رووداو – أربيل
تعاني ناحية مندلي الواقعة جنوب شرقي محافظة ديالى، من تردي الواقع الخدمي، ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تشهد هذه الناحية هجرةً جماعيةً خلال الحرب العراقية الإيرانية، لوقوعها قرب الشريط الحدودي بين البلدين، فيما أكدت عضو مجلس محافظة ديالى، أمل عمران، أن "من أسباب استمرار تردي الواقع الخدمي شمولُ الناحية في المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، مما يجعلها ضحية الصراعات السياسية.
منذ أن كانت مصنفةً كثاني أكبر أقضية العراق، ومن ثم تحويلها إلى ناحية بسبب الهجرة الجماعية التي طالتها في ثمانينيات القرن الماضي، تعاني ناحية مندلي التابعة لقضاء بلدروز جنوب شرقي محافظة ديالى من الإهمال وانعدام مقومات الحياة.
وتحدث أحد أهالي الناحية، علي مجيد، لشبكة رووداو الإعلامية بالقول: "أولاً نطالب باعتبار مندلي قضاءً كما كان عليه في السابق، لأن مندلي ثاني أقدم قضاء في العراق، وكان قبله قضاءُ الكوفة، وثانياً نحن نشكو من المياه غير الصالحة للشرب، فهي ملوثة وغير مُصفاة".
أما المواطن، عمر عادل، فأكد أنه "لا توجد خدمات ولا مستشفى، والشوارع أيضاً غير صالحة للاستعمال، وبسبب المنفذ الحدودي تهالك الطريق كثيراً، وقد تسبب بالكثير من الحوادث المرورية".
فيما أوضح، أبو محمد، من سُكان الناحية، أن "الأهالي هاجروا من المدينة ولم يبقَ أحد، وحتى البساتين أصبحت مُدمرةً بالكامل".
خضوع الناحية للمادة 140 وشمولها في المناطق المتنازع عليها، جعلها ضحيةَ الصراعات السياسية، التي أدت إلى انعدام أبسط مقومات الحياة في الناحية، فضلاً عن عجز الحكومة عن مدِّ يدِ العون لها بسبب التقشف الحكومي.
وفي هذا السياق قالت عضو مجلس محافظة ديالى عن التحالف الكوردستاني، أمل عمران، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "الجميع يعلم مدى تردي الواقع الخدمي في ناحية مندلي، والسبب يعود إلى الصراع حول تحديد الموقف لكون هذه المنطقة مشمولة في المادة 140 التي تحول دون تقديم المشاريع من قبل حكومة إقليم كوردستان، وكذلك حكومة ديالى، وبالتالي فإن المتضرر الوحيد هو المواطن، حيث أن جميع الخدمات معدومة في هذه المنطقة، وحكومة ديالى عاجزة عن تقديم الخدمات بسبب حالة التقشف التي تمر بها البلاد".
تقديم الخدمات لهذه الناحية ضرورة ملحة لكي تستعيد عافيتها وتنفض عنها غبار الحروب، حيث أنها تمتلك كافة المقومات، فهي منطقة سياحية جميلة، ومركز تجاري حيوي، بالإضافة إلى وجود المنافذ الحدودية، لكنها تعاني من الإهمال، ويبقى الأمل معقوداً في استغلال مواردها للنهوض بالناحية على أقل تقدير.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً