاع، أن يتجنبوا استخدام هذه المنصة كجزء من حملاتهم الانتخابية والتركيز بدلاً من ذلك على مواضيع وأهداف المؤتمر. نريد أيضاً أن نسمع من صانعي السياسات فيما إذا كانت هذه الانتخابات ستحدث تغييراً كبيراً في غياب ديمقراطية ناضجة في العراق. لقد كانت الانتخابات محركاً حقيقياً للتغيير في العراق على الرغم من كل ما شابها. السؤال هنا: هل يمكننا تشجيع صانعي السياسات والمشرعين على البدء في إعطاء الأولوية لتعزيز المؤسسات الديمقراطية؟

 

في موضوع آخر، أود أن ألفت انتباهكم إلى أحدث نتاجنا البحثي في مؤسستنا، والذي يتناول تحدي الحوكمة في سنجار ومحنة أهلها. بعد سنوات من الإهمال والمآزق السياسية والشلل الإداري، قررنا إلقاء نظرة أعمق على سنجار وتطوير آلية عملية للتوسط في الحوكمة، وذلك لفصل السياسة عن الخدمات وعدم تسييسها. وللقيام بذلك، أجرينا مسحاً كبيراً في سنجار للحصول على آراء 656 شخصاً من أهلها، من ضمنهم النازحون، بالإضافة إلى إجراء 78 مقابلة مع الخبراء الرئيسيين. ونظمنا 11 مناقشة جماعية مركزة، وعقدنا حوارين مجتمعيين رئيسيين لسنجار. بناءً على هذه النتائج الميدانية، اقترحنا وجربنا نموذجاً جديداً للحوكمة التشاركية.

 

اخترنا 25 ممثلاً من أفراد مجتمع سنجار ونشطاء المجتمع المدني، ويسرنا اجتماعهم بمحافظ نينوى ونائبه لإجراء مناقشة صريحة وبناءة ومراجعة العقبات التي تحول دون تقديم الخدمات لسنجار وأهلها وكيفية حلها في إطار صلاحيات الحكومات المحلية. في ذلك الاجتماع، كان لأهالي سنجار 81 مطلباً محلياً ذا أولوية، معظمها كانت متعلقة بالخدمات وإصلاح البنية التحتية. والأهم من ذلك، أن هذه المطالب ميسورة التكلفة للحكومة المحلية ويمكنها تسريع تعافي سنجار وتسهيل عودة النازحين. وقد التزم السيد المحافظ ووعد بتلبية كل من هذه المطالب الـ 81، وطلب أيضاً أن يلتقي ممثلو المجتمع من سنجار مرة أخرى لمقارنة الوضع قبل وبعد تقديم الخدمات. إذا نجح المحافظ وفريقه في تنفيذ هذه الآلية، فقد تكون نموذجاً حقيقياً للمناطق الأخرى المتأثرة بالنزاع في العراق وسوريا. قمنا بنشر تفاصيل هذه المبادرة، بما في ذلك مراجعة واسعة للأدبيات والسياق التاريخي، في تقريرنا الأسبوع الماضي وهو متاح الآن على موقعنا الإلكتروني.

 

أيها المشاركون الأعزاء، اليوم وغداً، نحن مجتمعون في هذا اللقاء المهم ليس فقط من أجل النقاش حول سياسات الحكومة، ولكن أيضاً للعمل بشكل فعال ومشاركة بين النخبة وصناع السياسات والخبراء الدوليين. ننتظر من كل واحد منكم، ومن موقعه، أن يشارك في عملية توجيه السياسات بحسب المصلحة المشتركة في بلد مشترك. في الختام، أود أن أشكركم لحضوركم ومشاركتكم الفعالة، وأنا ممتن بعمق لكل من ساهم بطرق مختلفة في تنظيم هذا اللقاء والمؤتمر لصالح شعبنا وأرضنا وبلدنا.

 

أود أن أشكر شركاءنا الأكاديميين والجهات المانحة، فهم مهمون لأعمالنا البحثية. وأشكر مؤسسة كونراد أديناور. شكر خاص للراعي الإعلامي لملتقى ميري، شبكة رووداو الإعلامية وجميع موظفيها، الذين دعمونا بلا كلل ليس فقط من خلال بث الجلسات ولكن أيضاً من خلال تسهيل بثه على قنوات أخرى. كما أتوجه بالشكر إلى وسائل الإعلام الأخرى التي شاركت معنا ونقلت نقاشات هذا المؤتمر إلى الجمهور الأوسع.

 

كما أشكر رعاة القطاع الخاص الذين يعتبر دعمهم حاسماً لاستمرارية أبحاثنا وتنظيم مؤتمراتنا المستقبلية. على المستوى الماسي: مصرف الإقليم التجاري للاستثمار والتمويل (RT Bank)، ومجموعة ساوث كوردستان، ومجموعة إمكان، ومجموعة كار. وعلى المستويين البلاتيني والماسي، والرعاة على المستوى الذهبي هم: شركة الهلال للنفط، وبنك جيهان للاستثمار والتمويل الإسلامي. دعمهم السخي والصادق جعل من هذا المؤتمر أمراً ممكناً.

 

كما أتوجه بالشكر إلى موظفي دائرة البروتوكول في رئاسة إقليم كوردستان، ورئاسة مجلس الوزراء، ومكتب المراسم، وزملائي من المطار وقسم كبار الشخصيات لدعمهم التقني وتسهيل الترتيبات اللوجستية من المطار إلى الفندق. وأود أيضاً أن أشكر وزارة الداخلية على مساعدتها في تأشيرات ضيوفنا الأجانب. كما أتقدم بالشكر لقوات الشرطة والأمن والقوات الأمنية الأخرى على ضمان سلامة وأمن هذا الحدث.

 

كلمة تقدير خاصة لزملائي في مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (ميري)، وفريق المتطوعين لدينا، والمترجمين، وفريق الأستاذ زيرك والأستاذ هيوا لتفانيهم وعملهم الدؤوب. كما أود أن أشكر فندق روتانا على استضافتنا وتقديم خصومات خاصة للضيوف. أتمنى لكم جميعاً اجتماعاً ممتعاً ومثمراً. شكراً لكم.