رووداو ديجيتال
يستقبل ضريح الشاعر والفيلسوف الكوردي، أحمد خاني، ببلدة بازيد في آكري الكوردية في تركيا، مئات الزوار يومياً، لكن على الضريح وفي اللوحات والكتابات تم تجاهل اللغة الكوردية تماماً، حيث أن جميع المعلومات مكتوبة باللغتين التركية والإنكليزية فقط، فيما ينتقد الخبراء والزوار هذا الوضع ويصفونه بـ"الإهمال".
أصبح ضريح المفكر الكوردي الشهير أحمد خاني وجهة سياحية مهمة يزورها مئات السياح المحليين والأجانب يومياً، لكن المثير للانتباه هو أنه في مكان مفكرٍ أرسى أسس الأدب والفكر القومي الكوردي، لا يُرى أي أثر للغة الكوردية.
على الضريح والمسجد التابعين لرئاسة الشؤون الدينية التركية، كُتبت جميع اللوحات والنصوص المعلوماتية باللغتين التركية والإنكليزية فقط. لا توجد أي لوحة معلومات أو قصيدة لأحمد خاني باللغة الكوردية، التي هي لغته الأم.
يعتقد محمد ياردمجي، الكاتب والمؤرخ الذي أجرى أبحاثاً عن أحمد خاني، أن الدولة تتجاهل هوية خاني الكوردية.
وقال ياردمجي لشبكة رووداو الإعلامية: "درس خاني في جزير (التابعة لشرناخ)، والعراق، وإيران، ومصر، وسوريا. ومن خلال رائعته، مم وزين، تحدث بشكل رمزي عن الظلم والاضطهاد الذي تعرض له الشعب الكوردي".
وأضاف ياردمجي أن "الدولة قلقة من أفكار خاني. ولهذا السبب، قامت بكتابة اسمه بالتركية وتجاهلت كتاباته الكوردية. حتى على قبره، لن تجد أي شيء باللغة الكوردية".
"خاني أرسى أسس الوحدة الكوردية"
تؤكد السياسية الكوردية، غولسر يلدرم، أن فكر أحمد خاني لايزال مرشداً حتى يومنا هذا، مضيفة أن "خاني أرسى أسس الوحدة القومية في أجزاء كوردستان الأربعة. في أعماله، تحدث بوضوح عن الحرية وأمل توحيد الكورد".
في السياق نفسه، عُقد في بازيد يوم 26 تموز 2025 "مؤتمر الوحدة الكوردية"، وتمت قراءة البيان الختامي للمؤتمر بشكل رمزي عند ضريح أحمد خاني.
يقول حسن أوزغونيش، الكاتب والبرلماني السابق عن حزب الشعوب الديمقراطي: "لو ضمن الشعب الكوردي وحدته، لكانوا مؤثرين في الشرق الأوسط. نداء خاني لايزال مرشداً لنا".
مركز مهم للسياحة الدينية
يطلق عليه أهالي المنطقة باحترام اسم "خاني بابا"، ويجذب ضريحه السياح باستمرار، لكنه لا يحظى بالاهتمام الكافي.
تحدث سيفي باغلام، أحد أصحاب المتاجر في بازيد، لرووداو قائلاً: "أعمل هنا منذ 25 عاماً. يأتي الناس إلى هنا من أوروبا وحتى اليابان، لكن الضريح مهمل. لا توجد نظافة ولا إشراف عليه".
وقال إسماعيل بولات، وهو صاحب متجر آخر إن "معظم الهدايا التذكارية التي لدينا مصنوعة في إيران، لأنه لا يوجد أي دعم هنا".
خاني "شخصية مقدسة"
يُكنّ الزوار احتراماً كبيراً لأحمد خاني، حيث يقول حجي مدير، الذي قدم من مدينة تكيرداغ إن "خاني بابا شخصية مقدسة. لقد جئت لزيارته".
في الوقت نفسه، تقول مزين، وهي زائرة أخرى: "في كل مرة نأتي إلى هنا، ندعو له. تقبل الله".
أما محمد بيدوغان، الذي قدم من وان، فلديه انتقادات حادة، حيث يقول: "للأسف، كتبه وقصائده الكوردية غير موجودة هنا. هذا نقص كبير".
كما زارت مجموعة سياحية من بولندا الضريح. وقالت إيفا، قائدة المجموعة: "نحن هنا ليس فقط لأنه مكان معروف، بل لأنه يتمتع بطاقة خاصة جداً".
من هو أحمد خاني؟
وُلد أحمد الخاني عام 1651، وهو مؤلف روائع تاريخية في الأدب الكوردي، مثل "مم وزين"، و"نوبهارا بجوكان" (ربيع الصغار)، و"عقيدة الإيمان". توفي عام 1707.
بعد مئات السنين من وفاته، لاتزال مقولته الشهيرة: "لو كانت هناك وحدة، لكان هناك خلاص أيضاً"، تتردد باستمرار في السياسة الكوردية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً