رووداو ديجيتال
يعتمر قبعة حمراء مميزة وتجذب انتباه المارة، وهو ينشغل بعمله وراء ماكنة خياطة الجلود في محله الصغير في منطقة عين كاوة بمدينة أربيل، ممارساً مهنته الاثيرة الى نفسه (اسكافي) ومؤكداً انه سيبقى آخر اسكافي في العراق بعد ان يهجر الجميع هذه المهنة.
الاسكافي مالك ابو محمد، ربما سيكون الاسكافي الاخير، بعد ان انحسرت هذه المهنة وتكاد ان تنقرض، قال لشبكة رووداو الاعلامية: "انا اعمل كاسكافي منذ اكثر من 35 سنة، بدأت في محل صغير في منطقة قلعة اربيل وسط عاصمة اقليم كوردستان، ثم انتقلت لاماكن اخرى حتى استقر بي المقام في عين كاوة".
وأشار الى ان "مهنة الاسكافي صارت نادرة بسبب رخص اسعار الاحذية، ولم يعد الناس يصلحون احذيتهم القديمة، لكن هناك من لايزال يتردد على الاسكافي لترقيع حذائه او تصليح احذية نسائية غالية، وغير ذلك لاصلاح حقائب السفر الكبيرة".
يضيف الاسكافي مالك ان "هناك زبائن مزمنين يترددون عليّ باستمرار من اربيل والسليمانية ودهوك، ذلك لأنني فنان في هذه المهنة"، مؤكداً: "لن اترك هذه المهنة حتى لو بقيت آخر اسكافي في البلد، لانها تعتمد على الكفاءة والفن، وكذلك تساعد الناس المحتاجين الذين لا يتمكنون من شراء المزيد من الاحذية".
وأوضح الاسكافي مالك: "اليوم هناك القليل من الاسكافية المتجولين، وتكاد اربيل ومدن كثيرة تخلو من محل كتخصص لمهنة الاسكافي، كما ان محلي تتوفر فيه كافة مستلزمات المهنة وتوابعها كما ترى".
أما بشأن اصراره على وضع قبعة حمراء على رأسه، رغم أنه يعمل تحت سقف محله، قال الاسكافي مالك: "منذ سنوات طويلة وانا أضع هذه القبعة، وتعوّد الناس عليها وصارت علامة مميزة لي، لذا قررت أن لا اتخلى عنها خلال العمل، بل ان غالبية من الزبائن يسمونني مالك صاحب القبعة الحمراء".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً