"تاريخ الكورد وفرنسا واحد".. ممر البيشمركة يزيّن حديقة في باريس

05-09-2025
الكلمات الدالة الرئيس مسعود بارزاني البيشمركة باريس
A+ A-
رووداو ديجيتال

قال الرئيس مسعود بارزاني في مراسم افتتاح ممر البيشمركة في باريس إن "البيشمركة يقاتلون الإرهابيين نيابة عن العالم أجمع"، فيما أشادت رئيسة بلدية باريس بشجاعة الكورد، وقالت إن شجاعة الشعب الكوردي هي السبب وراء محبتهم في قلوب الفرنسيين.
 
في مراسم حضرها الرئيس مسعود بارزاني، وآن هيدالغو رئيسة بلدية باريس، وفيليب كوجون رئيس بلدية الدائرة 15 بالمدينة، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية ومحاربين قدامى من البيشمركة، افتتح ممر البيشمركة "تكريماً لكفاح المقاتلين الكورد" في حديقة بباريس.
 
في البداية، ألقى فيليب كوجون، رئيس بلدية الدائرة 15 في باريس، التي تقع فيها الحديقة، كلمة قال فيها: "ما نقوم به اليوم ليس مجرد عمل إداري، بل هو عمل لتكريم القيم الإنسانية".
 
وأضاف أنه "بهذه التسمية، نكرم شعباً عظيماً والبيشمركة، الذين لا مثيل لشجاعتهم، والتزامهم بالحرية يستحق الثناء. البيشمركة، أولئك الذين يقفون في وجه الموت، هم أكثر من مجرد قوة عسكرية. إنهم قوة مقاومة الشعب الكوردي".
 
وأشار رئيس بلدية الدائرة 15 بباريس إلى تاريخ تأسيس البيشمركة وقال: "منذ تأسيسهم عام 1946، قاتلوا ضد أشد الأنظمة وحاربوا أشد أشكال القمع دموية. مقاومة البيشمركة ضد نظام صدام حسين كانت إحدى بطولات تاريخهم".
 
"بدون البيشمركة لكان تقدم داعش أكثر فتكاً"
 
وفيما يتعلق بحرب البيشمركة ضد داعش، قال فيليب كوجون: "لقد أنقذوا أربيل من التهديد؛ وبعد ذلك، تم فتح ممر إنساني نحو جبل سنجار مما سمح لآلاف الإيزديين بالفرار من الإبادة الجماعية. لقد شاركوا في تحرير سهل الموصل وحماية كركوك".
 
وأعلن رئيس بلدية الدائرة 15 بباريس أن قوات البيشمركة "قاومت بإرادة لا نهاية لها وبتضحية 1700 قتيل و10 آلاف جريح. بدون البيشمركة، لكان تقدم داعش أكثر فتكاً وتدميراً بكثير".
 
تحدث كوجون أيضاً عن وحدات حماية المرأة (YPJ) في كوردستان سوريا وقال: "لن ننسى أبداً مدى إعجابنا بنساء الوحدات النسائية ووقوفهن في وجه داعش في معركة كوباني".
 
وأشار إلى كيفية تسمية ممر البيشمركة قائلاً: "بناءً على طلب قدمته في مجلس الدائرة في 14 أيار 2024، ووفقاً لقرار وافق عليه مجلس باريس بالإجماع عام 2025، لأن تسمية مكان تعني إحياء ذكرى في ساحة مشتركة".
 
كما أشار رئيس بلدية الدائرة 15 بباريس إلى أن "الشعب الكوردي لايزال تحت التهديد، ويتعرض للتمييز، وفي بعض الأحيان يتعرض لهجمات. ونحن نعلم أن الكفاح ضد التطرف لم ينته بعد".
 
وفقاً لفيليب كوجون، فإن افتتاح ممر البيشمركة في حديقة بباريس "لتكريم البيشمركة الذين ضحوا من أجل حماية الحرية والسلام، مثل العديد من الجنود الفرنسيين. عاشت ذكرى البيشمركة، عاش الشعب الكوردي، عاشت الصداقة بين باريس وأربيل".
 
"تاريخ الكورد هو تاريخ باريس"
 
بعد ذلك، ألقت آن هيدالغو، رئيسة بلدية باريس، كلمة قالت فيها إن شجاعة الشعب الكوردي هي السبب وراء محبتهم في قلوب الفرنسيين، وأعلنت أن "هذا الشعب يقاتل من أجل القيم، بما في ذلك المساواة بين الرجل والمرأة".
 
تحدثت آن هيدالغو عن دور دانييل ميتران، زوجة فرانسوا ميتران، الرئيس الفرنسي السابق، في العلاقة بين البلدين، مبينة: "بالتأكيد كانت أفضل صورة لهذه الصداقة القوية بين فرنسا وشعب كوردستان".
 
وأكدت رئيسة بلدية باريس أن تسمية ممر البيشمركة في حديقة المدينة "كان اعترافاً بهذه الصداقة التي أعتقد أنها لن تُنسى أبداً، لأننا نشارك شغفنا بالحرية".
 
ووجهت آن هيدالغو حديثها للرئيس بارزاني وقالت: "اليوم شرف عظيم، سيدي الرئيس، أن نستضيفكم؛ إنه فخر وسعادة أن يُفتتح ممر البيشمركة في هذه الحديقة الكبيرة بباريس تخليداً لذكرى هؤلاء المقاتلين من النساء والرجال الذين واجهوا الموت، كما يعني [كلمة] البيشمركة".
 
فيما يتعلق بحرب داعش وشجاعة البيشمركة، قالت رئيسة بلدية باريس: "سنتذكر دائماً كيف دافعتم عن حريتنا في مواجهة الحرب التي شنتها داعش، ونحن نعلم أنه بدون شجاعة البيشمركة، لكانت التهديدات أصعب بكثير ولطالت الحرب أكثر بكثير".
 
في جزء من حديثها، دعت آن هيدالغو الرئيس بارزاني رسمياً للمشاركة في مراسم الذكرى السنوية للهجمات الإرهابية على باريس التي وقعت في 13 نوفمبر 2015، وقالت: "لأن كفاحكم من أجل الحرية هو كفاحنا أيضاً، وبدونكم لم نكن لنكون في الوضع الذي نحن فيه اليوم".
 
وأعلنت رئيسة بلدية باريس: "تاريخ الكورد هو تاريخ باريس. باريس حريصة على تعزيز قيمنا المشتركة. وهذا يعني أننا نمضي معاً نحو المستقبل لبناء شروط السلام".
 
شكرت آن هيدالغو الرئيس مسعود بارزاني على حضوره المراسم وقالت: "هذا يضفي شرفاً على باريس ويذكرنا بهذه العلاقة المهمة والودية التي تربط عاصمتنا بالشعب الكوردي وقادته. عاشت البيشمركة، عاش كوردستان العراق".
 
"البيشمركة يقاتلون الإرهابيين نيابة عن العالم أجمع"
 
في الوقت نفسه، ألقى الرئيس بارزاني كلمة وصف فيها افتتاح ممر البيشمركة في حديقة بباريس بأنه حدث "تاريخي" وقال: "فرنسا كانت دائماً تتمتع بموقف إنساني وودي تجاه شعب كوردستان".
 
وتحدث الرئيس بارزاني عن شجاعة البيشمركة، مؤكداً أن "البيشمركة قاموا بواجب مقدس، وهذا التكريم الذي قدمتموه اليوم للبيشمركة هو تقدير لكفاحهم".
 
وأعلن الرئيس بارزاني أن "كوردستان ستبقى دائماً مكاناً للتعايش. البيشمركة سيبقون دائماً حماة حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية. في حرب داعش، استشهد وجرح 11 ألفاً من البيشمركة، لكنهم سجلوا نصراً عظيماً لأنفسهم ولشعبهم".
 
وعن موقف فرنسا من القضية الكوردية، قال الرئيس مسعود بارزاني إنه "لمن دواعي سرورنا أن موقف الحكومة الفرنسية لم يتغير تجاه قضية شعب كوردستان. في السنوات القليلة الماضية، رأينا بعض التغييرات، رؤساء جاءوا وذهبوا، لكن موقف فرنسا لم يتغير، وهو موقف ودي تجاه شعب كوردستان".
 
الرئيس بارزاني، لفت الى أن "البيشمركة جزء رسمي من نظام الدفاع العراقي ويدافعون عن العراق كله ضد الإرهابيين. البيشمركة سيستمرون في واجبهم في قتال الإرهابيين نيابة عن العالم أجمع".
 
بعد ذلك، كرّم الرئيس بارزاني ورئيسة بلدية باريس عدداً من محاربين قدامى من البيشمركة وأولئك الذين قاتلوا داعش، كما قدم الفنان الكوردي الشهير شفان برور عدة أغانٍ للحاضرين.
 
وقال شفان برور: "كل رغبة السيد كاكا مسعود هي أن يتحرر الشعب الكوردي يوماً ما ويعيش في صداقة وأخوة ومحبة مثل جميع الشعوب الأخرى".
 
ثم أُزيح الستار عن لوحة اسم ممر البيشمركة في الحديقة.
 
"90 % من الرأي العام الفرنسي مع الكورد"
 
كان كندال نيزان، رئيس المعهد الكوردي في باريس، أحد الأشخاص الذين تحدثوا لرووداو في المراسم وقال: "أنا سعيد جداً، إنه لشرف عظيم أن تفتتح عاصمة الثقافة العالمية في باريس مكاناً باسم بيشمركة كوردستان، وأن يشارك السيد كاكا مسعود في ذلك. هذا شرف عظيم لشعب الكوردي ولصداقة الشعبين الكوردي والفرنسي".
 
تمنى كندال نيزان أن تحذو الدول الأخرى حذو فرنسا، "لأن فرنسا كانت رائدة في جميع المجالات، ودعمت الكورد قبل الجميع. آمل أن تُفتتح ممرات أو حدائق أو ساحات باسم البيشمركة في برلين ولندن وعواصم الدول الأخرى".
 
عزا رئيس المعهد الكوردي في باريس استمرار دعم فرنسا للكورد إلى أن "أكثر من 90% من الرأي العام الفرنسي يدعم الشعب الكوردي".
 
وأكد أن أي حكومة ديمقراطية مجبرة على الأخذ في الاعتبار الرأي العام لبلدها وقال: "نحن هنا نُعلم الرأي العام لتعزيز صداقتهم مع الشعب الكوردي".
 
وتحدث كندال نيزان أيضاً عن الاحترام الذي يُولى للمرأة في كوردستان، والذي يحظى بتقدير الدول الديمقراطية وقال إن "الدول الديمقراطية، سواء في أميركا أو فرنسا أو أي بلد آخر، تهتم بالمساواة بين الرجل والمرأة. وقد قال الكورد منذ القدم إن الأسد أسد، سواء كان رجلاً أم امرأة".
 
"لن ننسى دور البيشمركة"
 
في الوقت نفسه، تحدثت آن هيدالغو، رئيسة بلدية باريس، لآلا شالي وقالت: "اليوم يوم خاص جداً بالنسبة لنا، لأننا نتذكر كل ما فعله الكورد والبيشمركة من أجلنا، من أجل حريتنا وسلامنا".
 
وأشارت آن هيدالغو إلى أننا "ندرك الدور المهم جداً للبيشمركة والصداقة بين فرنسا وكوردستان. الصداقة بين باريس وأربيل مهمة جداً ولها تاريخ طويل. من المهم جداً بالنسبة لنا اليوم أن نحتفل بهذه الصداقة".
 
بعد انتهاء المراسم والتقاط الصور مع محاربين قدامى من البيشمركة، ودع الرئيس بارزاني المشاركين، ومن ثم توجه إلى وزارة الخارجية الفرنسية حيث استقبله وزير الخارجية جان إيف لو دريان واجتمعا.
 
"أهمية افتتاح ممر البيشمركة تتجاوز العلاقات الدبلوماسية"
 
قال عادل باخوان، رئيس المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط، وهو أحد الحاضرين في المراسم، لرووداو، إن افتتاح ممر البيشمركة في حديقة بباريس يعني أن "إقليم كوردستان والبيشمركة سيبقون في الذاكرة العامة للفرنسيين".
 
وأضاف أنه "بقدر أهمية علاقاتنا الدبلوماسية، فإن هذا الممر باسم البيشمركة لا يقل أهمية، بل ربما أكثر".
 
اجتمع رئيس المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط أمس مع الرئيس بارزاني وتحدثا عن مجموعة من القضايا، بما في ذلك العلاقات بين أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص مع إقليم كوردستان.
 
وفقاً لعادل باخوان، تحدثا في اجتماعهما أيضاً عن العلاقات بين إقليم كوردستان وبغداد وقال: "السيد الرئيس بارزاني يعود من باريس بمبادرة لإعادة تنظيم البيت الكوردي. لقد تحدثنا لأكثر من 25 دقيقة عن هذه المبادرة".
 
من جانبه، قال كاميران جكيكاني، الشخصية الأكاديمية الكوردية في فرنسا وأحد المشاركين في المراسم، لرووداو، إن افتتاح ممر البيشمركة في حديقة بباريس موضوع مهم و"اليوم كان أسعد يوم في حياتي. في عام 1983 التقيت بالرئيس بارزاني هنا لأول مرة وتحدث عن البيشمركة. أنا سعيد جداً بأن جزءاً مهماً من باريس، أي حيث أعيش، سُمي باسم البيشمركة اليوم".
 
"خفت آلامي"
 
في الوقت نفسه، تحدث سلمان فرمان، وهو بيشمركة جريح في حرب داعش فقد ساقيه ويده وعينه وأذنه، لرووداو في المراسم بعد أن تلقى ميدالية تكريم من الرئيس بارزاني وقال: "كان لدي شعور جيد جداً. كبيشمركة جريح، نقدر دائماً دور السيد الرئيس بارزاني تقديراً عالياً".
 
وأوضح أن "فرنسا سجلت تاريخاً لقوات البيشمركة الكوردستانية نفتخر به جميعاً. هذا التاريخ سيبقى للأجيال القادمة وهو أيضاً مفرح لجميع عائلات الشهداء".
 
وصف سلمان فرمان التسمية بأنها "تاريخية" وأشار إلى أن آلامه خفت بسبب تسمية ممر البيشمركة في حديقة بباريس.
 
في الوقت نفسه، تحدث مواطن آخر يدعى زبير مايي لآلا شالي وقال: "لقد قطعت مسافة 750 كيلومتراً من جنوب فرنسا وجئت إلى هنا للمشاركة في هذا الاحتفال المقدس".
 
ورأى أن "افتتاح ممر البيشمركة في باريس، وهي مركز الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، هو ثمرة كفاح البيشمركة، واليوم كان بالنسبة لي أجمل من يوم الانتفاضة".
 
كما قال مجيد كوركي، وهو بيشمركة مخضرم آخر يعيش في ألمانيا وشارك في المراسم، لآلا شالي: "لدي شعور جيد جداً بأن السيد الرئيس كان حاضراً هنا. فرنسا وإقليم كوردستان صديقان قديمان، وأنا سعيد لأن كفاح البيشمركة لم يُنس".
 
تتمتع مدينة باريس بعلاقات قوية مع مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق. في عام 2019، زارت رئيسة بلدية باريس أربيل وتم توقيع اتفاقية صداقة بين المدينتين.
 
وأُعلنت باريس وأربيل مدينتين توأمتين بموجب ذلك الاتفاق.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

أمام صورة اللوحة الفنية التي دخلت موسوعة غينيس

علامة تجارية كوردية في مجال الاتصالات تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية

دخلت العلامة التجارية الكوردية في مجال الاتصالات (آسياسيل) موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك بإنشائها أكبر لوحة فنية صديقة للبيئة، حيث بلغت مساحة اللوحة 26.6 متراً مربعاً، وهو ضعف الرقم القياسي السابق الذي كان يبلغ 13.3 متراً مربعاً.